نعت قيادات ورؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة في فلسطين، الشهيدة شيرين أبو عاقلة ، التي استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأربعاء ، أثناء عملها ، وأعلنت القيادات الكنسية مشاركتها تأبين الشهيدة اليوم الخميس في تمام الساعة 11 صباحا من مقر الرئاسة بحضور رسمي وشعبي، كما تردد بأنه يشيع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير بعد غد الجمعة في مدينة القدس من كنيسة الروم الكاثوليك إلى مقبرة صهيون قرب باب الخليل.
وفي سياق متصل أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس الجريمة البشعة التي نفذها جنود الاحتلال باغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، أثناء تأديتها لواجبها الوطني في فضح جرائم الاحتلال في مخيم جنين.
وأكدت اللجنة الرئاسية أن استهداف الصحفيين هو سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال للتغطية على جرائمه التي يقوم بها بحق أبناء شعبنا من قتل وتنكيل وانتهاك لحرمة مساجدنا وكنائسنا.
وأضافت أن جريمة اغتيال أبو عاقلة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق كل ما هو فلسطيني، مشيرة أن تمادي الاحتلال هو ناتج طبيعي لعدم وجود رادع يحمي الكل الفلسطيني وتقاعس المجتمع الدولي في محاسبة حكومات الاحتلال المتعاقبة على جرائمها.
ودعت اللجنة الرئاسية المجتمع الدولي والجنائية الدولية إلى فتح تحقيق فوري في هذه الجريمة، وفرض العقوبات على حكومة الاحتلال وجنودها لتنفيذهم جرائم حرب وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني، وتوجهت برسالتها إلى كافة وكالات الأنباء المحلية والدولية لفضح ممارسات الاحتلال.
وتوجهت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس ممثلة برئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير دكتور رمزي خوري وباسم كافة أعضائها ومديرها العام وموظفيها بخالص التعازي والمواساة من عائلة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان. الرب أعطى الرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا.
بينما نعى الدكتور القس متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة ، بصلاة من أجل روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة قال فيها: لروحك يا شيرين أصلي، يا وردة خرجت من رحم جذور تلحمية، وترعرعت في أكناف مدينة القدس، وجالت كالناصري حاملة آلام وآمال القضية الفلسطينية، لتسقط شهيدة في مخيم جنين الشامخ على تخوم مدينة جنين الأبية .
وتابع "الراهب" : لروحك يا شيرين أصلي، لقد أراد المحتل وعن سبق إصرار أن يقطف الوردة قبل ميعادها، فلا تعود تنشر عبقها عبر الفضائيات، لقد أراد أن يُسكت صوت الحق، صوت الأم الفلسطينية الثكلى، والطفل المصاب والسجين من خلف القضبان .. ولكنكِ يا شيرين مثل سيدك الناصري، آمنتِ أن الإنسان موقف وحضور ورسالة لا تقبل المساومة .. ومثل سيدك الناصري، آمنتِ أن الحياة لا تقاس بطول سنينها بل بعطائها، فأعطيتِ ولم تبخلي وأصبحت شهيدة الكلمة الحرة والصورة ورمز الفداء والتضحية.
وأستطرد الراهب قائلاً : هنا في فلسطين القيامة، نصلي جميعاً من أجل حرية شعبنا الفلسطيني والعدالة .. المجد للذين يصعدون نحو السماء شهداء للحرية .. لروحك العطرة السلام، ولعائلتك وأهلك الكرام وشعبنا الفلسطيني في كل مكان حسن العزاء .. وإننا على دربك سائرون ...سفراء الكرامة، والحرية والسلام .