كانت الشهيدة شيرين أبوعاقلة هي إحدى أهم وجوه الصحافة خلال فترة قناة الجزيرة الذهبية مطلع الألفية، وحين تصالحت قطر مع مصر منتصف العام الماضي، كانت أيضًا شيرين أبو عاقلة هي أول وجه يطل على الجمهور المصري.
كانت استشهدت شيرين أبو عاقلة صباح اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، متأثرة بإصابات خطيرة تعرضت لها في منطقة الرأس خلال تغطيتها اقتحام قوات إسرائيلية لمخيم جنين صباح اليوم الأربعاء.
واتهمت شبكة الجزيرة الجنود الإسرائيليين باستهداف مراسلتها "بشكل مباشر". ونقلت عن شهود عيان قولهم إن "قناصا استهدف شيرين برصاصة في الوجه، رغم أنها كانت ترتدي سترة وخوذة تحملان شعار الصحافة".
عبرت الشهيدة الراحلة عن حبها لمصر، وظهر ذلك من خلال ما دونته عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:"مفيش بجمالك يا مصر".
كما كتبت بوست آخر ذكرت فيه وجوده بمصر لإتمام تقرير قائلة:" في القليوبية في مصر، خلال تصوير تقرير من هناك مع طاقم عمل مميز".
قامت أبو عاقلة بتغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة.
كانت أبو عاقلة أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في عام 2005، حيث قابلت الأسرى الفلسطينيين الذين أصدرت محاكم إسرائيلية أحكاما طويلة بالسجن في حقهم.
وروت أبو عاقلة أن من أكثر اللحظات التي أثرت فيها هي زيارة السجن والاطلاع على أوضاع أسرى فلسطينيين، بعضهم قضى ما يربو على 20 عاما خلف القضبان.
بعد تحسن العلاقات القطرية-المصرية والسماح لقناة الجزيرة بالعودة إلى القاهرة، اختارت قناة الجزيرة أبو عاقلة لتكون أول من يفتتح بثها المباشر من هناك في يوليو الماضي.
وفي فيديو ترويجي بثته الجزيرة في أكتوبر الماضي بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيسها ال25، قالت أبو عاقلة: "اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم...أنا شيرين أبو عاقلة".