أثار الانهيار العنيف لعملة تيرا لونا وعملتها "تيرا يو إس تي"، ومن قبلها العملة الالكترونية "بيتكوين" مخاوف المنظمين الأمريكيين في وزارة الخزانة الأمريكية والفيدرالي الأمريكي.
وانعكست الخسائر المتفاقمة في الساعات القليلة الماضية لعملة تيرا لونا والهبوط الحاد الذي اجتاح العملة المستقرة تيرا يو إس تي على سوق العملات المشفرة التي خسرت ما يزيد عن 450 مليار دولار في بضعة أيام.
وبدأت الأزمة مع بداية تعاملات أول أمس 9 مايو الجاري حينما سقطت عملة تيرا لونا من مستويات قرب الـ 65 دولار يوم الإثنين الماضي نزولًا إلى المستويات الحالية قرب الـ 4 دولارات.
وانخفضت عملة تيرا لونا التي كانت واحدة من أكبر 10 عملات رقمية في سوق التشفير بأكثر من 95% في أقل من 48 ساعة عقب السقوط لأدنى مستوى في عامين، وخلال الساعات القليلة الماضية نزلت عملة تيرا بحوالي 85% هبوطًا من مستويات قرب الـ 34 دولار إلى مستويات قرب الـ 5 دولارات خلال تعاملات اليوم الأربعاء.
وتهاوت القيمة السوقية لسادس أكبر العملات الرقمية وهو المركز التي اتخذته تيرا مطلع مايو الجاري حينما بلغت قيمتها السوقية ما يقرب من 40 مليار دولار.
وخسرت تيرا لونا في أيام معدودة ما يقرب من 38 مليار دولار نزولا إلى المرتبة الـ 40 لتصبح قيمتها السوقية حوالي 2.5 مليار دولار فقط لتتخلى عن مكانتها المتقدمة.
وتزامن انهيار تيرا لونا مع سقوط فريد من نوعه في سوق العملات المستقرة المعروف عنها أنها عملات مرتبطة بالدولار الأمريكي تعادل الوحدة من تلك العملات واحد دولار.
وسقطت عملة تيرا يو إس تي التي كانت تساوى واحد دولار في التعاملات المبكرة من يوم 9 مايو الجاري نزولاً إلى مستويات قرب الـ 0.3 دولار خلال تعاملات اليوم الأربعاء.
وفقدت العملة المستقرة تيرا يو إس تي ما يقرب من 70% حيث بات المتداولين عاجزين عن استرداد قيمة استثماراتهم في عملة مضمونة بالدولار الأمريكي.
ودفعت أزمة تيرا لونا لت وزيرة الخزانة الأمريكية للتعليق على الحدث حيث قالت أعتقد أن الوضع مع تيرا يو إس دي يوضح ببساطة أن هذا منتج سريع النمو وأن هناك مخاطر على الاستقرار المالي ونحن بحاجة إلى إطار عمل مناسب.
وأضافت جانيت يلين، أنه سيكون من المناسب للغاية استهداف إطار فيدرالي متسق بشأن العملات المستقرة بحلول نهاية عام 2022 نظرًا لنمو السوق، ودعت إلى الشراكة بين أعضاء الكونجرس لسن تشريع لمثل هذا الإطار.
وقال الفيدرالي، إنها مدعومة بأصول قد تفقد قيمتها أو تصبح غير سائلة أثناء الإجهاد، مما يؤدي إلى مخاطر استرداد، وقد تتفاقم هذه المخاطر بسبب الافتقار إلى الشفافية.
وكشف التقرير، أن الاستخدام المتزايد للعملة المستقرة في التداول بالرافعة المالية للعملات المشفرة الأخرى قد يضخم التقلب في الطلب على العملات المستقرة ويزيد من مخاطر الاسترداد.
وأشارت الأنباء إلى أن الزخم الهبوطي في 8 مايو صاحب أخبار المتاعب في بروتوكول Blockchain Terra، حيث شهدت الشركة التي تعهدت بشراء كميات غير محدودة من BTC لدعم عملتها المستقرة بالدولار الأمريكي TerraUSD (UST) لاختبار حقيقي.
انخفاض في بيتكوين
وانخفضت العملة المشفرة الأكثر قيمة في العالم بنسبة 5% يوم الإثنين الماضي بعد أن تراجعت مرة أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع انخفضت أسعار البيتكوين الآن بنسبة 15% تقريبًا في الأسبوع الماضي. بسعر أقل بقليل من 32 ألف دولار، تكون عملة البيتكوين أقل بنسبة تزيد عن 50% عن أعلى مستوى قياسي لها بالقرب من 69 ألف دولار من أواخر العام الماضي وعند أدنى مستوى لها منذ يوليو2021.
ونقلت رويترز عن مايكل كاميرمان، الرئيس التنفيذي لمنصة التداول سكيلنج: لم يكن التداول المتقلب في الأصول الرقمية أمرًا غير معتاد في السنوات السابقة والعملات المشفرة تتحرك بشكل متزايد بالتزامن مع الأسهم التقنية حيث يعامل المستثمرون كلاهما كأصول مخاطرة ويتراجعون غالبًا إلى زوايا أكثر أمانًا في السوق أثناء نوبات تقلب السوق.
وقال كاميرمان، إنه لا يزال متفائلًا بشأن البيتكوين على المدى الطويل. بدأ المزيد من صناديق التحوط والمؤسسات الكبيرة الأخرى في الاستثمار في العملات المشفرة، وبدأت بعض البنوك المركزية العالمية في احتضانها أيضًا.
وأضاف، أن البيتكوين ليست محصنة ضد خطر التضخم العالمي المنتشر عبر معظم فئات الأصول الأخرى لذلك يجب أن نتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي، فقد تعرضت عملة البيتكوين لنفس المشكلات التي أدت إلى انخفاض الأسهم.
وأشار إلى أن مخاوف التضخم والمخاوف بشأن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي والتوتر بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل، هزت وول ستريت وأدت إلى ارتفاع عوائد السندات.
كما ساعد الارتفاع في العوائد على رفع قيمة الدولار، الأمر الذي يميل إلى الارتفاع جنبًا إلى جنب مع أسعار الفائدة ويتم تداول مؤشر الدولار الأمريكي الآن بالقرب من أعلى مستوى له منذ عشرين عامًا وهذه أخبار سيئة لعملة البيتكوين أيضًا، حيث يشير العديد من داعمي العملات المشفرة إلى ضعف الدولار كعلامة صعودية للعملات الرقمية.
وتشير بعض التحليلات إلى أنه ومع استمرار ارتفاع الأسعار (والدولار)، يعتقد بعض المتشككين في العملات المشفرة أن بيع البيتكوين قد بدأ وسيتسمر، كما بدأ الاحتياطي الفيدرالي في التراجع عن مشتريات السندات الشهرية وغيرها من الحوافز التي قد تكون أخبارًا سيئة لجميع أنواع الأصول المضاربة.
في وقت يتوقع البعض أن عملة البيتكوين يمكن أن تنخفض إلى 20 ألف دولار بحلول نهاية العام.
ويرى خبراء أن انهيار العملة المشفرة يؤدي أيضًا إلى الإضرار بالعديد من الأسهم مع التعرض لهذه الصناعة انخفض Broker Coinbase بنسبة 17% يوم الاثنين وانخفض بأكثر من 65% هذا العام وتراجع تطبيق Robinhood، التي تتيح للأشخاص أيضًا شراء وبيع بعض العملات المشفرة بأكثر من 45% في عام 2022.
وتراجعت أيضًا أسهم العديد من معدني العملات المشفرة، وهي الشركات التي تشغل الخوادم التي تحل الألغاز الرياضية المعقدة اللازمة لإنشاء عملات البيتكوين الجديدة والعملات المشفرة الأخرى بنسب تتراوح بين 50% و60% هذا العام.
وأكدوا أنه قد يستمر المستثمرون في تجنب العملات المشفرة المتقلبة لصالح الملاذات الآمنة، مثل الأسهم الممتازة التي تدفع توزيعات الأرباح.
ونقلت وكالات عن تامي دا كوستا، المحلل في DailyFX في تقرير، إن التجار أكثر ترددًا في تبني المخاطر الإضافية المرتبطة بمجال العملات المشفرة.
وأضافت، أن مستقبل العملات أو التوكنات الفردية لا يزال مشكوكًا فيه، وأن ارتفاع أسعار الفائدة من المرجح أن يعرض للخطر إمكانية تحقيق الأرباح على المدى القصير في عملات البيتكوين والإيثيريوم وغيرها من العملات المشفرة.