الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

دول القوقاز تسترجع ذكريات انتصارها على النازية على إيقاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على أصداء حرب لم ينقشع غبارها ودخلت شهرها الثالث بين روسيا وأوكرانيا، تأتى الذكرى السابعة والسبعين للانتصار على النازية لتذكر دروسا من الماضى تؤكد قيم التكاتف والوحدة بين شعوب العالم لمواجهة التحديات الصعبة وتعيد الى الاذهان ذكريات النصر والفخار. 

ففى التاسع من الشهر الجارى احتفلت روسيا بذكرى يوم النصر الـ 77 على النازيون الغزاة فى الحرب العالمية الثانية، وتوازيا مع احتفالات موسكو تحتفل ايضا دول القوقاز التى كانت تشكل فيما عرف فى السابق بالاتحاد السوفيتى بذكرى اشتراكها فى يوم النصر وبإسهاماتها فى تحقيقه – ابان الحقبة السوفيتية - وهى اسهامات قلما يذكرها كتاب التاريخ برغم سخائها الذى قدمت الجانب الاكبر منه شعوب روسيا واذرييجان وكازخستان وتركمانستان. 

فى الثانى والعشرين من يونيو 1941 بدأ الغزو النازى لاراضى الاتحاد السوفيتى وكان غزوا مباغتا لنحو 200 مليون من سكان روسيا وجمهوريات القوقاز المجازرة التى كان الاتحاد السوفيتى يتكون منها " واخذت الهجمات النازية الاسم الكودى " عملية باباروسا ". 

كانت ضريبة الدماء فادحة، فمن بين 75 مليون قتيل فى الحرب العالمية الثانية كان نصيب الاتحاد السوفيتى بما فى ذلك روسيا وبلدان القوقاز 27 مليون قتيل، وقدمت دول القوقاز مجتمعة 21 مليون قتيل فى ساحات القتال فى الفترة من 1941 وحتى 1945 من اجمالى 27 مليون قتيل فى الحرب من ابناء الاتحاد السوفياتى السابق واستنزفت الحرب من دول القوقاز وروسيا 192 مليار دولار من مواردها الاقتصادية. 

لا شك ان المقتالين الروس كان اسهامهم الى جانب قوات دول القوقاز السوفيتية هو حائط الصد فى معارك ستالين جراد التى دارت رحاها بين عامى 1942 و1943 وتحطمت على وقعها احلام قوات هتلر فى احتلال هذا الجزء من العالم، ففى تلك المعركة وحدها فقد الروس والقوقازيون مليونى قتيل وهو ما جعل معارك ستالين جراد اكبر معارك دامية تسجلها صفحات التاريخ الحديث. 

وفى شرق جبال الاورال استطاعت قوات دول القوقاز السوفيتية الدفاع عن المجمعات الصناعية العسكرية من ضربات النازيين الجوية وادخال القوات النازية الغازية فى معركة استنزاف طويله الى ان تحقق النصر الحاسم الذى غير مسار الحرب فى ستالينجراد. 

اذربيجان.. قدمت اذربيجان نفطا وكيماويات وحاصلات زراعية ومواد اولية لخدمة المجهود الحربى – السوفيتى – لصد هجوم النازيين ابان الحرب العالمية الثانية وكان لها اسهاما بارزا فى تحقيق انتصار الاتحاد السوفيتى على النازيون الغزاة وكتابة السطور الاخيرة لانتهاء الحرب، حشدت اذربيجان وحدها 700 الف مقاتل على خطوط القتال الأمامية لقى نصفهم تقريبا مصرعه اثناء القتال، وكانت قطاعات عديدة من الفرق السوفيتية تتألف بكاملها من مقاتلين اذربيجان من بينهم الفرقة 416 السوفيتية التى دخلت برلين عاصمة النازى – انذاك – ساطرين بدمائهم سنوات دفاع طويلة ضد الهجمات النازية من العام 1941 وحتى العام 1945، وحصل 123 من القادة العسكريين الاذربيجانيين على ميداليات البطولة والشرف من ستالين. 

الى جانب المقاتلين قدمت اذرييجان 90 فى المائة من وقود المركبات القتالية للجيش السوفياتى فى مواجهة قوات النازى الغازية بما فى ذلك الجازولين الذى زود المدرعات السوفيتية بنحو 22 مليون طن من جملة 75 مليون طن من محروقات الوقود التى حصلت عليها قوات ستالين. 

و ابتكر عالم الكيمياء الاذربيجانى يوسف ماداليين 38 نوعا جديدا من امزجة الوقود القتالية استخدمت فى انتاج عبوات كوكتيل المولوتوف الحارقة التى انتجت المصانع الاذربيجانية منها 10 الاف عبوة، وابتكر العالم الاذربيجانى نفسه وقودا للطائرات المقاتلة يعرف بمزيج / بى – 78 / باجمالى مليون طن اسهم فى رفع كفاءة السلاح الجوى السوفياتى ابان الحرب وحقق تفوقه على مقاتلات النازى، وكتبت عنوان النصر فى معارك / فولول بالو / التى أضعفت زخم تقدم جحافل النازيين صوب منطقة جبال القوقاز فكان ذلك مفتاح النصر فى معارك ستالينجراد الشهيرة التى دحر فيها الجيش السوفياتى قوات هتلر. 

قدمت اذربيجان 130 نوعا من الاسلحة القتالية من انتاج مصانعها إبان الحرب وهى المصانع التى لم تتوقف أنشطتها برغم وطأة القتال، وفى المرافىء الاذربيجانية كان يتم إصلاح البوارج السوفيتية المعطوبة، كما قدم المزارعون الاذرييجانيون من حقولهم 500 ألف طن من القطن لخدمة المجهود الحربى، واستقبلت المشافى الاذربيجانية فى باكو وغيرها من المدن 5ر1 مليون مصاب من القوات السوفيتية تم إخلاؤهم من جبهات القتال. 

كازاخستان.. دفعت كازاخستان 20 فى المائة من مواطنيها القادرين على حمل السلاح الى ميادين قتال النازى لصد تقدمهم بما اجماليه مليونا و196 ألف مقاتل، ولقى 601 الفا و939 كازاخستاني مصرعم فى ساحات القتال ضد الغزاة النازيون وهو ما يعادل 12 فى المائة من تعداد سكان كازاخستان. 

الفرقة 316 من قوات ستالين التى نجحت فى الدفاع عن العاصمة موسكو تشكلت بجملتها من مقاتلين كازخستان وتم تذخير وتعبئة تلك الفرقة فى المأتى عاصمة الدولة آنذاك، كذلك كانت الفرقة 107 الكازاخستانية للمقذوفات الفضل فى تدمير 70 مدرعة نازية غازية على أطراف موسكو. 

و بدءا من العام 1941 وتحسبا لما هو اسوأ فى خضم الحرب العالمية الثانية نقلت روسيا واوكرانيا وروسيا البيضاء ( بيلاروسيا ) عدد غير قليل من مصانعها وخطوط إنتاجها العسكرية إلى الأراضي الكازخستانية بلغ 300 مصنع هربا من احتمالات تطور هجمات النازى واستهداف تلك المصانع التى كانت نتتج 90 فى المائة من احتياجات القوات السوفيتية من طلقات الرصاص من مختلف الأعيرة والمقذوفات بأنواعها التى كانت تسع من كل عشر طلقات يتم إنتاجها فى المصانع الكازخستانية، كذلك كان لكازخستان دورا هاما فى إنتاج الأفلام الدعائية والتسجيلية والدرامية لمسارات القتال التى وثقت لاهم المعارك ومجريات الحرب ونضال شعوب القوقاز فى التصدى للنازيين الغزاة. 

تركمانستان.. كان هذا البلد احد 15 جمهورية يتشكل منها الاتحاد السوفيتى السابق ابان الحرب الحرب العالمية الثانية، واستوعبت معاهدها ومؤسساتها التعليمية الطلبة من الجامعات والمدارس الروسية التى استهدفها النازيون بالقصف الجوى، وفى الفترة من 1941 وحتى العام 1945 نقلت جامعات روسية عديدة مقارها ومختبراتها الى الأراضي التركمانية بما فى ذلك جامعة موسكو، واستوعبت المعاهد التركمانية عشرات الآلاف من الدارسين الروس، وتم توجيه النشاط الاقتصادى للتركمانيين بما يخدم الجهود الحربية السوفيتية للدفاع فى مواجهة الغزاة النازيون. 

بالنظر إلى تركيب السكان التركمان آنذاك وأنشطتهم الاقتصادية كان اسهامهم فى الزراعة هو الدعم الرئيس للجهد الحربى السوفيتى إبان الحرب إذ فضل ستالين بقاء 93 فى المائة من السكان البالغين التركمان يعملون فى حقولهم لإنتاج الغذاء للمقاتلين وإيصال ما يسد رمقهم فى ساحات القتال، كما اسهمت تركمانستان فى توفير المواد التعدينية الأولية لخدمة الجهد الحربى السوفياتى والصناعات العسكرية.