تزامنت أفراح عيد الفطر المبارك مع موسم حصاد القمح، وهو موسم الفرح والسعادة والبهجة، وموسم للتجمعات والمساعدات والزمالة والتضامن الاجتماعى فى أبهى صوره، وتغنى بها عبد الوهاب فى رائعته «القمح الليلة ليلة عيده».
فموسم حصاد القمح فى مصر، يمثل أهم المناسبات لشريحة كبيرة من المجتمع، لأنه يمثل عصب الحياة اليومية للمصريين من القدم، وقصة سيدنا يوسف جديرة بشرح الأهمية التاريخية لمحصول القمح عند قدماء المصريين وحتى الآن، فلا تكاد تخلو مائدة من أحد منتجات القمح، كما يحظى باهتمام كبير من جميع الحكومات.
وارتبطت المناسبات الاجتماعية، فى مصر بموعد الحصاد، مثل الزواج وتجهيز الأفراح، ويبدأ خلال شهر مايو الحصاد وتبدأ معه الطقوس السنوية.
شهد موسم حصاد القمح هذا العام بداية مبشرة، وسط توقعات بوفرة وجودة محصول العام الحالى بمعدلات إنتاجية مرضية، كنتيجة طبيعية لجهود وزارة الزراعة ممثلة فى معهد بحوث المحاصيل الحقلية باستنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية وأكثر تحملًا للظروف البيئية، وجهود الفلاح على مدار العام. ولا ينكر أحد أنه رغم فرحة الحصاد السنوية وموسم الدراس إلا أن مخاطر الدراس والفصل بين القمح والتبن بها كثير من المخاطر من خلال الماكينات القديمة، والتى تدار بالسير الرابط بين الجرار الزراعى والماكينة، وهو خطر كبير لسرعة دورانه، وشهدت القرى المصرية العشرات من الحوادث بسبب السير راح ضحيتها العديد من الفلاحين.
ابتكار جديد لمزارع مصرى يعمل فى مهنة الجرارات الزراعية إرثا عن والده وعن جده ومشهور بالابتكار والتطوير، ومن أهم ابتكاراته وإنجازاته هذا المشروع الجديد الخاص بدراس القمح.
محمد محمد الشرشابى، وشهرته محمد الدكرورى، مزارع مصرى من قرية اخناواى مركز طنطا محافظة الغربية، حاصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة الأزهر، لكنه عمل فى مجال والده الآلات الزراعية التى ورثها عن جده وطورها وعايش مستجداتها وأتقن مهاراتها وتميز علميا وعمليا فى المجال.
استطاع «الدكرورى» أن يجمع بين ماكينة الدراس القديمة مع بعض التطوير الذاتى مشابها ماكينات الدراس فى الدول الأوروبية، والتى تستطيع ذاتيا تعبئة وتخزين التبن فى كرافان ملحق بالدراسة ونقل الكمية لصاحب الأرض مع توفير معاناة تعبئة ونقل التبن، كما نجحت الماكينة فى اإلغاء السير تماما والعمل بعامود مباشر بين الماكينة والجرار،
وعن أخطر مرحلة وهى مرحلة التلقيم والتى يقف فيها أحد الفلاحين أمام فوهة الماكينة مباشرة ما يهدد خطرًا كبيرًا قام «الدكرورى» باختراع سير جنزير يوضع عليه القش ويحمله هو لفوهة الماكينة دون أن يقف الفلاح فى منطقة الخطر.
وعن أهم المميزات، قال «الدكرورى» إنها توفر على الفلاح مرحلة كبيرة جدا من مراحل العمل وهى تعبئة ونقل التبن مباشرة دون إهداره والحفاظ عليه ومعروف أنها مرحلة صعبة، والفدان يتكلف متوسط ألف جنيه تعبئة ونقل وهو ما وفرته المكنة الحديثة ولا تزيد في ثمنها وبنفس ثمن المكنة العادية، والهدف من هذا الاختراع هو راحة الفلاح.
وأكد أن المكنة الموفرة بنفس تكلفة المكنة العادية لأن عدد الساعات واحد، ولكن هدية الفلاح هو توفير هم تعبئة ونقل التبن والحفاظ عليه من خطر السير والدرس.