زار وفد رفيع المستوى من قيادات الكنيسة الإنجيلية ببرلين، الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر، وجاءت الزيارة في إطار التآخي بين الكنيستين، ترأس الوفد الدكتور القس ثروت قادس، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للحوار التابعة لمجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية بمصر، وتضمن برنامج الوفد زيارة كنيستين تابعتين لمجمع الدلتا الإنجيلي المشيخي، والمشاركة في إفطار رمضاني نظمته الأكاديمية، وزيارة عدد من الأماكن السياحية، وحضور احتفال الطائفة الإنجيلية بعيد القيامة، وفي هذا الإطار أجرت «البوابة» حوارا مع رئيس مجمع برلين الدكتور القس بيرنارد شميت.. إلي نص الحوار..
من هو الدكتور القس بيرنارد شميت؟
الدكتور القس بيرنارد شميت، رئيس مجمع فلكن زي برلين، مواليد 1962 ألمانيا الشرقية، درس بمعهد الموسيقى وكان يعزف الكمانجا، كما درس أيضًا الموسيقى فى أكبر الأماكن الدراسية فى لايبزيغ بألمانيا الشرقية سابقًا، وبعد ذلك درس الثانوية العامة «مسائى» نظرًا لأنه ابن قس ألمانى، وأنهي الثانوية العامة ثم درس بإحدى الجامعات العريقة الموسيقي خمس سنوات، واستمر كمايسترو لثلاث سنوات بألمانيا الشرقية – في روستوك، وهي بلدة كانت تطل علي البحر من الجانب الشرقي.
خلال عمله بمدينة روستوك تعرف على أستاذ بكلية اللاهوت، وبعد ثلاث سنوات ترك عمله بالموسيقى وتعمق في دراسة اللاهوت، وذهب إلي شرق برلين، وتعرف علي زوجته في برلين وهي موسيقية، ودرس بكلية اللاهوت في برلين، وانهي دراسته في علوم اللاهوت عام 1994 ، وحصل علي الماجستير عام 1996، ثم حصل علي درجة الدكتوراه 1999 من الماينز الألمانية.
* ماذا عن رؤيتك لمنطقة الشرق الأوسط وعلاقة التآخي بين الكنيسة في برلين والكنيسة المصرية؟
- في البداية بدأت الكنيسة في إطلاق عدد من الزيارات بين الكنيستين من مصر إلي ألمانيا، ومن ألمانيا إلي مصر في إطار تآخي وعمل عدة لقاءات مختلفة بين الكنيستين، وحلمي من خلال هذه اللقاءات هي تبادل الخبرات لكي نتعلم من بعضنا البعض، ونشجع وندعم بعضنا البعض في كل الأمور الروحية أو الاجتماعية أو غيرها، وبالأخص الكنائس الضعيفة جدا والتي بها عدد من الأعضاء القليلين، وبذلنا قصارى جهدنا لاختيار كنيستين صغيرتين في مصر كبداية، وبالفعل تم اختيار كنيستي البيطاش والزقازيق لإكسابهما المهارات والدعم العلمي لخدمة الكنيسة والمجتمع لتكونا كنيستين مؤثرتين، كما يجب دعم دور المرأة أكثر من ذلك وتطور الكنيسة المصرية بشأن دورها الخدمي والرعوى.
* ما أبرز الخدمات التي تقدمها الكنيسة في برلين؟
- نشر الفكر الإنجيلى اللوثرى، والعمل علي الدياكونية والخدمة الاجتماعية، وخاصة العمل مع اللاجئين والشباب ومشاركتهم بالعمل الخدمى والأسر.
* وماذا عن انخفاض معدلات أعضاء الكنائس والمتعبدين في معظم مقاطعات ألمانيا وانتشار ظاهر بيع الكنائس خاصة لكنائس شرق أوسطية؟
- بالفعل هذا الأمر للأسف، بسبب الأوضاع الاقتصادية، ويوجد أيضًا سبب آخر عند الشباب هو انجذابه لمفهوم العلمانية، وعدم دفعه للضرائب للكنيسة فأصبحت الكنيسة تخلو من انضمام أشخاص إليها، فشهدت انخفاضا في المتعبدين وأعضاء الكنائس.
وأريد أن أبرز أمرًا إيجابيًا رأيته خلال زيارتى إلى الكنيسة الإنجيلية فى مصر، وأتمنى أن نتعلمه منهم وهو تمسكهم بالإيمان المسيحى، فما حدث فى الغرب لا يحدث فى مصر من خلو الكنائس من المتعبدين. فلابد من وجود إيمان معاش وتمسك به لإجراء أى حوار أو مساعدة الآخرين من حولنا.
* ماذا عن تزايد خطاب الكراهية واستخدام العنف.. وكيف تري مواجهة ذلك؟
- هناك من يسىء استخدام مفهوم الحرية وحقوق الإنسان، ويستخدم العنف والتطرف لتنفيذ أهوائهم الشخصية علي حساب هذا الأمر، وهذا معتقد ومفهوم خاطئ ولابد من مواجهته بالقانون. كما يوجد أيضاً عدد من النازيين الجدد الذين يكرهون المختلف عنهم ويرفضون التعامل معه أو استمراريته مما يجعل هناك رفضا للآخر وصراعا بين الطرفين وهم تحت رقابة الحكومة الألمانية وتتصدي لكل أفكارهم، ولكننا لا نربط العنف باللاجئين، أو من يتقدم إلي الهجرة من الدول العربية أو الشرق أوسطية أو غيرهم، فهناك من ينتمي إلى بعض الأحزاب أو المجموعات التى تتبنى الأصولية أو الراديكالية، وهذا الأمر يجب التصدى له، ومحاورة الجميع فالحوار لغة السلام.
* في نهاية زيارتك لمصر نريد معرفة انطباعك عن الزيارة؟
- شاهدت أمنًا واستقرارًا فى مصر لم ولن أشاهده من قبل، وكم حب وود الشعب المصرى فى تعاملهم معنا، وقد قمنا بزيارة عدد من المعالم السياحية من خلال البرنامج الذى أعدته لنا الأكاديمية الدولية للحوار التابعة للكنيسة في مصر، وفي زيارة متحف الحضارات شاهدنا عظمة تاريخ مصر، وثراءها بالحضارات الموجودة وجسدها المتحف خلال عرضه، بالإضافة للفنون كفن التحنيط والنحت وغيرها من الفنون.
كما قمنا بزيارة أهرامات الجيزة، وتل بسطا ومصر القديمة، وشاهدنا عمق التنوع الحضاري الموجود في مصر، واحترام الحكومة المصرية للحفاظ علي هذا التنوع وهذا التراث العظيم.
كنا سعداء بوجودنا فى مصر خلال الأعياد المسيحية والأسبوع الأخير من شهر رمضان، وترسخ فينا العلاقات الإنسانية وعلاقة الحب والمودة بين أطياف الشعب المصرى بمختلف ثقافته وتنوعه الدينى، شاركنا بإفطار رمضانى نظمته أيضًا الأكاديمية الدولية للحوار، وشاهدنا علاقة الكنيسة المصرية بالأزهر، وهذا الأمر يستحق التقدير والاحترام، مصر عريقة بشعبها وقائدها وحكومتها ومؤسساتها الدينية، وسنهتم في العودة إلي ألمانيا بالحديث عن الزيارة، وسنعمل جاهدين علي سبل التعاون المشتركة بين الكنيستين والبلدين.