تستضيف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للمرة الأولى انعقاد الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط «MECC».
يأتي ذلك خلال انعقاد دورتها الثانية عشرة، تحت شعار «تشجعوا أنا هو لاتخافوا» فى الفترة من ١٦ إلى ٢٠ مايو الجاري، وذلك بدير القديس أنبا بيشوى «باييسيوس الكبير» بوادى النطرون.
ونشرت مجلة الكرازة، الناطقة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رسالة ترحيب بذلك الحدث التاريخى، وذلك فى عددها الصادر بتاريخ الجمعة 6 مايو 2022.
وقال الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في تصريحات له سابقًا، بأن هدف المجلس هو تجويد الحياة في المنطقة، وأن هدفنا منذ تأسيس المجلس هو تقديم حياة أفضل للجميع، لافتًا إلى أن هناك برامج واستراتيجيات تهدف إلى تعميق المؤسسة وتعزيز القدرات الإنسانية بما يتواكب مع متطلبات العصر الحديث.
وتابع ميشال عبس أن دور المجلس هو مدّ الجسور والروابط بين العائلات الكئسية إلى جانب تعزيز الحوار المسيحي الإسلامي إلى جانب دور الخدمة الإنسانية كمساعدة اللاجئين والمتضررين من الأحداث المختلفة في المنطقة.
كما كشف عن تواجد المجلس الفاعل فى الأردن وفلسطين وسوريا ومصر والتخطيط حاليًا للعمل على فتح مكاتب جديدة أخرى لاسيما في العراق، وأعلن «عبس» عن استضافة قداسة البابا تواضروس الثاني للجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في مصر، وأن قداسته هو الذى طرح فكرة ومبادرة إقامة اجتماع الجمعية العامة للمجلس فى مصر، لافتًا إلى أنه تم التنسيق مع مجلس كنائس مصر لتنسيق العلاقات، وأننا لسنا فى وضعية منافسة، ولكننا سنسعى لنكون في وضعية تكامل، وأن نموذج مجلس كنائس مصر نموذج جيد يمكن تطبيقه في بلدان أخرى.
وأشار إلى أن استخدام التكنولوجيا خير للبشرية واستفدنا منه كثيرًا فى مجال البحث والثقافة والعلوم، ولكن العقل البشري له القرار في كيفية استخدام مختلف الوسائل، وأن التكنولوجيا أصبحت في متناول الجميع، ومن ثم يمكن أن تصل الرسائل لكل الناس.
وتابع قائلًا، إن الاختلاف في موعد الاحتفال بميلاد السيد المسيح يرجع إلى اختلاف في التقويمات، ولكن لا يوجد أدنى خلاف على الحدث نفسه، وأن توحيد موعد الاحتفال بين الكنيستين أمر جيد، وإذا لم يتم توحيد الموعد فلا يوجد مشكلة، فهناك أبعاد أكثر عمقًا فى دلالات العيد يجب أن ينتبه لها الإنسان.
ونوه «عبس» إلى وجود تطور كبير على مستوى البنية الأساسية والعمران فى مصر، وهو ما يعكس حالة الاستقرار التى تشهدها البلاد حاليًا وحالة الأمن التى ينعم بها المجتمع، موضحًا أن الشعب المصرى على مدى تاريخه يتمتع بالطيبة والود وقبول الآخر، وأن عليه أن يدعم ويعزز الاستقرار الذى ينعم به حاليًا، وأن المصريين يتمتعون بمهارات وقدرات رائعة تكفل لهم التقدم والازدهار في مختلف المجالات.
وأشاد «عبس» بتجربة بيت العائلة المصرية، وهى فكرة تعزز الاستقرار والتعاون وفكرة المواطنة والمشاركة والتعاون بين الجميع، وأنه سوف يسعى إلى نقلها إلى بلاده في لبنان، مؤكدًا أن السلم الاجتماعي هو أهم أدوات استقرار الأمم والشعوب، وأن مجلس كنائس الشرق الأوسط مهتم بالعمل مع الشباب والتواصل معهم.
وذكر أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط أن مجتمعاتنا مستهدفة منذ عقود بعيدة بسبب ثرواتنا الطبيعية والبشرية، وأن بلاد مثل مصر ولبنان وسوريا وفلسطين يوجد تزخر بالعديد من العلماء المبدعين لكنهم للأسف يعملون في خارج أوطانهم، لافتًا إلى أن المجلس يواجه العديد من التحديات نابعة من المشكلات الموجودة في المجتمع مثل التفكك الحادث في عدد من الدول، وكذلك التسرب من التعليم إلى جانب حالة الحصار المائي والأزمات البيئية المختلفة.
وقال القس رفعت فكرى الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بأنه منذ تأسيس المجلس عام 1974، أول مرة تنعقد الجمعية العمومية في مصر، وهذا يؤكد علي مكانة مصر السياسية والدولية، وأن مصر دولة الأمن والأمان رغم كل يحدث.
وأضاف «فكرى» فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» بأنها رسالة لكل المتعصبين بأن مصر دول قوية تقبل التنوع والتعددية علي أرضها، والكنائس المصرية بكل طوائفها وعائلاتها ترحب بالجمعية العامة، لأن الكنيسة المصرية هم أعضاء أساسيون في مجلس كنائس الشرق الأوسط.
وكشف «فكرى» عن أن برنامج اللقاء سيتضمن مناقشة تقارير المجلس، وأنشطته أثناء انتشار فيروس كورونا، كما سيناقش بعض الأمور المتعلقة بالخدمة التي يقدمها المجلس في بلدان الشرق الأوسط ومنها فلسطين وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من الدول العربية.