السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مصطفى الرافعي.. صرخة اعتراض على الشعرية التقليدية

الأديب مصطفي صادق
الأديب مصطفي صادق الرافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 كان الأديب مصطفى صادق الرافعي، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الثلاثاء، كاتبا ومقدرا ماليا لرسوم القضايا والعقود في محكمة طلخا، ويعد نابغة في البيان، ومن رواد الحياة السياسية والاجتماعية، وظهر هذا في أشعاره الحاثة على الدفاع عن الوطن، والأرض والدين، وله باع في التاريخ والنقد والأدب، فخاض فيها معارك فكرية مهمة.

احتل الرافعي مكانة مهمة في مدارس الفكر والأدب أثناء النهضة الأدبية العربية، وذلك من خلال ترويجه لفكرة إعادة استخدام الأساليب العربيّة الكلاسيكيّة، بالإضافة إلى إثبات الوجود للهوية الإسلامية لمصر.

ولد الرافعي في يناير سنة 1880، وأرادت أمه أن تكون ولادته في بيت أبيها في قرية بهتيم، يعود نسبه إلى الخليفة عمر بن الخطاب، دخل الرافعي المدرسة الإبتدائية في دمنهور حيث كان والده قاضيًا بها، وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق، حتى أصيب بمرض يقال أنه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابًا في أذنيه، واشتد به المرض حتى فقد سمعه نهائيا في الثلاثين من عمره، لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامي على أكثر من الشهادة الابتدائية، مثله مثل العقاد في تعليمه، فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية.

كذلك كان الرافعي صاحب عاهة دائمة هي فقدان السمع، ويعد من أصحاب الإرادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات، وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وتعلم على يد والده وكان أكثر عمل عائلته في القضاء.

لم يستمر الرافعي طويلاً في ميدان الشعر، فقد انصرف عنه إلى الكتابة النثرية لأنه وجدها أطوع، وأمام ظاهرة انصرافه عن الشعر، يتبين أنه كان على حق في هذا الموقف،فعلى الرغم مما أنجزه في هذا الميدان الأدبي من نجاح، ورغم أنه استطاع أن يلفت الأنظار، إلا أنه في الواقع لم يكن يستطيع أن يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره، وخاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، فقد عبر هذان الشاعران عن مشاعر الناس وهمومهم في هذا الجيل.

ويعد الرافعي هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربي التقليدي في أدبنا، فقد كان يقول: "إن في الشعر العربي قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه"، وهذه القيود هي الوزن والقافية.

كانت وقفة الرافعي ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل، وأهمية هذه الوقفة أنها كانت في حوالي سنة 1910 وقبل ظهور معظم الدعوات الأدبية الأخرى، التي دعت إلى تحرير الشعر العربي جزئيًا أو كليًا من الوزن والقافية.

 انتقل الرافعي إلى الميدان الأول، الذي كان مقيدًا بالوزن والقافية، هو ميدان النثر الشعري الحر في التعبير عن عواطفه العتيقة التي كانت تملأ قلبه ولا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الأخلاقي والديني كما كان يتصوره. أما الميدان الثاني الذي خرج إليه الرافعي فهو ميدان الدراسات الأدبية وأهمها كان كتابه عن تاريخ آداب العرب، وهو كتاب بالغ القيمة، ولعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث، لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد في سنة 1911، كتب الرافعي  كتابه المشهور "تحت راية القرآن" وفيه يتحدث عن إعجاز القرآن. ويرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم في الشعر الجاهلي.

يأتي الميدان الأخير، الذي تجلت فيه عبقرية الرافعي ووصل فيه إلى مكانته العالية في الأدب العربي المعاصر والقديم، وهو مجال المقال، والذي أخلص له الرافعي في الجزء الأخير من حياته وأبدع فيه إبداعاً عجيباً، وهذه المقالات جمعها الرافعي فكانت كتابه وحي القلم.

ومن بين مؤلفاته: "ديوان الرافعي: (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى بين سنتي 1903و 1906، وقدم لكل جزء منها بمقدمة في معاني الشعر تدل على مذهبه ونهجه، وهي مذيلة بشرح يُنسب إلى أخيه محمد كامل الرافعي وإنما هي من إنشاء الرافعي، ديوان النظرات: (شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1908 م، ملكة الإنشاء: كتاب مدرسي يحتوي على نماذج أدبية من إنشائه، أعدّ أكثر موضوعاته وتهيأ لإصداره في سنة 1907، ونشر منه بعض النماذج في ديوان النظرات، ثم صرفته شؤون ما عن تنفيذ فكرته فأغفله، وقد ضاعت أصوله فلم يبق إلا النماذج المنشورة منه في ديوان النظرات، تاريخ آداب العرب: (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1329 هـ، 1911 م،وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان وذلك عام 1359 هـ الموافق لعام 1940 م، يراه أكثر الأدباء كتاب الرافعي الذي لا يعرفونه إلا به، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: (وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب)، وقد صدرت طبعته الأولى باسم إعجاز القرآن والبلاغة النبوية عام 1928 م".