على الرغم من السمعة الملتصقة بإيران بشأن حروبها العسكرية والاقتصادية مع دول الجوار ودول الإقليم، إلا أن حربًا أخرى على وشك أن تنشب بين إيران والعراق من جهة وإيران وتركيا من جهة أخرى، ففي ظل ما قامت به إيران من بناء سدود على الأنهار الرابطة بينها وبين العراق وإعلان الأخيرة رفضها للإجراءات الأحادية الإيرانية التي قللت من حصة العراق من المياه، شربت إيران من نفس الكأس بعد أن عزمت تركيا على بناء سدود على الأنهار الرابطة بينها وبين إيران.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، رفض بلاده للإجراءات التركية المتعلقة ببناء السدود، والتي قد تؤثر على حصة إيران من المياه الآتية من تركيا، إذ يربط نهر أرس بين كلًا من البلدين، فيما أعلنت تركيا عن بناء سد على ذلك النهر بدون التشاور مع إيران ما تسبب في رد فعل سلبي من طهران.
وعلى الرغم من عدم وجود اتفاق ثنائي بين إيران وتركيا بشأن الأنهار الحدودية، إلا أن وزيرا خارجية البلدين تشاورا خلال الأشهر الماضية حول مستقبل حصة إيران من مياه نهر أرس، لكن الجانب التركي لم يخطر نظيره الإيراني بما جرى من إجراءات حول بناء السد المزمع إقامته على نهر أرس.
وطلبت إيران من تركيا المشاركة في لجنة ثنائية من خبراء المياه من البلدين لقياس الآثار الضارة من بناء السد التركي، مع إمكانية مناقشة تلافي تلك الأثار السلبية على إيران، إلا أن المناقشات لم تسفر إلا عن تشكيل لجنة من خبراء إيرانيين زارت موقع السد التركي، فيما من المتوقع أن تزور لجنة تركية إيران لوضع الأمر على مائدة المناقشات بين البلدين.
وعلى الرغم من ذلك الشد والجذب بين تركيا وإيران من جهة نهر أرس، إلا أن سدودًا بنتها إيران على روافد نهر دجلة جددت مخاوف العراق على حصتها المائية من تلك الروافد، في ظل تعنت الجانب الإيراني بشأن بناء تلك السدود، مع عدم الأخذ في الاعتبار الحق العراقي في مياه نهر دجلة وروافده.
وفي نفس السياق ذكرت إيران أن محادثات كثيرة جرت بين الجانبين العراقي والتركي على مسألة بناء السدود، في ظل رغبة عراقية في رفع دعوى قضائية دولية ضد إيران.
وسبق أن طالب الرئيس العراقي برهم صالح الجانب الإيراني بمراعاة حسن الجوار، وعدم التعدي على حق العراق في مياه نهر دجلة، مع ضرورة مراعاة المصالح المشتركة فيما يتعلق بتنظيم المياه.
