رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

لماذا لم يعلن تنظيم داعش تفاصيل كاملة عن عملية محطة المياه بغرب سيناء؟

مصر تحارب الإرهاب
مصر تحارب الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعتاد تنظيم داعش الإرهابي في العمليات الكبيرة تصوير أحداثها بشكل كامل أو بشكل جزئي، وبث التسجيل المرئي بعد ساعات من تنفيذ العملية، وقبلها ينشر صورًا من الموقع، وقليلًا ما يخالف هذه القاعدة المتعارف عليها، وبعد مرور 24 ساعة على حادث محطة رفع المياه شرق قناة السويس، أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن العملية، دون إرفاق البيان بأية صور من الموقع. كما لم يكشف أية معلومات إضافية عن تلك التي أعلنت عنها الجهات الرسمية المصرية، وهو ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا الإجراء أو تأخيره عن البيان.

تفاصيل رسمية

مساء السبت 7 مايو الجاري أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة إحباط هجوم إرهابى على إحدى نقاط رفع المياه غرب سيناء.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة في بيانه الرسمي: «قامت مجموعة من العناصر التكفيرية بالهجوم على نقطة رفع مياه غرب سيناء وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل فى النقطة مما أسفر عن استشهاد ضابط و10 جنود، وإصابة 5 أفراد وجارٍ مطاردة العناصر الإرهابية ومحاصرتهم فى إحدى المناطق المنعزلة فى سيناء.

وتؤكد القوات المسلحة استمرار جهودها فى القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.

خلل في إعلان التنظيم الإرهابي

ومن عادة التنظيم الإرهابي في الحوادث الشبيهة، خاصة في سيناء أنه في الغالب يستبق البيانات الرسمية بمنشورات تشير إلى العملية عبر منابره الإعلامية، ثم يتبعها بتفاصيل مصورة أو فيديو من الموقع تحمل معلومات فيها شيء من الاختلاف عن الحقيقة أو عن المعلومات الرسمية، لكن هذه المرة جاءت معلومات البيان الرسمي للتنظيم عن العملية أقل من المعلومات الواردة في بيان القوات المسلحة ومتأخرة عنه. كما لم يعلن التنظيم عن مسؤوليته عن العملية سوى بعد مرور أكثر من 24 ساعة رغم وقوع العملية قبل ظهر السبت 7 مايو فلم ينشر التنظيم بيانه سوى الساعة التاسعة والنص من مساء اليوم التالي الأحد  مايو. رغم أهمية مثل هذا الحدث الذي لم يتحقق مثله في عدد الشهداء منذ سنوات.

كما لم يشر التنظيم إلى اسم الموقع، واكتفى فقط بذكر مكانه واكتفى أيضًا بنشر معلومات بسيطة للغاية عن العملية واختتم بيانه بأن عناصره الإجرامية انصرفوا سالمين دون الإشارة كعادة التنظيم إلى هوية المنفذين أو جنسياتهم أو حتى صور مموهة عنهم.

دلالات الاختلاف

الغريب أن وقت إعلان القوات المسلحة عن الحادث تزامن مع نشر التنظيم صورًا موسمية عن نشاط عناصره الإجرامية في سيناء، خلال فترة العيد، وهي صور روتينية ينشرها التنظيم من كل المناطق التي يوجد بها عناصر له.

والملاحظ أن تلك الصور تظهر وجود أزمة داخل التنظيم من جانبين:

الأول: التوقيت، الذي جاء أثناء تنفيذ عملية كبيرة دون الإشارة إليها رغم أهميتها النوعية بالنسبة للتنظيم في هذا التوقيت الأمر الذي يشير إلى وجود انفصام بين القيادة المركزية للتنظيم وعناصره في سيناء من ناحية التنسيق.

الثاني: قلة عدد عناصره المشاركين في الصور المنشورة عن أحداث العيد إذ لم يزد عدد الأفراد في صلاة العيد التي جاءت من  موقعين فقط على 7 أفراد، وهو العدد الذي يعتبر الحد الأدنى لإقامة صلاة العيد.

والملاحظ في هذا الجانب استعانة التنظيم لأول مرة بعدد من الأطفال لاستكمال العدد، وهو ما يوضح الحالة التي أصبح عليها حاليًا بعد اختفاء قياداته في العمليات العسكرية التي تشنها القوات المسلحة ضد الجماعات الإرهابية في سيناء التي حصرت وجوده في شريط ضيق للغاية.

أسباب العملية

لم تستهدف العملية موقعًا عسكريًّا بل تعمد المهاجمون استهداف محطة لرفع المياه ويأتي توقيت العملية مع إعلان الدولة عن إنشاء عدد كبير من التجمعات التنموية في سيناء تزيد على 18 تجمعًا لتعمير سيناء وتسليم هذه التجمعات إلى الشباب بعد العيد بواقع 5 أفدنة ومنزل لكل شاب، وهو الأمر الذي يؤكد عودة الأمن بشكل كامل في سيناء وهو ما ينذر بانتهاء وجود التنظيم بشكل كامل في سيناء وهو ما يمثل هزيمة كبيرة للتنظيم.

ويحاول داعش من خلال عملية كهذه التخلص من هذه الهزيمة أو إرجائها فلم يتمكن من الاقتراب من المناطق العسكرية التي باتت عصية عليه فلجأ إلى المنشآت التنموية لإثبات وجوده أو لمحاولة عرقلة إجراءات الدولة في اتجاه استكمال مسار التنمية.