أقامت روسيا، اليوم الإثنين، عرضًا عسكريًا للاحتفال بالذكرى الـ77 لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب الوطنية العظمى 1941-1945 في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، وهو ما يعرف بـ"يوم النصر".
وذكرت وكالة أنباء "تاس" الروسية أن العرض بدأ بمسيرة مجموعة حرس شرف الراية التي تحمل العلم الوطني الروسي وراية النصر الأسطورية عبر الساحة الحمراء.
وشاهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقدامى المحاربين والحضور، العرض من المنصة المركزية في الساحة الحمراء، وكذلك وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرجي شويجو.. وشارك في موكب النصر الروسي الذي أقيم في الميدان الأحمر بموسكو 11 ألف جندي و131 عنصرًا من المعدات العسكرية والخاصة.
وفي سياق متصل، أقامت القوات الروسية العاملة في سوريا احتفالا في القاعدة العسكرية الروسية في "حميميم" بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للحرب الوطنية الروسية العظمى والانتصار على النازية.
وذكرت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية أن أكثر من 1200 جندي روسي وسوري شاركوا في هذا الاحتفال، الذي بدأ بإحضار راية النصر وعلم دولة الاتحاد الروسي، وتضمن الاحتفال عرضًا عسكريًا شاركت فيه وحدات سورية وروسية، وتخلله عرضا للعتاد والسلاح، وعروضا جوية شاركت فيها أنواع متعددة من الطائرات السورية والروسية.
واستقبل العرض العسكري قائد القوات الروسية في سوريا، رومان بردنيكوف، فيما قاد العرض نائب قائد مجموعة القوات الروسية سيرجي ميلتشاكوف، وحضر الاحتفال نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع السوري، العماد علي محمود عباس، ومحافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال، وعدد من كبار ضباط الجيش السوري، وسفير روسيا بدمشق، ألكسندر يفيموف، وفعاليات شعبية ورسمية من الجانبين السوري والروسي.
من جهته، هنأ رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو مواطنيه بحلول "يوم النصر" وقال إن بلاده لن تمل أبدا من تذكير أوروبا بمن أنهى الحرب العالمية الثانية.
وأضاف لوكاشينكو - في تصريح نقلته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية - "أهنئكم بعيد النصر.. هذا العيد أصبح رمزا للشجاعة والصمود والبسالة والتضحية من جانب ملايين الشعب السوفيتي الذين تصدوا بشجاعة لضربة النازية الهجمية وانتصروا عليها".
وقال: "نحن لا ننسى ونتذكر جميع الضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة لهذه الحرب الوحشية، ولن نمل من تذكير شعوب أوروبا بمن أنهى أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية".
من ناحية أخرى، قال السفير الأوكراني لدى ألمانيا أندريه ميلنيك إنه يشعر بخيبة أمل من الخطاب المتلفز للمستشار الألماني أولاف شولتس في ذكرى نهاية الحرب العالمية.
وأضاف ميلنيك - في تصريح متلفز - أنه يود من البرلمان الألماني (بوندستاج) والحكومة الفيدرالية اتخاذ المزيد من "القرارات التاريخية" حتى يتمكنوا من المساعدة في كل ما تحتاجه أوكرانيا.
وأشاد بالقرار البرلماني من حيث المبدأ بدعم أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، معتبرا ذلك "قرارا تاريخيًا".
يذكر أن المستشار أولاف شولتز قد وضع قيودًا على جهود ألمانيا لمساعدة أوكرانيا، محاولًا طمأنة البلاد وسط سيطرة مخاوف من خطر اندلاع الحرب.. وقال - في خطابه للأمة: "سوف يستمر أكبر اقتصاد أوروبي في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإرسال أسلحة ثقيلة إلى كييف، لكن ألمانيا في المقابل لن تضحي بأمنها".
وأضاف: "ندافع عن القانون والحرية، وندعم أوكرانيا في مواجهة المعتدي، وعدم القيام بذلك يعني الاستسلام للعنف المطلق وتمكين المعتدي".
ويسعى شولتز إلى إعادة إحياء شعبيته بعد تعرضه لانتقادات من الداخل والخارج، بسبب التباطؤ في إمداد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، ووقف استيراد الطاقة الروسية.
وتزود حكومة شولتز جيش كييف في الوقت الحالي بمدافع "هاوتزر" سريعة النيران، كما تدعم حظر "الاتحاد الأوروبي" لاستيراد النفط والفحم.
ويتعرض شولتز لضغوط حتى يبرر سياسته للشعب الألماني عقب تحذيرات في الأسابيع الأخيرة من احتمال اندلاع حرب نووية نتيجة تزويد أوكرانيا بالدبابات والأسلحة المتقدمة.
وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي تأثير تقلب أداء شولتز على شعبيته، إذ تقدم أعضاء "حزب الخضر" الألماني الثلاثة في الحكومة ليصبحوا الأكثر شعبية لأول مرة، فيما تراجع المستشار إلى المركز السابع.