الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

«عبد الله».. رفض «الشهادة الزور» فكان الثمن حياته

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شاب مختلف عن جميع أقرانه، رغم حداثة سنه، إلا أنه لم يقف مكتوف الأيدى وراح ينغمس فى العمل الشاق على مدى اليوم ليوفر متطلبات أسرته، وما يتبقى يدفع به لوالدته لمساعدتها فى توفير شئون المنزل، رافعا شعار » إللى خلف مامتش»، لكنه لم يدر أن الفصل الأخير من حياته سيكتب على يد جاره بطريقة بشعة أضحت حديث الأهالى داخل حى منشية ناصر، حزنا على فراق الضحية بسبب رفضه أن يشهد «زورا» معه.

داخل شقة سكنية بسيطة تدل عل حال قاطنيها، نشأ «عبد الله» الطفل الذى لم يتخط عمره الـ١٣ عامًا، فى ظروف مالية، تعلم من قسوتها الكثير، جعلته يكرس حياته للعمل لمساعدة والدته فى تدبير احتياجات باقى أشقائه، فقرر دخول معترك الحياة مبكرًا، وتحمل الشقى بدرى، فكان يرضى بأقل شيء، قنوع زاهد، لا يعرف طريق المقاهى، ولا ينفق قرشًا فى ترفيه، وإنما مشغول طوال الوقت بهموم الأسرة.

فى الوقت الذى كان أصدقاؤه يلعبون فى الشوارع، أو يجلسون على المقاهى، كان «عبدالله» يجوب شوارع منطقة العتبة لجمع الكراكتين لبيعها، ويعود فى المساء محملا ببشاير الخير ما بين طعام وجنيهات، ثم يجلس مع والدته يتجاذب معها أطراف الحديث ويحدثها عن تحويل الألم لأمل ليطمئن قلبها بكلماته التى كانت تخطف مسامع الجميع، فرغم صغر سنه لكنه كان متزنًا هادئ الطبع.

يوم الواقعة التقى «عبدالله» بوالدته قبل أن تذهب إلى العمل، وأخبرها بأنه سوف ينزل نحو الشارع ثم يعود سريعا، إلا أن السيناريو المعد سلفا قد تبدلت أحداثه، ولم يعد مرة أخرى إلى المنزل، إذ التقى باثنين من الجيران هما «عمرو» و«محمد»، وحينها وقعت مشادة كلامية بينهما بسبب رفض «عمرو» دفع مبلغ مالى باقى ثمن هاتف محمول سبق وقام بشرائه من «محمد» منذ فترة، ولم يكتف بذلك بل طلب من «عبدالله» أن يشهد بالزور أنه سدد باقى المبلغ لـ«محمد»، وهو الأمر الذى قوبل بالرفض من الضحية محدثا إياه قائلًا: «أنا مش هشهد زور معاك هتروح فين من ربنا ادفع فلوس صاحبك»، وهنا غضب المتهم من كلامه وقام بتهديده بقوله :«هموتك يا عبدالله لو مشهدتش معايا»، فرد عليه المجنى عليه: «هتموتنى إزاى»، وفى لمح البصر أخرج «عمرو» من طيات ملابسه سلاحًا أبيض «مطواة» وسدد له طعنة نافذة فى الصدر، ليسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، ويلقى مصرعه فى الحال.

وبعد إبلاغ رجال الشرطة تم القبض عليه، وعرضه على النيابة العامة والتى أحالته محبوسًا لمحكمة الجنايات.