عاش الشاب الذى لم يكمل عقده الرابع شقيًا بسبب دعاء والديه المستمر عليه، فمنذ أن كان فى عمر المراهقة وهو ابن عاق يتعدى بالضرب على والديه هناك فى مركز بنى مزار بمحافظة المنيا، ليترك مكان إقامته ويتوجه للعمل بأحد المشاريع الإنشائية الحديثة بمحافظة الجيزة فى محاولة من والديه لإبعاد أذاه المستمر لهما، وما إن سافر الشاب حتى بدأت مشكلاته فى العمل تتزايد يومًا بعد يوم، حتى قاده شيطانه إلى اللجوء لعمليات السرقة والبلطجة فى سبيل للحصول على أموال سهلة بعيدا عن عناء العمل، وامتلأ سجله الجنائى بتلك الوقائع، ولم لا، فهو لص فاشل عاق لوالديه.
وفى يوم من الأيام قرر إيقاف سيارة تاكسى اختمر فى ذهنه سرقتها عقب قتل سائقها واستدرجه إلى منطقة صحراوية بطريق «القاهرة- الإسكندرية» بمدينة ٦ أكتوبر، وخلال ذلك أخرج من طيات ملابسه سلاحا أبيض «مطواة» وطعن بها جسد السائق الذى أوقف السيارة وفتح الباب وهو تسيل منه الدماء، وألقى بمفتاح التاكسى بعيدًا وسط الرمال، انهال المتهم على السائق بعدة طعنات حتى أرداه قتيلًا، وظل يبحث عن مفتاح السيارة لسرقتها، ولكن دون جدوى، ففر هاربًا إلى محافظة مرسى مطروح وكان ينوى الهروب خارج البلاد، ولكن تمكنت الأجهزة الأمنية من الإيقاع به.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة أول ٦ أكتوبر بمديرية أمن الجيزة، بتلقى المقدم إسلام المهداوى، رئيس وحدة المباحث، بلاغا بالعثور على جُثة سائق، مقيم بدائرة مركز شرطة العدوة بالمنيا بطريق «القاهرة- الإسكندرية» الصحراوى بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة أحد الأشخاص مسجاة على الأرض بجانب الطريق وبها عدة طعنات متفرقة بكامل ملابسه، والعثور على سيارة أجرة ملك أحد الأشخاص سارية التراخيص وبها آثار دماء على مقعد السائق وبجوار السيارة سكين مُدمم.
وبتشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عاطل له معلومات جنائية مسجلة ومقيم بدائرة مركز شرطة بنى مزار بالمنيا، وسبق عمله بإحدى المشروعات الإنشائية الحديثة بمحافظة الجيزة، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة وباستهداف المتهم تبين عدم تواجده بمحل إقامته وأنه على خلاف مع أهله لتعديه الدائم بالضرب على والديه، وبتكثيف الجهود وردت معلومات مفادها تواجد المتهم بمدينة مطروح واعتزامه الهرب لإحدى الدول، وبالتنسيق مع مديرية أمن مطروح أمكن استهدافه وضبطه واقتياده إلى ديوان القسم.
وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بقصد السرقة، حيث عقد العزم على سرقة إحدى سيارات الأجرة عقب قتله سائقها وبتاريخ الواقعة استوقف المجنى عليه وطلب منه توصيله لإحدى المناطق العمرانية الحديثة وأثناء سيرهما بالمنطقة محل البلاغ غافل المجنى عليه وتعدى عليه بالسكين المعثور عليه فأحدث إصابته المشار إليها، إلا أن المجنى عليه ترجل من السيارة بمفتاحها فلم يعثر المتهم عليه، فلاذ بالهرب عقب استيلائه على الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه، وقام بإخفائه بأحد الأماكن الصحراوية المتاخمة لمكان الواقعة، كما أرشد عن الهاتف المستولى عليه.
وبالعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات والتى انتدبت طبيباً شرعياً لتشريح جثة المجنى عليه وصرحت بدفن الجثة عقب بيان الصفة التشريحية لها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة كما اصطحب فريق من النيابة العامة بأكتوبر المتهم إلى محل ارتكاب الواقعة لتمثيل جريمته وإجراء معاينة تصويريه وأمرت النيابة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات وجددت حبسه فى الموعد المحدد.