استقبلت الآلاف من دور العرض السينمائي حول العالم نهاية الأسبوع الماضي، فيلم الفانتازيا والخيال العلمي «Doctor Strange in the Multiverse of Madness» للنجم بيندكت كومبرباتش، الإدخال الأحدث في عالم مارفل السينمائي، والذي يأتي طرحه بعد نحو 6 سنوات من عرض الجزء الأول، وسط مراجعات متباينة من النقاد والجمهور محملة بخيبة أمل من النسخة التي طال انتظارها طويلًا.
تدور أحداث الفيلم بعد أشهر قليلة من أحداث «Spider-Man: No Way Home» للنجم توم هولاند، والذي صدر نهاية العام الماضي، حيث يسافر الدكتور ستيفن سترينج «بيندكت كامبرباتش» إلى الكون المتعدد لمواجهة خصم جديد. فيتقابل مع العديد من الحلفاء والأعداء المألوفين من العوالم الأخرى، ولكن فكرة المخططات الزمنية المتعددة والمتوازية التي بدأت مارفل التمهيد لها في فيلم سبايدرمان الأخير لم تنال رضا المشاهدين والنقاد على حد سواء.
ففي مراجعتها لصحيفة «الإندبندنت»، كتبت الناقدة السينمائية كلاريس لوجري، أن أي فرصة تتاح لفرض وضع الجنون على هذا الكون المتعدد تفسدها الرغبات المزدحمة والمتقاطعة لشخصياته الرئيسية الثلاثة. إلا أنها أشادت بأداء إليزابيث أولسن، قائلة: لا تزال تقدم أداءً خامًا وصادقًا. أما روبي كولين كتب في «التليجراف» إن مخرج الفيلم سام ريمي يلعب على مجموعة من الثيمات النمطية التي اعتاد تكرارها طوال السنوات الماضية، وهذا في رأيي طريقة محرجة للغاية. بينما وصف كيفن ماهر، الفيلم، في صحيفة «التايمز» بأنه يستعير فكرة الأكوان المتعددة من فيلم «No Way Home» ولكن بدون أي شعور بالرضا بعد الانتهاء من المشاهدة.
ووصف الناقد جيرمان لوسير من موقع «جيزمودو» التكملة بأنها أغرب أفلام مارفل وأكثرها فظاعة حتى الآن، بينما انتقد روايتها المفككة بشدة، قائلًا إن «Doctor Strange in the Multiverse of Madness» هو أغرب وأضخم فيلم من أفلام مارفل حتى الآن. إنه مفكك إلى حد كبير، لذا لا يستطيع أن يقدم المطلوب منه بشكل كامل. أما فيما يتعلق بأداء «أولسن» فهى جيدة بشكل لا يصدق، إنها كانت بمثابة مفاجأة ضخمة لنا.
وأشار الناقد «إيه أوه سكوت» في صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن الفيلم لسوء الحظ مشغول بعمل توازن تجاه مسئولياته التجارية والإبداعية والتي ذهبت في صالح الأولى. حيث وصف سكوت الفيلم بأنه بمثابة إعلان وحاشية سفلية للأفلام والمسلسلات في عالم مارفل السينمائي بدلًا من كونه عملًا مستقلًا يمكن للمشاهدين، بغض النظر عن معرفتهم السابقة بهذا العالم، الغوص داخله والاستمتاع به.
وأشار الناقد إلى أن رد الفعل هذا طبيعيًا بسبب الظروف الفريدة التى ولد الفيلم فيها، حيث يلتقط الجزء الثاني للفيلم من المكان الذي توقفت فيه القصة في «WandaVision»، ويعمل بمثابة استمرار لـ«Doctor Strange» لعام 2016، وكذلك مسلسل «Loki» وأفلام مثل «Spider-Man: No Way Home»، ما يجعل الفيلم يلتقط الكثير من النهايات السائبة.
علاوة على المخاوف من أن الفيلم لا يمكن أن يعمل بشكل مستقل، يشعر النقاد أيضًا أن بعض الشخصيات، مثل شخصية «واندا»، تفتقر إلى العمق. على عكس الرحلة العاطفية والمأساة المفصلة التي توفرها للمشاهدين في مسلسلها «WandaVision».
وكانت السينمات المصرية قد حظرت عرض الفيلم نهاية الشهر الماضي، على خلفية إدراجه شخصية مثلي الجنس خلال الأحداث، واكتسب الفيلم زخمًا واسعًا باحتمال منع عرضه في دول الشرق الأوسط، بعدما أشار تقرير نشره موقع «هوليوود ريبورت»، ذكر خلاله منع عرض الفيلم في دول: «المملكة العربية السعودية، الكويت، قطر»، بسبب إدراج شخصية رئيسية مثلي الجنس. فيما تعرض الإمارات الفيلم تحت التصنيف العمرى +21.
وعادة ما تخضع الأفلام التي تحتوي على مشاهد أو شخصيات مثلية الجنس للرقابة أو الحظر في دول الشرق الأوسط. وهو ما حدث مؤخرا مع فيلم مارفل «The Eternals» للنجمة أنجلينا جولي.