قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) بيل بيرنز، إن الرئيس الصيني شي جين بينج بدا "غير مستقر" بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، التي ربما تكون قد أثرت على حساباته بشأن تايوان.
وأضاف بيرنز - في كلمة ألقاها خلال مؤتمر أجرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية - أن أزمة أوكرانيا أظهرت أن الصداقة بين بكين وموسكو لها "حدود" في وقت كان الحلفاء الغربيون يقتربون من بعضهم البعض، كما أن "التجربة المريرة" للأسابيع العشرة الأولى من عمر الصراع بين روسيا وأوكرانيا كانت مفاجأة للقيادة الصينية وقد تؤثر على حساباتها فيما يتعلق بتايوان.
وذكر أن "شي جين بينج" غير مستقر إلى حد ما بسبب الأضرار التي يمكن أن تلحق بسمعة الصين حال ارتبط اسمها بالعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، وكذلك بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي التي نتجت عن الحرب.. مضيفًا أن "التركيز الرئيسي" للرئيس الصيني انصب مؤخرًا في "القدرة على التنبؤ" لمجريات الحرب.
وتابع بيرنز: أن الصين استاءت أيضًا من "حقيقة أن ما فعله بوتين تسبب في تقريب الأوروبيين والأمريكيين من بعضهم البعض" وأنها تنظر بعناية الآن في "الدروس التي ينبغي عليها استخلاصها وتطبيقها على تايوان.
ومع ذلك، قال مدير الـ(سي آي ايه): "لا أعتقد أن هذه الأمور أدت إلى تلاشي تصميم شي بمرور الوقت على السيطرة على تايوان"، على الرغم من أنها قد "تؤثر على حساباته"، مشيرًا إلى أن "الصين في عهد شي كانت "أكبر تحد جيوسياسي نواجهه على المدى الطويل كدولة".
وتعليقا على ذلك، قالت "فاينانشيال تايمز" إن تصريحات بيرنز جاءت بعد أن سعى مسئولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتقليل من شأن التقارير التي تفيد بأن مسئولي المخابرات الأمريكية ساعدوا أوكرانيا على استهداف وقتل الجنرالات الروس في ساحة المعركة وإغراق سفينة "موسكفا" الروسية في البحر الأسود.
وحول هذا الأمر، قال بيرنز: "إنه عمل غير مسئول، ومحفوف بالمخاطر، إنه خطير عندما يتحدث الناس كثيرًا. سواء كان الأمر يتسرب في السر أو علنًا لأنه يعد قضايا استخباراتية متخصصة".
ويعيش 23 مليون شخص (وهم سكان جزيرة تايوان) تحت تهديد احتمال غزو صيني للجزيرة، في ضوء اعتبار بكين الجزيرة جزءا لا يتجزأ من أراضيها ستتمكن من استعادته يوما ما.