شهد مبنى من طابقين بمدينة إندور بولاية ماديا براديش وسط الهند، حريقا هائلا مما أسفر عن مصرع 7 أشخاص وتم إنقاذ 9 آخرين.
وقالت الشرطة الهندية في بيان، إنه تم نقل 5 أشخاص من الذين جرى إنقاذهم إلى أحد المستشفيات من أجل تلقي العلاج، مضيفة أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي في نظام الإمداد الرئيسي بالطابق السفلي من المبنى.
وأشارت إلى أنه تم اعتقال مالك المبنى لتسببه في الحادث جراء الإهمال.
وتشهد الهند وفقًا للأرقام الرسمية، مقتل مليون ونصف المليون شخص وإصابة أكثر من خمسة ملايين آخرين خلال العشرية الأخيرة. هذه الإحصائيات المرعبة طرحت الكثير من التساؤلات وجعلت السلطات الهندية تسلط الضوء على أسباب حوادث الطرقات التي أصبح البعض يصنفها في إطار "المأساة الوطنية في الهند" حيث ازداد الاهتمام بقضايا ضحايا حوادث المرور على الطرقات في الهند بشكل مكثف أخيرا.
وللهند سجل سيئ على صعيد السلامة المرورية، إذ إنّ نحو 200 ألف شخص قتلوا في حوادث سير العام الماضي، أي بمعدل نحو 400 شخص يوميا. كثرة الوفيات بسبب حوادث المرور أدى تسجيل الهند لخسائر ناهزت 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
تعتبر القيادة في حالة سُكر في الهند من بين الأسباب الرئيسة لحوادث المرور، حيث يلقى الآلاف مصرعهم سنويا، ناهيك عن حالات الإصابة الخطيرة. وتختلف القوانين في الهند من ولاية إلى أخرى بخصوص تناول الكحول عموما وتناول الكحول أثناء القيادة بشكل خاص، فبعض الولايات تعتبر الحد الأدنى للسن المسموح له بشراء المشروب هو 18 عامًا، وفي حالات أخرى يرتفع السن على 25 عاما بينما تحظر ولايات أخرى اقتناء أو تناول الكحول نهائيا مثل ولاية غوجارات، كيرالا، مانيبور، ميزورام، ناجالاند وفي إقليم اكشادويب.
تعتبر الطرقات في الهند بين الأخطر في العالم حيث يموت أكثر من 200 ألف شخص سنويا في حوادث المرور بسبب الطرق المتهالكة، بحسب التقارير التي أعدتها منظمة الصحة العالمية. وتتميز الطرقات بالضيق والتعرج وخاصة تلك الواقعة في جبال هملايا، والتي تشهد باستمرار حوادث مرورية.
وأقل شيء يمكن قوله عن الطرق في الهند هي أنها تفتقر إلى معايير السلامة المرورية، فقد كان الطريق السريع المرتفع الذي يتجاوز طوله 9 كيلومترات ويضم أربعة ممرات مظلما لمدة طويلة بسبب عدم تسديد فواتير الكهرباء، وهو ما تسبب في مقتل 32 شخصا في الشهر السبعة الأولى من عام 2017.
وتحتلّ مدينة بنغالور الاقتصادية التي تصنف كخامس أكبر مدينة هندية المركز الثالث من حيث حوادث الطرقات في البلاد حيث تشير الاحصائيات إلى وقوع حادث مرور كل 99 دقيقة، التقارير تشير إلى أنّ العدد يرتفع أكثر في مدينتي مومباي وكارناتاكا.
حوالى 80 في المائة من مستخدمي الطرق الهندية يشعرون بعدم الأمان حسب الدراسة التي قامت بها مؤسسة “سافيليف” هذا العام.
دائما ووفق المسح الذي أجرته مؤسسة “سافيليف” فحوالى 78 في المائة ممّن شملتهم الدراسة اكدوا عدم استخدامهم لحزام الأمان، في أكد أكثر من 46 في المائة من سائقي الدراجات النارية عدم ارتدائهم لخوذة الأمان.
البعض اعتبر أنّ السيارة في الهند أقرب منها إلى السلاح بدل السيارة، فمؤسس شركة سافيليف بيوش تيواري اعتبر أنّ سبب الحوادث والموت في الهند يعود إلى رخصة القيادة في حدّ ذاتها، فالرخصة الهندية تقتصر على اختبار قدرة السائق على تشغيل وسيلة النقل، وليس القيادة بأمان، وعلى هذا الأساس أكد سافليف بيوش تيواري أنّ مؤسسته كانت رائدة في مجال التشريع لجعل الطرق أكثر أمانا، وممارسة الضغط على السلطات لتمرير قوانين جديدة في البرلمان.
تيواري رأى أنّ سيارة في يد شخص غير مدرب هي بمثابة سلاح. وبالتالي على الجميع العمل لتفادي المآسي الناتجة عن التهور واللامبالاة أثناء قيادة السيارات.
تتعالى حاليا في الهند الدعوات لجعل الطرق أكثر أمانا، وذلك من خلال وصف أفضل لهندسة الطرقات والاهتمام بها، ويبدأ هذا الأمر حسب المهتمين بالحدّ من حوادث المرور من محاربة الفساد واعتماد مبدأ الصرامة في اختبارات القيادة من خلال اغلاق مكاتب النقل البري في الهند التي تمنح رخص السياقة لكلّ من هبّ ودبّ، فالأرقام تشير إلى وجود ما يقرب من 1000 مكتب غير معتمد لإصدار الرخص. من بين الإجراءات الأخرى إلغاء رخص السياقة للأشخاص غير المؤهلين لسياقة السيارات والشاحنات والدراجات النارية وإصلاح النظام الأمني والقضائي حيث كثيرا ما يتم التسامح مع المتسببين بحوادث المرور بمجرد دفع رشاوي لموظفي الشرطة والقضاء. منظمة الشفافية العالمية أكدت أنّ 45 في المائة من الرشاوي تمّ دفعها لرجال شرطة.