يأتى كل عصر بمهن وثقافات مختلفة حتى تواكب الزمن، ومع انتهاء كل عصر تختفى معه بعض المهن حتى تصبح من التراث نتحاكى ونفتخر بها أمام الأجيال القادمة، ومن أشهر المهن التى اختفت «مكوجى الرجل» كانت قديمًا من أشهر المهن، حيث كانت تستخدم فى كى الجلباب والأصواف والعبايات الجوخ التى تحتاج فى كيها جسم ثقيل فى درجة حرارة معينة، المكواة فى هذا الحجم الثقيل لا يستطيع أن يحركها بيده فقط، فقد كان يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه، وهذا يحتاج إلى مهارة خاصة وجسد قوى، ليسهل على المكوجى الضغط عليها بقدمه والحصول على نتيجة متميزة فى كى الملابس.
دخلت التكنولوجيا بعد ذلك، وأقبل المصريون على كى ملابسهم بالكهرباء والبخار وتراجع أعداد العاملين فى مهنة كى الملابس بالرجل وتم إغلاق محال كثيرة فلم يتبق فى القاهرة إلا بضعة محال فى الأحياء الشعبية.
عدسة «البوابة نيوز» رصدت حكاية رجل تملأ وجهه الابتسامة والرضا، للتحدث معه ومعرفة أبرز التفاصيل عن حياته وعن المهنة التى تربى عليها «مكوجى رجل» التى يمارسها على مدار ٧٠ عامًا بمنطقة أبوقتادة التابعة لمحافظة الجيزة
يرفض «عم محمد» كل التطورات التى أدخلت على مهنة المكوجى من مكواة بخار أو المكواة الحديثة وقرر الاستمرار فى العمل بقدميه متمسكًا بمهنة والده.
يروى تفاصيله مع المهنة قائلًا: «نزلت مع والدى المحل منذ كان عمرى ١٠ سنوات لأرى وأتعلم تفاصيل المهنة، وبدأت العمل بها فى الخامسة عشرة من عمرى وقابلت الكثير من الصعوبات فى البداية لصغر سنّى، وبعد مرور الوقت قررت أن لا أترك المهنة إلى أن ينتهى العمر».
أضاف عم محمد: «لدى ولدين و٣ بنات وعلمت ابنى المهنة حتى لا يغلق المحلان، وجوزت عيالى كلهم بفضل ربنا ومن ورا المهنة».