الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

بعد الحرائق ..كاتب تونسي: الإخوان يرقصون رقصة الديك المذبوح

نزار الجليدي، كاتب
نزار الجليدي، كاتب ومحلل سياسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

أثارت موجة الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق التونسية استغراب المواطنين والمسئولين والمراقبين للمشهد التونسي، كونها سلسلة من الحرائق المفاجئة دون أسباب منطقية لاندلاعها، ما جعل الرئيس التونسي قيس سعيد يجتمع بالقيادات الأمنية، أمس الخميس، ويصف الحرائق بأنها "ليست من قبيل الصدفة" بحسب وسائل إعلام محلية.

نحو 100 حريق أو أكثر اندلع بالتزامن في عدد من المدن التونسية بداية من أول أيام عيد الفطر المبارك، وسط صراعات سياسية تختلقها حركة النهضة الإخوانية لعرقلة مسار الإصلاح السياسي للرئيس سعيد.

حريق بواحة الحامة

إخوان تونس جزء من الماضي

ويربط الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي بين دعوة الرئيس قيس سعيد للحوار مع استبعاد حركة النهضة الإخوانية، وبين سلسلة الحرائق التي تستهدف سياسة "الأرض المحروقة" بحسب وصف الكاتب التونسي.

ويقول "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": بعد أقل من 24 ساعة من كلمة رئيس الجمهورية التونسي قيس سعيد بمناسبة عيد الفطر المبارك، التي أجهز فيها على الوجود السياسي لحزب النهضة أو إخوان تونس وما شابههم بإعلانه استبعادهم من الحوار الوطني واعتبارهم جزءا من الماضي.

وأضاف أنه في يوم عيد الفطر أشعلت موجة من الحرائق في البلاد كانت متزامنة ومتفرقة من أقصى شمال البلاد الى أقصى جنوبها وكان أعنفها ما شهده السوق التقليدي بقابس وبواحات الحامة المهد التاريخي للإخوان، هذه الحرائق تأكد للجميع أنها بفعل فاعل وبتخطيط جهة واحدة وبتنفيذ أيادي مجرمة حيث تم تسجيل 63 حريقا في يوم، لتبلغ حصيلة الحرائق أكثر من 150 حريقا .

وتساءل "الجليدي"، من هو الذي يسعى لإحراق تونس؟

وتابع: أصابع الاتهام تتجه لإخوان تونس أو حزب النهضة الذي كان حاكما لأكثر من عشر سنوات والذي أخرج من الحكم بالإجراءات الرئاسية التي صدرت في 25 يوليو 2021، فهذا الفصيل أياديه ملوّثة بدماء التونسيين وآلامهم قبل الثورة حينما كانوا ينشطون في السرية حيث تورطوا في أعمال عنف عرفتها تونس في الثمانيات والتسعينات على غرار ما سُمي باعتداءات "الماء الفرق" على النساء وتفجير فندقين في سوسة والمنستير صائفة 1987 وإحراق مكتب التجمع الدستوري الديمقراطي بباب سويقة الذي لقي حتفه فيه الحارس .

واستكمل: كما تورطوا في أعمال عنف وهم في الحكم، فكلّما ضاقت عليهم الدائرة السياسية وشعروا بقرب إخراجهم من الحكم يقدمون على عمليات إرهابية أو اغتيالات تحمل بصماتهم وإن تبرّؤا منها فهي تتم بأيادي متطرفين يشكلون جزءا من الجهاز السري لهذه الحركة، ولنا في اغتيال الشهيدين السياسيين المعارضين لسياستها شكري بلعيد ومحمد البراهمي خير مثال، وكذلك عدد من الهجمات الإرهابية خاصة على أبناء المؤسسة العسكرية التي استعصى تدجينها واختراقها وإدخالها لبيت الطاعة الإخوانية .

ويستهشد "الجليدي" بالأحداث المماثلة التي وقعت في دول عربية من قبل الجماعة الإرهابية، قائلا: المحصّلة أن إخوان تونس يستمدّون أدبياتهم وممارساتهم من الفكر الإخواني العالمي الذي يعتمد على سياسة الأرض المحروقة في حال الهزيمة وهو ما أكدته الأحداث في الشقيقة مصر وما فعله الاخوان بعد إزاحتهم من الحكم من عمليات حرق وقتل وسحل.

حرائق بسوق في قابس

حرائق وتاريخ دموي

جاءت الحرائق التونسية بعد كلمة لقيادي من حركة النهضة قال فيها أن الدولة التونسية ستعيش مستقبلا أسود مع بقاء قرارت قيس سعيد المتوالية بعد الـ25 من يوليو. وربط المراقبون للمشهد التونسي بين الحرائق المفاجئة في أوقات وطقس لا يتسبب في حرائق، وبين تجييش الشارع ضد الرئيس، خاصة بعد بيان لحركة النهضة يتحدث عن الحريق وعن مؤسسات الدولة.

وقال "الجليدي": إن إخوان تونس منذ الإطاحة بهم أنهم يمارسون أسلوب الفوضى الخلاقة لاسترجاع الحكم ولو على جثث التونسيين، فهي حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة تقوم بها أشخاص معينة بدون الكشف عن هويتهم وذلك بهدف تعديل الأمور لصالحهم وهذا ما يثبته الواقع التونسي من غلاء للأسعار واحتكار للمواد الأساسية وتنامي الجريمة وأخيرا هذه الحرائق المفتعلة.

وأوضح، أن التاريخ  الإخواني الدموي في تونس يعيد نفسه وأن التونسيين يرغبون في إنهاء هذا الرعب الجاثم على قلوبهم وهم يدعون رئيسهم إلى الانتقال من القول إلى الفعل واتخاذ إجراءات رادعة وسريعة تعيد لهم الاطمئنان وتقضي على سرطان الإخوان ومشتقاتهم حيث بات واضحا أن هذه الجماعة تمثّل خطرا على البلاد وتشكّل عائقا أمام تطوره وتحقيق أمنه الغذائي والقومي وهم الذين مازالوا يمثلون الدولة العميقة ويسعون لتفجيرها من الداخل مردّدين علينا وعلى أعدائنا.

ولفت "الجليدي" إلى أن الإخوان في تونس اليوم يرقصون رقصة الديك المذبوح لذلك يسعون لإلحاق أكبر الأضرار بخصومهم والانتقام من التونسيين الذي ثاروا عنهم ذات 25 يوليو 2022، والتخوّف كبير أن تقدم هذه الجماعة على عملية انتحارية يوم 8 مايو الموعد المنتظر لخروج مسيرة شعبية لكنسهم نهائيا من المشهد السياسي.