تمر هذه الأيام 4 سنوات على رحيل " خالد الذكر " المناضل خالد محيي الدين الذي توفي يوم 6 مايو 2018 وستظل ذكري رحيله محفورة فى ضمير الشعب المصري لكونه النموذج الشريف صاحب المواقف المبدئية للدفاع عن الوطن ضد المحتل الانجليزي ومدافعا اصيلًا عن الديمقراطية ومنحازًا اجتماعيًا لأغلبية الشعب المصري.
كان عسكريًا وطنيا من طراز ونسيج خاص ومدنيًا معارضًا شريفًا فى الحق وبرلمانيًا من نموذج فريد فى المعارضة الواضحة والموضوعية، وصاحب المواقف الثابته ضد التطبيع مع العدو ومنحازًا لقضايا الفلاحين والعمال وصغار الموظفين وهموم ومشاكل الوطن ـ ومنحازًا للتقدم والاستنارة الدينية.
ويكفي هنا اطلالة مبسطة على تاريخ الرجل الحافل بالشجاعة..
ولد خالد محيي الدين فى كفر شكر " القليوبية " عام 1922 وتخرج من الكلية الحربية عام 1940 وبعد 4 سنوات اصبح احد اعضاء تنظيم الضباط الاحرار الذي ثاروا على حكم الملك فاروق وكان وقتها برتبة رائد اشتهر بالصاغ الأحمر.
فى إشارة إلى توجهات محي الدين اليسارية حين دعا رفاقه فى مارس 1954 الى العوده لسكنتهم العسكرية لإفساح المجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي وهو ما أدي الى وجود خلافات بينه وبين جمال عبد الناصر وقيادة اعضاء مجلس الثورة وقد قدم استقالته فى موقف نبيل دفاعا عن الديمقراطية.
وتم إبعاده الى سويسرا ثم عاد الى مصر وشارك فى الحياة النيابية عضوا بمجلس الامة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وأسس جريدة المساء وشغل منصب رئيس لجنة مشاكل اهالي النوبة ورئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير مؤسسة اخبار اليوم خلال عامي " 1964 – 1965 ".
وساهم فى تأسيس مجلس السلام العالمي ورئيس منطقة الشرق الاوسط واللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح.
وحصل خالد محي الدين على جائزة لينين للسلام عام 1970 وأسس حزب التجمع اليساري فى 10 ابريل 1976 وضرب النموذج بالاكتفاء برئاسة الحزب لمدة دورتين فقط ضاربًا المثل للمعارضة فى الاحترام والتى كانت تطالب بمدتين فقط لرئيس الجمهورية.
كما كان عضوًا فى مجلس الشعب منذ عام 1990 حتي 2005 حين خسر المقعد امام مرشح الاخوان المسلمين.
وكان خالد محي الدين محبًا لشعب السويس باعتبارها محافظة كفاح ونضال وتعددت زيارته لها فى العديد من المؤتمرات السياسية التى عقدت فى ميدان الاربعين وداخل مقر حزب التجمع فى السويس وفيصل وبقصر ثقافة السويس.
وهو الذي قال فى السويس عبارته الخالدة " لا يكفي ان يطالب الشعب بالتغيير ولكن عليه ان يتحرك من اجله ".
وقد عملت تحت رئاسته الحكيمة فى التجمع وقد كنت اول من وثق توكيل له فى الشهر العقاري بالسويس عام 1976 من اجل تأسيس منبر اليسار امام الموثق المرحوم مصطفي نجا واول من بارك لي بفوزي بعضوية مجلس الشعب دورة 2010.
رحم الله خالد محيي الدين بمواقفه الوطنية وسيظل خالد الذكر فى نفوسنا.