بين يوليو 2020 ومارس 2021، أرسلت جمهورية مصر العربية شحنتي مساعدات طبية لليمن، لمساعدة السلطات الصحية في أحد أكثر بلدان العالم فقرًا، لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وتوفير الدعم الغذائي لأطفال اليمن، مع تسجيل معدلات مرتفعة للجوع بين الأطفال اليمنيين الذين يعاني منهم مليونا طفلٍ من سوء التغذية، بحسب الأمم المتحدة.
وتُعتبر مصر التي تستضيف مليون ونصف المليون يمني على أراضيها، وعددٌ من دول الخليج مثل السعودية والإمارات، أكثر البلدان العربية إلتزامًا تجاه الأزمة الإنسانية في اليمن. وأُختيرت العاصمة المصرية القاهرة مؤخرًا وجهةً لتسيير رحلات من مطار صنعاء الدولي بتنسيق مع الأمم المتحدة لتيسير السُبل أمام جهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج ودفع الأطراف اليمنية نحو تسوية سياسية، إلى جانب العاصمة الأردنية عمّان.
قال مصدر إغاثي يمني، إن دولًا خليجية نحت المنحى ذاته في التعامل مع الأزمة اليمنية، وأنفقت أموالا طائلة في مشاريع الإغاثة الإنسانية مثل السعودية والإمارات؛ مشيرًا إلى أن الأخيرة "تبنت مشاريع إغاثية وخدمية وتنموية كبيرة، آخرها مشروع "المير الرمضاني" الذي أفاد 7 ملايين يمني بالمواد الغذائية في خمس محافظات، أبرزها محافظة حضرموت".
وأعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، توزيع ما مجموعه 30 الف سلة غذائية لـ 150 الف يمني في محافظة حضرموت جُلّهم "من الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود".
وقال المسؤول في الهيئة الإغاثية الإماراتية فهد بن سلطان، إن حملة الإغاثة التي انطلقت مطلع أبريل الماضي كان هدفها "دعم الأوضاع الإنسانية ضمن الجهود الإنسانية والتنموية التي تضطلع بها دولة الإمارات لتحسين الحياة ورفع المعاناة على الساحة اليمنية... وسد الفجوة الغذائية التي تشهدها عدد من المحافظات اليمنية".
تعد محافظة حضرموت أكبر المحافظات اليمنية مساحةً، ويواجه عمال الإغاثة فيها صعوباتٍ جمةً في الوصول إلى "الأسر المستحقة". وقال أحد عمّال الإغاثة إن "فرق الهلال الأحمر الإماراتي وصلت إلى مناطق نائية وبعيدة في الوادي والصحراء وقدمت للأهالي مساعدات "المير الرمضاني" وفق ما كان مخطط له في الحملة الواسعة".
وحتى العام 2020 كانت الإمارات العربية المتحدة قد أنفقت 23 مليار درهم في مشاريع الإغاثة الإنسانية في اليمن، و"نالت محافظة حضرموت نصيبا وافرا من هذا الدعم في مجالات المساعدات الإغاثية والصحة والتنمية وإنعاش الخدمات" على حد ما أفاد مسؤول محلي في حضرموت. وزاد: "حاليا تنفذ فرق الهيئة الاماراتية مشاريع إغاثية وصحية بشكل منتظم في أرجاء واسعة من حضرموت المترامية الأطراف".
وفي السابع من أبريل المنصرم، أعلنت دولة الإمارات، والسعودية، تقديم حزمة دعم مالي لليمن بثلاثة مليار دولار، لإنعاش الاقتصاد اليمني ودعم قطاع الطاقة والوقود وتمويل برامج إغاثية للأمم المتحدة في اليمن.
والآمالُ معقودةٌ بنجاح الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة حاليا من أجل تحسّن الوضع الإنساني؛ “لكن مواقف جماعة الحوثي المدعومة من إيران تجاه الهدنة الأممية ترجح احتمال انفراط عقدة الهدنة واستئناف النزاع، في ظل رفض الحوثيين الوفاء بالتزاماتهم تجاه الهدنة ومواصلتهم تصعيدًا عسكريًا في مختلف جبهات القتال منذ اليوم الأول للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ بداية شهر رمضان المنصرم”؛ بحسب مصدر يمني.