أصدرت الدار العربية للعلوم "ناشرون"، رواية جديدة بعنوان "تحت ظل الرولة" للكاتبة مريم محمد الحمادي.
الرواية تعبر عن صراع الفرد داخل المنظومة الاجتماعية التي يدور في فلكها، كما تؤكد في جانب منها مسؤولية الإنسان عن أفعاله واستخدام عقله في القرارات التي تقوده إلى صورته وذاته، وتضعه وجهاً لوجه أمام نفسه.
ويضيف الناشر:" وبنفس الوقت فهي تعبر عن صراع الفرد مع كل ما هو مجهول "ميتافيزيقي" في قوى الطبيعة؛ والتوق الفطري لتفسير وقائع الحياة المعيشة بالظواهر الطبيعية من دون إقحام العقل، وقد نجحت الروائية الحمادي في استخدام وسائل تعبيرية أسلوبية حداثية؛ يتم فيها توليف كل هذا وذاك بنَفَسٍ روائي أخَّاذٍ، يتخلله نحتٌ دقيق للغة، حيث التعدد اللغوي والأسلوبي في الروي يشكِّلُ استغراقاً عميقاً في لاوعي الشخصيات، وحفراً في جينالوجيا تلك الشجرة "الرولة" وما توحي إليه من إشارات ومحمولات وترميز حضورها في عوالم النص. وهكذا فما بين الحقيقة والرمز تشيِّدُ هذه الرواية حبكتها الخاصة، وتشويقها المتميز على ضوء رؤية عميقة لِما تؤول إليه حياة البشر وأقدارهم في بعض المجتمعات ومحاولتهم الفكاك من أسرها.
من أجواء الرواية نقرأ:"سألتُ جدتي ذات يوم عن عمر شجرة الرولة وتاريخها، مدت بصرها بعيداً في الأفق، ثم أخبرتني أنها ربما تتجاوز المئة عام، لا أحد يعلم تحديداً، فقد ولدوا جيلاً بعد جيل وهي شامخة، تراها في ذكرياتها كما هي الآن.. وهذا ما جعلها رمز قريتنا.
كل يوم نجتمع نحن الأطفال أسفل ظلالها الوارفة، يلعب الأولاد جماعات، بينما تتأرجح الفتيات فوق الحبال المتدلية من أغصانها، نقضي وقتنا باللعب ونعود لمنازلنا قبيل المغرب.. ولكن بين ليلة وضحاها، أصبح الجميع يخاف ويتشاءم من الاقتراب منها، يحذرنا أهالينا من زيارتها، بل إنهم أصبحوا يسمونها الأرض الملعونة، بعدما كانت رمزنا المقدس".