لا تزال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تتردد صداها في الأوساط السياسية والدولية، وذلك في الوقت الذي عمد فيه الجيش الروسي على استكمال تنفيذ عملياته العسكرية في مدينة ماريوبول الإقتصادية الإستراتيجية بالنسبة لدولة أوكرانيا، حيث استمر القتال بين القوات الروسية والأوكرانية في مصنع أزوفستال بمنطقة ماريوبول، وهو مصنع للذخائر والأسلحة.
ورغم الإمدادات العسكرية الأوروبية والأمريكية لأوكرانيا، إلا أن الجيش الروسي لا يزال يتقدم في المنطقة الإقتصادية، إذ تعمد روسيا على السيطرة على مدينة ماريوبول التي تمثل العصب الاقتصادي لدولة أوكرانيا، فضلًا عن تواجد عدد كبير من مصانع الأسلحة والذخيرة التي تعتمد عليها أوكرانيا في تلك المدينة، وهو ما دفع روسيا لأن تفكر في السيطرة على تلك المدينة الإستراتيجية إقتصاديًا وعسكريًا.
وخلال تقدم القوات الروسية في منطقة ماريوبول سقط العديد من الجنود الأوكرانيين قتلى فيما تم أسر عدد كبير منهم، طبقًا لما أعلنه حاكم منطقة لوغانتسيك، الذي أكد أن 5 مدنيين قتلوا في قصف روسي على منطقة ماريوبول الإستراتيجية خلال اليومين الماضيين، منوهًا إلى أن القوات الروسية ركزت في ضرباتها على مناطق سيفيرودونتسك وبوباسنا وهيرسك وليسيتشانسك، وهي المناطق التي يكثر بها مصانع الأسلحة والذخيرة الأوكرانية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية إن عملياتها العسكرية في مدينة ماريوبول مستمرة على قدم وساق، فيما نجحت الضربات الروسية في إستهداف مصانع العتاد الجوي في أحد المطارات العسكرية، فيما تم تدمير مستودعين للذخيرة والوقود في أوكرانيا.
وأعلنت روسيا كذلك إسقاط 3 طائرات عسكرية أوكرانية، كما أسفرت الضربات الصاروخية الروسية عن مقتل ما لا يقل عن 600 مقاتل أوكراني خلال مواجهات مسلحة مع الجيش الروسي.
جدير بالذكر أن العملية العسكرية الشاملة التي أعلنت عنها روسيا دخلت يومها الـ72، إذ ترغب روسيا في تحييد المنظومات الحربية والعسكرية الأوكرانية، أمام قوة روسيا العسكرية، فضلًا عن الضغط على أوكرانيا لعدم ضمها لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، علاوة على رغبة روسية في إبعاد التواجد العسكري الأمريكي والأوروبي على حدود روسيا.