رفعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي درجة الاستعداد القصوى خلال أيام عيد الفطر المبارك، وذلك خلال موسم حصاد وتوريد القمح، وطالبت بتوريد الفلاحين لـ12 إردبا للفدان على الأقل عبر 450 نقطة بأرجاء الجمهورية بمقابل مادي خلال 48 ساعة، ما اعتبره الخبراء خطوات مهمة لتسهيل قدرات التجميع من المزارعين بخلاف زيادة الانتاجية التى تُبشر بموسم جيد وطالبوا بزيادة التركيز على ميكنة الزراعة والبحث العلمى.
جدير بالذكر فقد زادت السعة التخزين للقمح إلى 44 صومعة مملوكة للدولة واستخدام صوامع مستأجرة وهناجر ومخازن ومراكز تجميع وحاويات الحبوب وشون القمح المطورة، مما يرفع إجمالي طاقة التخزين إلى 5.4 مليون طن، وفقا لبيانات حديثة من الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين وخدمة إي إي إس إس، ويقدر حجم المحصول المتوقع للموسم الحالي ما بين 9.8 إلى 10.5 مليون طن، مقابل 9 ملايين طن في الموسم السابق 2021.
ويقول حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين: «بشرة خير لكل المصريين خاصة أن هذا الموسم من أفضل مواسم توريد القمح من حيث المساحة المنزرعة والإنتاج والتسعير، حيث قامت وزارة التموين بجهود فى توفير أكبر عدد من نقاط تجميع الأقماح بالقرب من أماكن حصاد القمح، كما وفرت تصاريح لبعض الوسطاء من صغار التجار بجمع الأقماح من صغار المزارعين لصالح الحكومة وأصحاب المساحات الصغيرة مما قضى على مشكلة التكدس على الصوامع».
وأضاف أبو صدام في تصريحات لـ"البوابة نيوز": نتوقع أكبر موسم توريد للقمح خلال العام الجاري خاصة أن الانتاجية تصل لـ 20 إردبا للفدان بخلاف جودة الأصناف المنزرعة والظرف الاستثنائي الخاص بالحرب الأوكرانية مما شجع المزاراين لتوريد أكبر نسبة من القمح ومن المتوقع توريد قرابة 5 ملايين طن بزيادة 1.5 مليون العام الماضي حيث تم توريد 3.5 مليون طن فقد، وتطمح الحكومة توريد 6 ملايين طن، ونتمنى أن نصل لهذا الرقم.
الجدير بالذكر أجرى الدكتور عباس الشناوى رئيس قطاع الخدمات والمتابعة جولة تفقدية فى محافظتي كفر الشيخ والبحيرة ومنطقة النوبارية لمتابعة عملية حصاد وتوريد القمح والتأكد من تسهيل إجراءات التوريد وخاصة بعد زيادة نقاط التجميع لأكثر من 450 نقطة بالقرب من مناطق زراعة القمح على مستوى الجمهورية.
وفى السياق ذاته يقول الخبير الزراعي "حسام رضا"، إنه فى حالة توفير مقابل مادى عالٍ ستساعد على إقبال الفلاحين لتوريد كميات كبيرة، كما يجب توحيد جهات استلام القمح عبر نقاط التجميع مثل وزارة التموين وتقليل الوسطاء لتقليل أية أعباء على كاهل المستهلك النهائي تقتصر الاستلام من المزارعين والتسليم للحكومة عبر جهة واحدة مثل وزارة التموين.
وأضاف رضا لـ"البوابة نيوز": الصوامع التي تم الانتهاء منها فى غاية الأهمية لكن يجب التعامل معها بشكل فعلى ويتم توزيعها بكل محافظات الجمهورية لسهولة التخزين والصرف حتى بمحافظات البحر الأحمر غير المنزرعة لتسهيل الاستهلاك والاستيراد، كما يجب التركيز على البحث العلمي فى هذا التوقيت والتركيز على معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بحيث يتم توفير رغيف العيش بحلول ابتكارية كما ذكرها الدكتور أحمد الجويلى، ووزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق عن طريق خلط ما بين القمح والشعير والذرة وذلك سيقلل فواتير الاستيراد من 5 مليون طنًا الى 2 مليون طن، كما ستساهم ميكنة الزراعة فى الحصاد و"الدريس" عبر آلات حديثة يقلل الفاقد لـ10% نتيجة الآلات القديمة وتوفيرها بأسعار مناسبة.
فيما أكد "الشناوى" ضرورة التواجد مع المزارعين على أرض الواقع لتوعيتهم باستخدام الميكنة في الحصاد لتقليل الفاقد والهدر والمحافظة على جودة نقاوة المحصول وأيضا تشجيعهم على التوريد وإزالة أي عقبات تواجههم والتأكد من تقاضي ثمن المحصول نقدا عقب التوريد بحد أقصى 48 ساعة، مشيرا إلى أن المحصول مبشر بالخير هذا العام حيث قامت كافة الإدارات المعنية في الوزارة بدورها في رعاية هذا المحصول الاستراتيجي منذ الزراعة حتى الحصاد بداية من توفير التقاوي الجيدة واتباع السياسة الصنفية وأساليب الزراعة الحديثة مع متابعة الحالة المرضية للمحصول وإصدار التوصيات والإرشادية الفنية بصفة دورية طوال موسم الزراعة.