تختلف مظاهر عيد الفطر فى محافظة جنوب سيناء عن مثيلاتها فى المحافظات الأخرى، ورغم مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة التى بدأت تتسلل إلى حياة بدو جنوب سيناء، إلا أن أهل البادية حريصون على إحياء ليالى العيد بالعادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين.
تقول نادية عبده، باحثة التراث، تهل روائح العيد فى مدن سيناء قبله بأيام بين تحضير وإعداد وتجهيز، حيث يتم شراء الدقيق والسمن لعمل الكعك والفتوت.
وأشارت إلى أن السيدات تقمن بتنظيف الدواوين ويقوم الرجال بنصب الخيام لاستقبال أقاربهم وذويهم ويكونون قد انتهوا من توزيع زكاة الفطر للمستحقين وتجهز الحلويات والتى تقدم أيضا للأطفال مع العيدية، وتحرص العائلات على شراء الملابس الجديدة والأحذية لأبنائهم، وتتبارى الأمهات فى أن يكن الأجمل والأبهى لذلك كانوا يشترون لهم الملابس الجاهزة من السويس وكانت ألوانها زاهية مثل فرحة العيد الأحمر والأصفر والبمبى والأبيض، وشراء مستلزمات العيد وهى الحنة والعطور.
وأضافت: وتجهز الأمهات أيضا المناقد والشاى والقهوة والبكارج لزوم الضيافة والكرم، وترتدى الثوب السيناوى لاستقبال السيدات فى ديوان خاص فقط للنساء وهذا الوضع موجود حتى الآن يجهز الرجل لباسه البدوى التوب والعمة والعقال والشامخ.
واستطردت أنه فى الوقت ذاته تجهز المراجيح البسيطة، والتى كانت بالنسبة لهم متعة غير وكانت بسيطة الحبل وشلته وبين النخل تربط الحبال بداية وبعد ذلك المراجيح المتطورة وكانت موسمية.
وأشارت «نادية» إلى أنه بداية أول يوم العيد تبدأ بصلاة العيد فى جامع المنشية فى العاصمة طور سيناء وهو أول جامع بنى فى محافظة جنوب سيناء وزيارة القبور ثم الذهاب إلى الوالدين ثم الأهل، وينتظرون من يأتهم أطفال وكبار، والبيوت لا تخلو من الزوار نهارا والليل حيث السامر والأغانى البدوية مع عزف السمسمية.
وأضافت أن أفراح الزواج والخطوبة تكثر فى العيد، والفرحة فرحتين منها عودة الغائب من الصيد وبيع رزقه منه وينفقه على تزويج أبنائه وهو كان مورد رزق لها.
تجهز السيدات الطعام وهو عبارة عن رز ولحم وفراشيح أو فسيخ، وتوزع السيدات على بعضهن البعض إطباقا من الكعك.
واختتمت «نادية» حديثها قائلة: العيد بالنسبة لنا فرصة للتشاور فى أمور حياتية تمس الحياة لأنهم أهل فى بعض مثل الزواج والتجارة والسفر وحتى الآن يعيش أهل المحافظة الأعياد المباركة بطقوسها والمستحدثات التى دخلت إلينا والتقدم التكنولوجى.