الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

«الاختيار 3» ومعركة الوعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جسدت حلقات مسلسل الاختيار 3 الذي عُرِض خلال شهر رمضان المبارك عددًا من الرسائل النصية القصيرة التي كتبها الشعب المصري بدمه وعرَقِه وكفاحه في معركته ضد الإرهاب والتضليل الإخواني للشعب المصري.
والمسلسل يُعَدُّ بالفعل من أهم وأقوى خطوات المعركة ضد الوعي الزائف الذي تبثه وتنشره جماعة الإخوان وأعوانهم في وسائل الإعلام من وقت لآخر لبث الأكاذيب والشائعات في عقول الناس لتغيير 
حقائق الأمور التي كانت تُدار خلال أصعب فترات تاريخ مصر الحديث، عندما تولى الإخوان حكم البلاد بالإرهاب والوعيد والتهديد للشعب، وعمل المؤامرات لشق صف الشعب المصري وإحداث فتنة بينهم وتحويل البلاد إلى شُعلة من الحرب الأهلية الكبيرة بين أفراد شعبها، فضلا عن تجييش الأسلحة والعتاد والأفراد من جنسيات مختلفة لمحاربة الجيش المصري العظيم وأفراد شعبه، من أجل فرض أفكارهم المزيفة والمضلِّلة على الشعب وإقامة شعائرهم الكاذبة وشعاراتهم التي تهدف إلى تفتيت البلاد والدخول إلى نفق مُظلم لا يعرف أحدٌ مداه على الإطلاق.
وجاءت حلقات الاختيار 3 لتعرض حقائق الأمور وأكاذيب هذه الجماعة التي ظلت جاثمة علي أنفاس الشعب لمدة تقارب 90 سنة حتى الآن منذ عام 1928 عندما أسسها زعيمهم حسن البنا، على الكذب والخداع والتضليل للشعب من أجل تحقيق مكاسب عديدة، تعود عليهم بالنفع وعلى جماعتهم فقط، بينما يذهب الشعب المصري إلى الجحيم!

أظهرت حلقات الاختيار 3 مدى تضحيات الشهداء من الشعب المصري ورجال الجيش والشرطة المصرية في دفاعهم عن الدولة ومستقبل الشعب المصري والتصدي لكل المخططات الشيطانية الإخوانية الإرهابية، التي سعت هذه الجماعة إليها وكيف أنهم واجهوا الشعب بالمفرقعات والعبوات الناسفة التي زرعها الإخوان وجماعتهم لإرهابهم، وإخفاء الحقيقة وعدم إيصالها للعالم من حولنا، كما أظهر مسلسل الاختيار ٣ المؤامرة الإخوانية ضد الثقافة والمثقفين، وموقف المثقفين تجاه وزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز الذي كان يريد التخلص منهم وتغيير هوية الأوبرا والثقافة، وعزل إيناس عبد الدايم رئيس الأوبرا آنذاك! ووزيرة الثقافة الحالية، والتي تصدت ومعها المثقفون لمحاولات أخونة الثقافة والقضاء على قوة مصر الناعمة! لتحقيق أهدافهم الشيطانية، ولكن وعي هؤلاء المصريين بخطورة الموقف مبكرا هو ما جعلهم يقفون ويعترضون عليهم،وتجسد هذا في اعتصامهم أسابيع وشهور أمام الوزارة بالزمالك يطالبون بإقالة وزير ثقافتهم الإخواني وبرحيل الإخوان عامة والرئيس مرسي عن سدة الحكم.. إلى أن تحقق لهم ذلك في ٣٠ يونيو و٣ يوليو ٢٠١٣ كما عرضه المسلسل، دون مؤامرة أو ظلم.

كما أظهر المسلسل كيف تجمَّع الشعب المصري حول حركة تمرد التي طالبت برحيل محمد مرسي وجماعته من سدة الحكم، وكيف أن القوات المسلحة أعلنت مرسي، وأخبرته، ونبهته هو وجماعته بخطورة الموقف، وضرورة إيجاد حل سريع لاحتواء الموقف من منطلق مسئوليتها عن حماية الوطن ولكن الجماعة ومرسي لم يستجيبوا لهذا النداء المستمر، وكيف جاء يوم 30 يونيو وما بعدها 3 يوليو حتي أعلن وزير الدفاع آنذاك  الفريق عبد الفتاح السيسي، أن الأمر لا بد من تغييره، للحفاظ على الدولة المصرية وهويتها وشخصيتها، ومعهم مختلف رموز المجتمع الديني والثقافي والسياسي، بالرغم من خطورة الأمر وأنه بذلك قد يعرض حياته للخطر بوضع روحه وأرواح الرجال المخلصين علي أيديهم،فداءا للوطن إلا أنهم توكلوا على الله  وفعلوا الصح للحفاظ علي الوطن.
 ولم ينسَ المسلسل عرض تضحيات الصحفيين والإعلاميين والكتاب الذين ضحوا من أجل الوطن، واستشهدوا مثل شهيد الصحافة الحسيني أبو ضيف، وأحمد محمود وغيرهم.
أعتقد أن فكرة تجسيد ما حدث في فترة حكم الإخوان للبلاد والتخلص منهم بأمر الشعب عبر مسلسل الاختيار ٣ هي فكرة رائعة، وعمل لا يساويه أي مقال صحفي أو كتب أو ندوات أو دورات تدريبية أو ورش عمل، ولكن ما حدث عبر الدراما، خلد الشهداء والأبطال، وأظهر الحقائق كاملة، وقضى على ما تبقَّى من فكر إخواني إرهابي، عبر مسلسل هو بالفعل جسَّد لحظات نحن عشناها وعاصرناها، وشاهدنا أحداثها على أرض الواقع، وهي خطوة أولى في معركة الوعي ضد التضليل الإخوان والتزييف الإرهابي، فتحية غالية لكل صناع المسلسل وكل قيادات الدولة المصرية الحريصة على الوطن الغالي مصر، الذي ننتمي إليه ونعيش من أجل رفعته وعلو شأنه، ولا تنسى دومًا مقولة الرئيس السيسي: "حافظوا على بلدكم".