تعد ظاهرة الاستدراج عبر منصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا من أخطر الظواهر التي يواجها المجتمع في الآونة الأخيرة، لما تحمله تلك الظاهرة من جرائم اخري كالتحرش والاغتصاب، والتي يعاقب عليها القانون في ظل تطور أدوات تكنولوجيا المعلومات حتي يسقط الضحية ويكون فريسة سهلة لأصحاب النوايا الخبيثة وتسخيرهم لجمع المعلومات وهم غافلون والوقوع في مشاكل متعددة، وأشهرها الاستدراج الجنسي، والذي يعد من الأنشطة الإجرامية شديدة الخطورة.
ضحايا سقطت
وقعت الطالبة «شيماء» فريسة في حب «مصطفي» بعدما أغواها بحبه لها حتي وقعت فريسة له بمنصة التواصل الاجتماعي فيس بوك، فقام بهتك عرضها وينتظر مصطفي الحكم عليه أمام محكمة الجنايات.
أشار أمر إحالة المتهم الي محكمة الجنايات وحال كون المجني عليها طفلًا وقت تعرضها للخطر وارتكاب المتهم الواقعة عليها واقع المجني عليها «شيماء» بغير رضاها جنسيًا حال كونها لم تبلغ ١٨ عاما، إلى أنه هتك عرضها بعد أن أوهمها بحبه ورغبته في زيجتها فتبادلته ذلك، ولم تك تعلم بنواياه الشيطانية فسقطت في براءتها بأن اعتاد كشف عورتها المصونة والمحمية قانونًا وإقامة علاقة جنسية معها غير كاملة عبر تطبيق فيسبوك بموقع التواصل الاجتماعي فهدد المجني عليها بإفشاء أمور مخلة بالشرف لها، ولما كان ذلك التهديد مصحوبًا بطلب وهو إقامة علاقتهما غير الشرعية.
كما أن المتهم أكره المجني عليها علي عقد زواج عرفي دون رضاها أو رضا ذويها، فاعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها بأن توصل لصور ومقاطع مرئية لها بغير رضاها عبر هاتفه الجوال، مهددا المجني عليها بنشر صورها لحملها على إقامة علاقة جنسية فتوصل بغير حق للحصول على وسيط إلكتروني خاصة للمجني عليها.
فتسبب المتهم عمدًا في إزعاج المجني عليها بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات واعتدى على المبادئ والقيم الأسرية بالمجتمع المصري وانتهك حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها واصطنع حسابا إلكترونيا عبر الفيس بوك ونسبه زورًا للمجني عليها واستخدمه في أمور مسيئة إليها فعرض حياتها وأخلاقها للخطر.
قالت «شيماء» إنها تعرفت علي المتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وأوهمها بحبه ورغبته في زواجهما فبادلته بذلك ولم تعلم نواياه الشيطانية إذ سقطت في براثن شراره وتمكن من مواقعتها بغير رضاها أكثر من مرة وهتك عرضها وأقام علاقة جنسية غير كاملة عبر تطبيق فيسبوك، فاستجابت لذلك وتسجيله لتلك المقاطع المرئية وتهديدها به مستخدمًا في ذلك إكراهها على التوقيع علي عقد زواج عرفيا، وما إن طالبته بالزواج رسميًا فنكل بها بأن قام بإرسال تلك المقاطع المخلة للشرف لبعض معارفها وأنشأ صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك باسمها حتي قامت بإبلاغ الشرطة وحررت بلاغا بالواقعة بالقبض عليه أقر بجريمته.
الزواج عبر الفيس بوك
كون تشكيلا عصابيا نشاطه الإجرامي في السرقة بالإكراه بالبساتين تحت ستار الزواج عن طريق استدراج ضحاياهم عبر تطبيق الفيس بوك، ودس عقار مخدر بشرابهم لإفقاد الوعي، فسرقوا المنقولات للمجني عليه أسامة طه بطريق الإكراه الواقع عليه، بأن قاموا بإعداد مخطط إجرامي اتفقوا جنائيا عليه واستهلوه بتحضير وتجهيز وسيلة بطشهم عقار الكلوزايين، وما إن آمن ضحيتهم لهم غافلوه بدسه خفية بشرابه حتى احتساه فتمكنوا من تلك الوسيلة القسرية من إفقاده الوعي وإعدام مقاومته والاستيلاء على ممتلكاته، تاركين إياه مسجى أرضا حتى تم تدارك حالته الصحية بتلقي العلاج بالمستشفى، كما استخدموا حساب إلكتروني تطبيق الفيس بوك على شبكة المعلومات الدولية بقصد تسهيل ارتكاب الجريمة.
شهد أحد المجني عليهم لتعرضه لواقعة سرقة بالإكراه من قبل المتهمات المضبوطات، وأضاف أنه تعرف على إحداهن عن طريق تطبيق الفيس بوك علي صفحة البيدج للزواج، وبالتواصل معه تم استدراجه بدعوى اختيار العروس التي يرغب في عقد قرانه عليها وبتقابله مع المتهمات في أحد المقاهي غافلوه بدون علمه وقاموا بدس عقار يسبب التخدير وما إن استفاق وجد نفسه ملقيا علي جانب الطريق وتم إيصاله للمستشفى لتلقي العلاج وتبين له سرقة منقولاته.
تحريات القضية كشفت قيام ٨ متهمين بإعداد مخطط إجرامي لسرقة الرجال بطريق الإكراه عن طريق استدراجهم بالتحاليل عن طريق إنشاء حساب علي تطبيق الفيس بوك للزواج والاتفاق مع ضحاياهم على التقابل في المقاهي لرؤية العروس ليقوموا بدس مواد مخدرة بشرابهم وسرقة ضحاياهم وتمكنوا من تلك الوسيلة القسرية من الاستيلاء على ممتلكاته.
المواجهة ووسائل الحماية
الاستدراج الالكتروني يساهم في انتشاره دخول أعداد كبيرة من الأشخاص إلى عالم الإنترنت بدون خبرات سابقة أو حتى أساسيات الأمن الإلكتروني، فلابد أن يكون الشخص متيقظًا لمحاولاته المتعددة، فينبغي الحرص التام على تجنب إفشاء بياناتك الشخصية أو المالية للغير ردًا على طلب خاص بتحديث أو فحص أو تأكيد بيانات الحساب إلا إذا كنت أنت المبادر بإجراء الاتصال مع معرفتك بالطرف الآخر الذي تتعامل معه.
قال المستشار هيثم عباس، رئيس محكمة الاستئناف السابق، إن الاستدراج الإلكتروني من أخطر الظواهر السلبية المستحدثة على مجتمعنا لارتباطها واقترانها بجرائم أخري يعاقب عليها القانون كهتك العرض والاغتصاب إذا وصل استدراج ضحية عبر منصات التواصل الاجتماعي لهدفه من ذلك ووقوع الجريمة التي أشارت لها المادة ٢٦٨ من قانون العقوبات.
وأكد أن جريمة هتك العرض تصل عقوبتها في صورته البسيطة السجن المشدد من ٣ الي ١٥ سنة، وإذا توافر أحد من الظرفين المشددين وهم أن يكون الجاني متولي الرقابة أو الضحية أقل من ١٨ سنة العقوبة تكون السجن من ٧ الي ١٥ سنة، وفي حالة توافرهما معا تصل العقوبة إلى المؤبد، لافتًا إلى أن الشروع في هتك العرض له نفس عقوبة.