مسلسل "الاختيار ٣" يعتبر وثيقة تاريخية رسمية فقد رصد _ بالتفصيل _ كل الأحداث والكواليس الهامة، فقد تعرض الأمن القومى المصرى للخطر الداهم خلال عام حكم الجماعة الإرهابية، عانت مصر من ويلات العنف والفتنة والتطرف والانقسام، فقد خطط أهل الشر لابتلاع مصر فى بطن الجماعة _ التى خانت الله والوطن _، فقد وضعوا مصر بشعبها وجيشها وشرطتها وأزهرها وكنيستها وقضاءها وإعلامها وأجهزتها الأمنية فى كفة والجماعة ومكتب إرشادها وأعضاءها وتابعيها فى كفة أخرى واختاروا فى النهاية "الجماعة" على حساب "مصر"، عاثوا فى الأرض فسادًا وإفسادًا، شكلوا تنظيمات إرهابية واستقروا فى "جبل الحلال" فى وسط سيناء واعتبروه مأوىً لهم ومخزنًا للسلاح، ارتكبوا جرائم فى حق الوطن وطعنوه من الخلف بعد أن شكلوا معسكرات تدريب فى وسط سيناء وأصبحوا خنجرًا فى ضهر الدولة التى انهار أمنها وهُددت سيادتها، ليس هذا فقط بل أنهم تواصلوا مع أعداء الوطن ليساعدوهم فى تشكيل جيش موازٍ ومخابرات موازية وشرطة موازية، خططوا للبقاء فى السلطة وهدم مصر ونهبها وتخريبها وتجريفها تمهيدًا لتقسيمها، والأخطر أنهم رفعوا شعار "يا نحكمكم يا نقتلكم"
.. ما عرضه مسلسل "الإختيار ٣" كان اختيارنا، ثورنا على الجماعة الإرهابية، لم نحتمل عام من حكمهم، لم نُعطيهم أصواتنا فى إنتخابات الرئاسة ورفضناهم وتصدينا لإرهابهم لكنهم وصلوا للسلطة فى غفلة.. لذلك كان "إختيارنا" أن نثور على هؤلاء الخونة الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، بصراحة كانت مصر غريبة عنا بعد أن سمحت الجماعة للإرهابيين المدرجين على قوائم الإرهاب الدولى أن يدخلوا البلاد ويعقدوا لقاءات مع مندوبهم فى القصر الرئاسى محمد مرسى ويتدخلوا فى شئون الدول العربية، لم يراعوا دوائر الأمن القومى القريبة ولا البعيدة، كان الدولة على وشك أن تصبح دولة فاشلة بعد أن إنتشر المتطرفون فى سيناء، كان السلاح يتوافد على مصر بكميات كبيرة، سلاح من كل فج عميق، سلاح يتم تخزينه إضافة إلى كميات كبيرة من المتفجرات تم الكشف عنها فى مزارع يمتلكها قيادات الجماعة الإرهابية، رفعوا السلاح فى وجه كل من إختلف معهم وقتلوا به معارضيهم.. بصراحة شعرنا أن مصر عادت ١٠٠٠ عامًا للوراء، حينما تم الإفراج عن إرهابيين رفضنا وحذرنا وقلنا أن هذا خطر على مصر وتدخل سافر فى القضاء، حينما رفعوا أعلام تنظيم القاعدة فى مظاهرتهم قلنا عوضنا على الله فى مصر التى وُلِدنا فيها وكانت رمزًا للإعتدال والوسطية
.. بعد عرض مسلسل "الإختيار ٣" زادت قناعتنا بضرورة خلع الجماعة الإرهابية من الحكم وطردهم شر طرده وزادت ثقتنا فى أنفسنا بأننا كنا على الحق المبين.. ( ثورة ٣٠ يونيو ) كانت إختيارنا بعد أن شعرنا أن الوطن فى مهب الريح، كان يرهبوننا ويتمسحون فى الدين وينصبون بإسم الدين، إغتالوا الشهيد محمد أبوشقرة وفَصَلوا الدستور على مقاسهم وتلاعبوا به ولم يحترموه، لم يحترموا الثقافة والمثقفين وأتوا بوزير ثقافة متطرف من أتباعهم، لم يدركوا أن قناة السويس أمن قومى وأرادوا إدخالها فى صفقات مشبوهه، لم ينجحوا فى علاج أى ملف خدمة داخلى ولم ينشغلوا بالوطن ولكن كان شغلهم الشاغل هو تحقيق التمكين لجماعتهم من الدولة المصرية، تخابروا مع الخارج وفعلوا بـ "مصر" ما لم يفعله بها الأعداء، لم ينفذوا وعد واحد من وعودهم، أصابهم الغرور لدرجة أنهم لم يعترفوا بحقوق الشعب ولم يحققوا العدالة الإجتماعية ولا الكرامة الإنسانية ولم يهتموا بالعيش والحرية والديمقراطية التى نادوا بهم وهتفوا لهم وخدعوا البسطاء بهم.. فالحمدلله على حُسن اختيارنا لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣