من المعروف أن الشهور العربية تحتسب باستطلاع الهلال في نهاية كل شهر عربي، وتم حساب الشهر في السنة الهجرية عن طريق اول ظهور للقمر بعد اختفائه في فترة المحاق، ويسمى القمر في أول ظهور له بعد اختفائه في فترة المحاق باسم هلال.
وفي الليلة التي يظهر فيها الهلال للمرة الأولى بعد اختفائه في فترة المحاق، تكون ما قبل منتصف تلك الليلة هي آخر ليالي ذلك الشهر، وتكون ما بعد منتصف تلك الليلة هي بداية أول أيام الشهر الجديد.
ويأخذ استطلاع شهري رمضان وشوال أهمية خاصة حيث يتم احتساب بدء صوم الشهر طبقا للرؤية، وعلى الرغم من أن المسلمين في شتى بقاع الأرض يحتفلون بالصوم وعيد الفطر، فإن الموعد يختلف طبقًا لرؤية هلال شوال.
وانقسمت الدول الإسلامية في مواعيد الاحتفالات بعيد الفطر إلى ثلاثة أقسام، أولها دول احتفلت بالعيد أمس الأحد، والثانية اليوم الاثنين، وتحتفل الفئة الثالثة غدًا الثلاثاء.
وبدأ عيد الفطر الأحد في كل من أفغانستان والنيجر ومالي، وتأتي في المجموعة الثانية أغلب الدول الإسلامية، ومن بينها: مصر، الإمارات، البحرين، السودان، الصومال، العراق، الكويت، السعودية، اليمن، تركيا، تونس، سوريا، فلسطين، قطر، لبنان، ليبيا، وموريتانيا.
أما الدول التي اعتبرت العيد يبدأ الثلاثاء هي الهند، باكستان، بنجلاديش، وإيران.
ويتوحد المسلمون في تحديد يوم عيد الأضحى، لأن من تحدده السلطات السعودية حيث يقام على أراضيها موسم الحج، ويقف الحجيج على عرفات الله بأراضيها.
وفي عام 2009، كان واحدًا من أغرب الأعياد التي مرت على ليبيا، حيث احتج المواطنون في البلاد على السلطات التي كانت على خلاف مع المملكة العربية السعودية، ليتم إعلامهم بأن عيد الأضحي سيكون الخميس 26 نوفمبر بخلاف باقي الدول التي احتفلت به يوم الجمعة 27 نوفمبر.
ويتداول المواطنون، رسائل نصية تعبر عن الحيرة في تحديد يوم العيد منها" كبش العيد امنزل دمعة.. حاير بين خميس أو جمعة"، "كبش العيد امنتش صوفه.. قال الوقفه مش معروفة"، "كبشي قدم احتجاج.. يريد العيد مع الحجاج"، "كبش العيد ركبله السكر.. بين خميس وجمعة يفكر".
وكان نص الإعلان الذي بثه التلفزيون الليبي الرسمي في الثانية فجرا "اليوم الخميس العاشر من ذي الحجة الموافق 26 من شهر نوفمبر أول أيام عيد الأضحى المبارك، وكل عام وأنتم بخير"
وأدى تأخر الإعلان الرسمي عن موعد عيد الأضحى إلى وقوع المواطنين في ليبيا في حالة ارتباك؛ حيث بات الكثيرون من المواطنين في ليبيا ليلة الأربعاء وهم لا يعرفون ما إذا كان العيد الجمعة أو الخميس.
ونقل عدد من الفضائيات الليبية بينها "الجماهيرية"، و"الشبابية" شعائر صلاة العيد وخطبة العيد من مسجد مولاي محمد بطرابلس الخميس، وفيما أدى ليبيون الخميس صلاة عيد الأضحى، أعلن آخرون أنهم صائمون، وسيحتفلون بالعيد الجمعة.
وكان المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، حدد بداية شهر ذي الحجة الثلاثاء 17 -11-2009؛ ما جعل الخميس العاشر من ذي الحجة الموافق 26-11-2009، يوم عيد الأضحى ويوم وقوف الحجيج بصعيد عرفة.
وأعلنت اللجنة الشعبية العامة الحكومة، الإثنين 23-11-2009 أن "العطلة الرسمية بمناسبة حلول عيد الأضحى ستبدأ يوم الأربعاء 25 -11-2009 ولمدة 4 أيام"، في إشارة إلى أن العيد يوم الخميس دون أن تصرح بذلك رسميا.
وتبع هذا التصريح إعلان من هيئة الأوقاف الليبية، مفاده أنها لم تعد مساجدها لصلاة العيد الخميس، وأن الأمر "على ما جرت عليه العادة"، وهو اعتبار العيد بعد يوم وقفة عرفات أي في اليوم التالي وهو الجمعة؛ الأمر الذي أوقع المواطنين في حيرة، وأدى إلى انقسام داخل الأسرة الواحدة، بحسب وسائل إعلام ليبية.
وأصبح داخل الأسرة الواحدة من يقول: أريد ذبح أضحيتي يوم الخميس، كما أعلنت الدولة وكما فهم هو من إعلانها، وآخر يقول: "الأضحية أضحيتي والسكين سكيني، وسأذبحها يوم الجمعة بعد نزول الحجاج من صعيد عرفات".
كما أعلنت أغلب العائلات الليبية أنهم سيضحون الجمعة وسيصومون الخميس حتى لو أعلنت الدولة أن العيد اليوم، كما أكد معظم الأئمة عدم تأديتهم لصلاة العيد إذا ما أعلن العيد الخميس.