الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مصطفى عوض للبوابة نيوز: «باب الفتوح» أنسب شعار للقاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي.. و«الإيسيسكو» تتيحه على منصتها.. خط الثلث في الشعار يعطى للغة العربية فخامتها

مصطفى عوض
مصطفى عوض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تظل القاهرة مدينة الألف مئذنة والأكبر في العالم، فهي غنية بتراثها، وحضارتها، وعلمائها، ومبدعيها، ومثقفيها، لذا تستحق أن تكون منارة ثقافية وتنويرية عبر العصور، فقد اختارتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي لهذا العام، وأعدّت وزارة الثقافة برنامجًا ثريًا يُعبر عن الهوية المصرية الثقافية والتراثية، والذي يأتي تأكيدا لمكانة مصر الريادية باعتبارها ملتقى للثقافات عبر العصور.

ويهدف برنامج عواصم الثقافة الإسلامية لتطوير منظومة العمل بمنظمة «الإيسيسكو» في استثمار القوى الناعمة وكافة الأدوات والأساليب الفاعلة لتعزيز التعاون وعمق العلاقات والتواصل الفكرى والمزج الوجداني بين الشعوب الإسلامية، وإبراز مضامين التراث الزاخر بالمفاهيم التي تدعو للتسامح أمام العالم.

كلّفت وزارة الثقافة أحد أبنائها مصطفى عوض، مصمم الإعلانات، لتصميم شعار هذه الاحتفالية الممتدة طوال العام 2022، لتفرده وتميزه في مجال تصميم الأفيش. 

التقت «البوابة نيوز» الفنان للتعرف على كواليس تفاصيل تصميم هذا الشعار، الذي طرحته منظمة «الإيسيسكو» على موقعها الرسمي إلى نص الحوار....

الفنان مصطفى عوض

*بعد اختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي لهذا العام.. كيف تم التحضير وتصميم هذا الشعار؟

- في البداية أوجه الشكر للدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، على تكليفي بتصميم شعار هذه الاحتفالية الممتدة طوال العام الجاري، فقد بدأت العمل على هذه الفكرة من بين عدة أفكار مطروحة، لأن عالم الزخارف والفن الإسلامي متسع بدرجة كبيرة، فالتيمات الإسلامية كثيرة، ودائمًا ما تضعك في حيرة الاختيار والاستقرار على تيمة محددة ومُعبرة عن الحدث ذاته في صورة مبسطة وقوية، وبمجرد رؤيتها تجعلك تفهم ما بها، ويحتوى الشعار على «باب الفتوح» وكلمة «القاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي» المُدوّنة بخط الثلث، لأنه مُفصل خصيصًا لهذا العمل ومراعاة ظهوره بأبهى صورة ممكنة، لأنه يُمثل واجهة مصر، ويرجع سبب تسمية «باب الفتوح»أحد أبواب سور القاهرة، الذي بُنىّ على يد جوهر الصقلي، هذا الباب كانت تخرج منه الجيوش الإسلامية أثناء الفتوحات حتى العودة بالانتصار من باب النصر، فأعتقد أن لن تجد أقوى من هذا الشعار مناسبًا للحدث ذاته.

شعار القاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي

*ما المدة المستغرقة في الانتهاء من هذا التصميم؟

- تراوحت فترة العمل قرابة الأربعة أشهر، حيث نتج عنها عدة بروفات للمقترحات المقدمة، تناولت خلالها بالشرح تفاصيل اختيار هذا المقترح تحديدا والهدف منه، ومدى قوته في استخدامه، وعلى الرغم من صغر حجم اللوجو واعتقاد البعض أنه بسيط، لكن موضوع العمل كبير ويحتاج العناية الشديدة حتى تصل للصورة البصرية النهائية الأصلية غير المكررة، لأنها ستنتشر في دول العالم، فالشعار الآن متاح على المنصة الدولية لمنظمة "الإيسيسكو"، تلك المنصة التي من أهم أهدافها مخاطبة العالم أجمع.

*هل واجهتك أي صعوبات أثناء التصميم؟

- من وجهة نظرى أن الصعوبات ماهى إلا تحدى كبير، والهدف منها هو الوصول إلى نتيجة مُرضية، فالتصميم ما هو إلا فكرة محققه بالمعني المطلوب.

*لماذا تم اختيار خط الثلث تحديدا في كلمة القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي؟   
- لأنه يعد أصل الخطوط العربية، وأجملها، وأصعبها، وقوتها أيضا، فهو يُعبر عن الوجاهة والفخامة في اللغة العربية، كما يستخدم هذا الخط في تزيين المساجد، والمحاريب، والقباب، وبدايات المصاحف، وعناوين الكتب وأسماء الصحف والمجلات.

الشعار

*تلعب الألوان دورا مهما في جذب انتباه للإعلان كيف ترى ذلك؟ وما نوعية الألوان المستخدمة في هذا التصميم؟

- انتقاء الألوان واستخدامها من المهام الأساسية التي تدخل في كل مراحل التصميم بداية من الفكرة الأساسية حتى الانتهاء من مرحلة الصورة النهائية، لقد استخدمت في هذا الشعار اللون "الذهبي"، لأنه لون مصري معبر عن الذات، فهو رمزا للمعرفة والتأمل والنمو العقلي، ودلالته على الثروة والإشراق والتفخيم، والهدف منه العمل على تواجد الصفة المصرية العريقة وحضارتها الإسلامية.

*ما الهدف من شعار اختيار القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية؟

- الترويج للحدث ذاته من خلال الشعار، فقد طرح اختيار القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية منذ عام 2019، وتم الانتهاء من فكرة التصميم، لكن تأجل الاحتفال بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وبعد عودة الحياة لطبيعتها من جديد بدأ إحياء الحدث ذاته في العام الجاري.

*عند تصميم الهوية البصرية.. هل هناك فروق في التعامل مع المنتج الاستهلاكي والثقافي؟

- هناك عدة فروق، ففكرة التعامل مع المنتج الاستهلاكي تجده يروج نفسه ويزيده من التسويق عن طريق الدعاية، أما المنتج الثقافي يجد صعوبة في فكرة التصميم أو المطبوعة الثقافية، لأنها لا تلقى رواجًا، لكن من أهم عوامل نجاح المنتج هو العمل عليها بشكل علمي وعملي، وكما سبق التحدث قبل سابق عن المحاضرات التي أقدمها عن صناعة الأفيش الثقافي في مختلف الجامعات سواء داخل مصر وخارجها، منها على سبيل المثال كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وأعتقد أن هذا المجال لا أحد يعمل ويهتم به من الأساس، لكن عندما لفت الدكتور هاني أبو الحسن، رئيس قسم المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، نظرى أنه مهتم بتعليم طلاب الجامعة من دارسي المسرح هذا المجال، حتى يصبحون لديهم اهتماما كبيرا بهذه الجزئية التي لا تقل أهمية عن كل عناصر العمل الفني.

*الأفيش أحد العوامل الفعالة لنجاح المشروع.. حدثنا عن ذلك. 

- بالفعل يُمثل أحد عوامل نجاح أي مشروع، ودائما في إحدى المحاضرات أُشير للطلاب أثناء عملية السير في الشوارع والنظر لأي بوستر، فهو يساعد على جذب الانتباه وتحريك المشاعر، فإذا شاهدت تصميمًا به شيئًا من الكوميديا تجده يسعدك ويسر قلبك عندما تتفاعل معه، كذلك الأمر بالنسبة للدرامي أيضا، إذن التصميم  ما هو إلا نقل الحالة النابعة من العمل الفني للمتلقي، أي الخط الأول بين المتلقى وصناع العمل الفني، ويعتبر من أهم العناصر لأنه يساهم في نقل المشاعر والأحاسيس بهدف إيصال 70% من الرؤية البصرية المطبوعة .

*كيف أثرت التكنولوجيا والبرامج الحديثة على صناعة الأفيش؟

- أثرت التكنولوجيا بشكل كبير سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا، ففي الماضي تجد البوستر يُصنع باليد، ومرسومًا بطريقة جذابة وهي في الأساس نسخة أصلية صريحة تحتوي على أفكار جيدة، والدليل على ذلك عندما تستشهد بوسترات الماضي تجد أن أفيشات السينما المصرية كلها تتمتع بقيمة ثرية تدعو للفخر، لكن عندما اقتحمت التكنولوجيا العالم ساعدت في توفير الوقت والجهد لشتى المجالات، لكن على المستوى السلبي تجد عدد كبير يعمل بهذا المجال غير مؤهل علميًا لأسس التصميم، وقليلا ما تجد منهم من يجمع بين الفكرة وآليات تنفيذها على برامج التصميم المتعددة، فيلجأ البعض إلى الكورسات التدريبية في التصميم والجرافيك، وهى وحدها لا تكفي لتأهيل مصمم محترف بل تلحقه  بارتكاب العديد من الكوارث والتشويهات في الصورة البصرية.

*تنقلت بين العديد من الدول الأوروبية والعربية للاطلاع على ماهو جديد في هذا المجال مما جعلك متفردا عن الآخرين في تصميم الأفيش.. فما الجديد من وجهة نظرك في هذا العالم المبهر داخل مصر؟

- لقد سافرت إلى العديد من الدول العربية والأوروبية، كما شاركت بأعمالي في الكثير من الدول من بينها: بولندا، وإيطاليا.. وغيرها، ونالت إعجاب الجميع، لذا كل عمل أعكف عليه فهو جديد، وعلى سبيل المثال تصميم شعار مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي فهو واجهة لمصر، كذلك الأمر بالنسبة للعروض المسرحية أيضا، فإذا استدعيت لتصميم معرضا ما من التصميمات الثقافية في إحدى الدول سواء كانت أفيشات لعروض مسرحية أو مهرجانات، إذن فأنت تمثل مصر بأعمالك، وقد سبق المشاركة بشعار "القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي 2020" في معرض الرابطة الصينية الأوروبية (CEIDA) للتبادل الثقافي والفني، وذلك ضمن 41 دولة عربية وأجنبية.