أمنيات فى عيد العمل والعمال
بقلم: الدكتور القس ﭽورﭺ شاكر
نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر
يسعى الإنسان فى هذه الحياة إلى النجاح والتفوق، ويتطلع إلى الربح والمكسب، ويرنو إلى المجد والعظمة، ويتوق إلى الانتصار على تحديات الحياة وصعابها، ويتمنى أن يعيش حياة هادئة وهانئة فى سعادة وسلام واستقرار وأمان، لكن كثيراً ما يبتغى المرء أن يحقق كل هذه الأمنيات الجميلة وغيرها دون أن يدفع الثمن ... لكن الواقع يعلمنا أنه لا يوجد نجاح بدون كفاح، ولا يوجد مجد دون ضريبة، ولا يوجد إنجاز دون عمل وسهر وعرق، ولا يوجد حصاد من غير زرع .
وبمناسبة عيد العمل والعمال أود أن أشارككم ببعض الأمنيات التى أتمنى إتمامها وتنفيذها لنحقق نجاحاً باهراً فى أعمالنا أذكر منها:
1. الإتكال على الله
إذا قمت بعملك بدون الاتكال على الله فهذا كبرياء وغرور، وإذا لم تقم بعملك بحجة الاتكال على الله فهذا تواكل وقصور، وإذا لم تقم بعملك ولم تتكل على الله فهذا فجور وشرور، أما إذا قمت بعملك متكلاً على نعمة الله تحقق النجاح وتشعر بسرور.
2. التخطيط الجيد للمستقبل
مَنْ يبتغى النجاح عليه أن يخطط لمستقبله، فالمستقبل لا يُشترى جاهزاً، وإنما يُصنع صنعاً، وأنت الذى تقوم بإعداده وتصنيعه، والحقيقة أن النجاح فى التخطيط تخطيط للنجاح، والفشل فى التخطيط تخطيط للفشل، فمَنْ لا يعرف إلى أين يذهب سيصل إلى المجهول.
3. مقاومة الشر بكل قوة وحسم
إن أكبر عقبة تعرقل مسيرة أى إنسان هى أن يتساهل أو يتهاون مع الشر، أو يبرر أى خطأ يقترفه ثم بعد ذلك يكرره ويصبح بعد ذلك عادة سلبية يستعصى عليه الإقلاع منها، فالشر يبدأ بخيوط حريرية وينتهى بقيود حديدية ... فكل مَنْ يفعل الخطية يصبح عبداً للخطية.
ياه! كم طرح الشر كثيرين قتلى وجرحى ... وكم هدم ودمر أُناساً كانوا فى يوم من الأيام رموزاً مضيئة متألقة ولكن الشر دمر حياتهم وحولهم إلى أطلال ورماد، فالشر يميت الشرير... وأجرة الخطية موت.
4. عدم الاستسلام للفشل
نعم! مَنْ من البشر لم يتعرض فى حياته إلى لون من ألوان الفشل، هذا أمر طبيعى، فالحياة مزيج من النجاح والفشل، الربح والخسارة، الفرح والحزن، الراحة والتعب، القوة والضعف، الصحة والمرض، الفرج والضيق، النسيم الرقيق والعواصف الصاخبة. قد نظن أن أسوأ ما فى الحياة هو الفشل ولكن من المؤكد الاستسلام للفشل هو أسوأ من الفشل.
5. الأمانة والإخلاص
بلا أدنى شك أن الغش هو من أعدى أعداء النجاح فمَنْ يسرق نجاحه لا يستمتع بمذاق النجاح والإنسان لا يمكن أن يختبر السعادة الحقيقية إلا إذا كان نجاحه ثمرة مشوار كفاحه، وسهره الليالى وهو يتعب ويجتهد بكل إخلاص وأمانة، والإنسان عندما يغش لكى ينجح يهدم نفسه بنفسه ويصاب بالشعور بالذنب، ويفقد الثقة بنفسه، ويفقد مصداقيته عند الآخرين. فى تقديرى إن الأمانة هى الطريق للنجاح والتألق والتميز.
6. التواضع والوداعة
هناك مَنْ يحقق نجاحاً فيصاب بالغرور والكبرياء فيسقط ويكون سقوطه عظيماً ... فالحقيقة أنه قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط الشموخ والتعالى على الآخرين ... لذلك إن كنت فى منصب كبير فتزين بالوداعة والتواضع وكن به جدير ... وكن كشمعة تذوب وتنير للضرير ... فيرى ببصيرته أكثر من البصير، وكن كنهر دافق أينما يسير ينشر الخير الوفير.
7. احترس من الكسل
لا تصدق أن الكسل مذاقه كالعسل ... فالكسل بذار الفشل لذا انفض غبار الكسل ولا تضّيع وقتك فى الهزل، فمَنْ أراد أن يصل إلى القمة عليه أن يعمل بأمانة وهمة، فالتفوق بلا نقاش أو جدل لا يدركه إلا مَنْ ضحى وبذل ... وعندما تحرزه يُضرب بكالمثل، ويُنظر إليك بالإعجاب كبطل.
8. الاستثمار الأمثل للوقت
مع إشراقة شمس كل صباح جديد أمام كل إنسان على سطح الأرض 24ساعة، والفرق بين الناجح والفاشل هو أن الناجح استطاع أن يستثمر كل لحظة فى يومه فى العمل والإنجاز والثمر والتأثير، أما الفاشل فلم يستطع أن يستغل وقته استغلالاً جيداً.
نعم! مَنْ يقتل الوقت يقتل نفسه، ومَنْ يعرف قيمة وقته يعرف قيمة حياته، ومَنْ يحافظ على وقته يحافظ على مستقبله.
9. العزيمة والإصرار على النجاح
لا تفرح بالنجاح السهل السريع فالنجاح الذى يأتى سريعاً قد ينتهى أيضاً بسرعة ... وتذكر أن البرق الذى يظهر فجأة ويخطف الأنظار ثم يغيب فى نفس اللحظة التى يظهر فيها ... والدارس المدقق والمتأمل فى تاريخ كل العظماء والعباقرة سيجد من خلف كل واحد منهم سنين من العرق والكفاح، فلقد عقدوا العزم بإصرار منقطع النظير، على النجاح والتميز مهما كانت التحديات.
10. اختر الأهم قبل المهم من جدول أعمالك
الإنسان الناجح هو مَنْ لديه الحكمة والقدرة على المفاضلة بشكل حاسم بين الاختيارات المطروحة أمامه من حيث قبولها أو رفضها ... نعم! إن أكبر تحد يواجه الإنسان فى الحياة هو التمييز بين الصالح والرديء، وعلينا اختيار الأفضل الذى يساعدنا على تحقيق الهدف الذى نسعى إليه.
