نظمت جمعية متبول الخيرية، بالتعاون مع جمعية كفر متبول، مركز ومحافظة كفرالشيخ بقاعة مركز شباب القرية، الحفل السنوي الرمضاني ، لتكريم الفائزين والفائزات في مسابقة حفظ القرآن الكريم، بحضور فضيلة الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية ، والدكتور مدحت خضر مدير جمعية النور للمكفوفين .
بدأ الحفل بالسلام الوطني، ثم قراءة بعض آيات من الذكر الحكيم، بصوت القارئ محمد إبراهيم غنيم، الفائز بالمركز الأول عالميًا في المسابقة الدولية الكبرى للقرآن الكريم التي استضافتها دولة تنزانيا في دورتها الـ 22، ثم كلمة الدكتور صفوت محمد عمارة، الواعظ بالأزهر الشريف، التي تحدث فيها عن أهمية حفظ القرآن الكريم وتعليمه والعمل به، حيث قال: "الحمد للَّه رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، نحتفل اليوم بحفظة القرآن الكريم كتاب اللَّه الذي تعهد بحفظه فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9]؛ فلقد تآمر عليه المتآمرون، وخططوا لتحريفه إلا أنهم لم يستطيعوا، فلم تتبدل فيه كلمة زيادةٍ أو نقصًا، ولا يختلف فيه حرف تقديمًا أو تأخيرًا، لأن هناك قوة أكبر لا يستطيعها بشر، تمثلت في حفظ اللَّه لكتابه الكريم، وما نزل القرآن على شيءٍ إلَّا وزاده تشريفًا وتعظيمًا، فنزل على الأمة المحمدية فصارت خير الأمم، ونزل على نبينا محمد فصار أفضل الأنبياء والمرسلين، ونزل فى شهر رمضان فصار أفضل الشهور، ونزل في ليلة القدر فصارت أفضل ليالي العام".
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى الفضل الكبير لمن جمع بين تعلَّم القرآن وتعليمه للغيره؛ مستدلًا بما ورد في الصحيحين، عن عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه» [البخاري ومسلم]، وفي هذا الحديث يُخبر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّ أفضل المسلمين وأرفعهم ذكرًا وأعلاهم عند اللَّه درجةً؛ من تعلَّم القُرآن تلاوةً وحفظًا وترتيلًا، وتعلَّمه؛ فقهًا وتفسيرًا، فأصبح عالمًا بمعانيه، فقيهًا في أحكامه، وعلَّم غيره ما عنده من علوم القرآن مع عمله به، وإلَّا كان القرآن حجةً عليه، بالإضافة إلى أنَّ درجات الجنة تُضاهي عدد آيات القرآن الكريم التي تبلغ 6236 آية، حيث ورد في الحديث الصحيح عن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «يُقالُ لصاحب القرآن اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتلُ في الدنيا فإنَّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها» [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]، وأختتم حديثه بتنويه مبسط عن الفروق الجوهرية بين زكاة المال وزكاة الفطر والصدقة.
ثم اختتمت فعاليات الحفل بتكريم الفائزين في المسابقة وعددهم 417 حافظًا للقرآن الكريم مقسمين إلى ستة مستويات، ففي المستوى الأول لحفظ القرأن الكريم كاملًا تم تكريم عدد 17 متسابق، وفي المستوى الثاني لحفظ نصف القرآن تم تكريم عدد 12 متسابق، وفي المستوى الثالث لحفظ ربع القرآن تم تكريم عدد 24 متسابق، وفي المستوى الرابع لحفظ خمسة أجزاء تم تكريم عدد 43 متسابق، وفي المستوى الخامس لحفظ ثلاثة أجزاء تم تكريم عدد 101 متسابق، وفي المستوى السادس لحفظ جزء عمّ تم تكريم عدد 220 متسابق حافظًا وحافظة لكتاب الله، وتم تكريم الفائزين في المسابقة بدروع، ومنحهم جوائز مالية وشهادات تقدير تكريمًا لهم، كما تم في ختام الحفل تكريم عدد من المحفظين والمحكمين للمسابقة ومنظميها وروادها الأوائل والشيوخ الكبار والراحلين الذين وهبوا حياتهم لخدمة الدين وتحفيظ القرأن الكريم.