الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الحركة الإسلامية في إسرائيل ومراحل تأسيسها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

§ الحركة الإسلامية في إسرائيل عريقة في بنائها وتكوينها.. وقد مر تكوينها بعدة مراحل منذ احتلال فلسطين 1948 وحتى اليوم، هي:
§ 1- مرحلة اليأس والإحباط (من 1948 – 1967م):
§ وقد حاولت إسرائيل فيها تذويب الهوية العربية والإسلامية لهم.. وحدث فراغ كبير في الشأن الإسلامي.. وخاصة بعد أن طردت إسرائيل علماء الدين ودعاته.. وقلصت كل الأنشطة التربوية الإسلامية في كل مكان، مكتفية بالعبادات فقط في المساجد.. ولم يكن هناك نشاط إسلامي سوى النشاط الصوفي، الذي حافظ قدر الإمكان علي التدين الإسلامي.
§ وقد ساعد على إحباط المسلمين المناخ العسكري والعلماني الذي ساد إسرائيل في الخمسينيات والستينيات.. فضلاً عن المناخ الأيديولوجي القومي واليساري الذي عم معظم الدول العربية وقتها.. وزاد الطين بلة هزيمة أو نكسة 5 يونيو 1967.. ولولا الصوفية لاندثر الإسلام من بين المسلمين الحاملين للجنسية الإسرائيلية تمامًا.
§ ثانيًا: مرحلة الأمل والنشأة (من 1973- 1983م):
§ وبدأت بانتصار مصر وسوريا جزئيًّا على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973م، وهو أول نصر عربي عليها، انطلق مع صيحة “,”الله أكبر“,”، التي هزت الفلسطينيين جميعًا من داخلهم، وبثت فيهم الأمل من جديد.. فضلاً عن تفجير الخط الأخضر بين فلسطينيي 48 و67.. وإمكانية توجه مسلمي الضفة والقطاع إلى داخل إسرائيل.. وانتقال الدعوة الإسلامية المصرية إلى إسرائيل عبر غزة.. والدعوة الإسلامية السعودية إليها أيضًا عبر الأردن والضفة الغربية.
§ ثالثًا: مرحلة الهدوء والاتزان (بداية من 83):
§ وهذه المرحلة بدأت بعد كشف السلطات الإسرائيلية لتنظيم “,”أسرة الجهاد“,” في أم الفحم، وحملة الاعتقالات والمحاكمات للحركة الإسلامية في إسرائيل.. فضلا ً عن الانتكاسات التي حدثت للحركة الإسلامية المصرية، وسجن كل أطيافها بعد اغتيال السادات.. وفهم مسلمي 48 لواقعهم المؤلم تحت الاحتلال الإسرائيلي وإدراكهم لمساحات العمل المحدودة، وخاصة بعد إطلاق سراح قادة “,”أسرة الجهاد“,”، التي تحولت من مرحلة الثورية الإسلامية إلى مرحلة الواقعية السياسية، أو البحث عن صيغة ملائمة للعمل الإسلامي، من خلال القوانين الإسرائيلية ومحاولة الدخول في الانتخابات المحلية والبلدية.. ومحاولة التوافق قدر الإمكان مع القوانين الإسرائيلية مع الحفاظ على الهوية الإسلامية.. وخلق وضع يعيش فيه المجتمع العربي المسلم داخل دولة إسرائيل على أساس مبادئ الإسلام دون الاصطدام مع قوانين الدولة العبرية.
§ حتى اعتبر بعض الكتاب الغربيين أن دخول الحركة الإسلامية انتخابات البلديات والكنيست يعد اعترافًا ضمنيًّا بإسرائيل من شريحة مهمة عقائديًّا وأيديولوجيًّا من سكان عرب 1948 م المتجنسين بالجنسية الإسرائيلية.. ويعني ذلك في عرفهم انتهاء غربة الحركة عن الدولة.. وقد قاد هذه المرحلة الشيوخ: عبد الله نمر درويش، ورائد صلاح، وكمال الخطيب.
§ رابعًا: مرحلة الانشقاق والانقسام:
§ وهي التي شهدت انشقاق الحركة الإسلامية في إسرائيل، وخروج الشيخين رائد صلاح وكمال الخطيب منها.. وذلك بعد أن أصدر الشيخ عبد الله نمر قرارًا بترك شعار “,”الإسلام هو الحل“,” في الانتخابات؛ لأن الكنيست سيمنعه بقانون.. وكذلك على خلفية التقارب بين الحركة الإسلامية وحزب العمل الإسرائيلي، حيث قال المعترضون على ذلك: “,”لا ينبغي للحركة الإسلامية أن تنسى ما فعله حزب العمل معها من تنكيل وتعذيب وسجن“,”.
§ أما القشة التي قصمت ظهر البعير، المقصوم ظهره أصلاً، فهو الخلاف على دخول انتخابات الكنيست من عدمه.. وبذلك قسمت الحركة الإسلامية في إسرائيل إلى قسمين، أحدهما يقوده عبد الله نمر درويش.. والآخر يقوده رائد صلاح.
§ لقد كان للخارج أثر كبير في حدوث الانشقاق.. وخاصة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية والأردن ومصر، وكذلك المؤسسات الإسرائيلية المختلفة.
§ ورغم أن الشيخ رائد صلاح دفع بقضية الأقصى إلى الأمام، ونجح في طرح قضيتها على العالم كله؛ فإن أثر هذا الانشقاق لن ينمحي سريعًا من وجدان فلسطيني 48م.