الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تشابك الأعياد والمحبة بين المصريين من عيد القيامة وشم النسيم إلى عيد الفطر

سليمان شفيق
سليمان شفيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عيد الفطر.. تشابك الأعياد  والمحبة  بين المصريين من عيد القيامة وشم النسيم إلى عيد الفطر

تنفتح القلوب والأبواب بـ"الأطباق الدائرة" من الحلوى وتهانى الأعياد

المصريون أكثر الأمم احتفالا بالأعياد.. «33 عيدا» على مدار العام وتبادل التحية لا ينقطع طوال الأيام 

 

أيام قليلة كانت بين الاحتفال بعيد القيامة والاحتفال بعيد الفطر المبارك، مصر دائما ما تنفرد لذاتها بأشياء تبهر الجميع وتتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ، نحاول أن نتابع عبر “البوابة نيوز” كيف يحتفل المصريون مسلمين ومسيحيين بالأعياد معا.

احتفل المصريون بشم النسيم، بعد احتفال المواطنين الأقباط بعيد القيامة المجيد، ويأتى بعد عيد القيامة عيد الفطر المبارك .

 المصريون أكثر الأمم احتفالا بالأعياد، «33 عيدا» على مدار العام، أهمها الأعياد الدينية مثل: «رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء- ذكرى وفاتها- عيد العنصرة، عيد الصعود»، إضافة للأعياد المصرية التى يحتفل بها المصريون جميعا بجميع أطيافه مثل: «عيد الأم، عيد الحب، وفاء النيل، شم النسيم»، كذلك الأعياد الوطنية: «عيد الشرطة، عيد تحرير طابا، عيد تحرير سيناء، 23 يوليو، 6 أكتوبر»، كما توجد مناسبات اجتماعية، وعادات مصرية ترقى إلى درجة الأعياد مثل: السبوع: وهو احتفال بالمولود عند بلوغه 7 أيام من ولادته، ليلة الحنة: احتفال يتم للعروسين فى بيت الأهل فى الليلة السابقة للزواج، ويتم فيها نقش الحنة على يدى ورجلى العروسين، إضافة للطهور للأطفال «الختان» وأعياد الميلاد.

 كل ذلك مزيج من التداخل المصرى الإنسانى مع رقائق الحضارة القديمة والحديثة شرقا وغربا، فأعياد الميلاد مشتقة من الحضارة الغربية، والختان عادة يهودية، والمصريون رغم أنهم من أهل السنة يحتفلون بيوم عاشوراء فى 10 من محرم حبا فى آل البيت، وتضامنا مع المظلوم

 تبادل المحبة من الفسيخ لكحك العيد:

حول تلك المشاعر ترصد البوابة من بعض الشخصيات تبادل المحبة ، فيقول  الشاعر  سمير عبدالباقى: بحب صوت الكنايس
وأعشق هديل الأدان
يا قلبى كون ألف فارس
تحرس عشوش اليمام..
شيلنا زعف النخل شيلنا فانوس رمضان
كلنا الكعك بسكر والبيض الألوان ..
وغطسنا فى غطاسها وقربنا القرآن
ودوقنا عيش الرحمة فى النص من شعبان

بينما يقول  الكاتب أمجد سمير: ومن الطقوس التى ميزت مصر عن غيرها من الدول الأخرى فى احتفالها المسيحيين مع المسلمين فى الاحتفالات ومشاركتهم فى صناعة الكعك والبسكويت والخروج للمتنزهات، ما يؤدى إلى نزوح الكثير من المسلمين مختلفى الجنسيات كل عام للاحتفال بعيد الفطر بمصر للتمتع بجو البهجة والوحدة التى قلما يجدانه فى أى مجتمع آخر.

في قريتي الصغيرة قرية إشنين النصاري - مغاغة - المنيا تلك البقعة التي تشهد للترابط القوي بيننا وبين أخواتنا المسلمين ليس كلاما ولكن فعلا أعيادنا أعيادهم وأعيادهم أعيادنا بيوتنا تفتح لبعضنا البعض ونتشارك الفرح ونتقاسم الحزن والوجع في عيد الفطر نتزاور ونجلس معا ونتقاسم الطعام والسمر والكلام ولعب اﻷطفال ويرسلون لنا ما تم إعداده من أطعمة وكذلك نحن وحتى الثياب للأطفال والهدايا ومن يعود من العمرة حاملا الهدايا من اﻷراضي المقدسة ﻷخوته وجيرانه المسيحيين فهذه اﻷيام عادت زميلتي من أداء العمرة حاملة الهدايا لكل أفراد أسرتي ، وحول الكنيسة يفترش الباعة بكل أنواع المأكولات والمشروبات وأصطحب أولادي وأولاد أحبائي لنفرح سويا ففرحة غامرة من القلب وضحكة صافية علي الوجوه لا تعرف الزيف ولاتعرف ما يدور خارج نطاق قريتنا الصغيرة نحن نتحدى كل الخلافات والاختلافات بمحبة صادقة وفطرة موروثة في جينات القرويين اﻷشنينيين مسلمين ومسيحيين في رباط إلى يوم الدين.

وتضيف الباحثة إنجي عاطف : مع تزامن الاحتفالات بالاعياد المسيحية والاسلامية تحضرني العديد من الذكريات الدافئة التي ترسخت في وجداني، أتذكر الاحتفالات بعيد الفطر وعيد القيامة حيث كانت جدتي ترسل  معي طبقا كبير مملوءا بكحك العيد وعدد من أرغفة العيش الشمسي لجيراننا المسلمين ، وكانت جدتي تجملني برسائل المحبة والتهنئة، وسألتها مرة:

لية هنبعت لبيت عمي الحاج عبدالفتاح؟  وهم مش مسيحيين ؟ أجابت جدتي وهي تنهرني:

"عيب يا بنتى إحنا اخوة لازم نعيد على بعض ونأكل مع بعض"

كانت جدتي الصعيدية سيدة أمية لكنها أورثتنا حتى الآن هذه الأصوال من جيل إلى جيل  وكانت تعلمنا أن ذلك هو الأصول ، وأيضا جيراننا المسلمين لم يكونوا أقل مودة ، كانوا يملأون أطباقنا من الكحك والبسكوت والدعاء بدوام المحبة ، عندما كانت الجمعة العظيمة في شهر رمضان كنا نتناول الطعام بعد الصيام مع ضرب المدفع ، وكان والدي يضحك وهو يرد على تساؤلاتي: "كلنا بنحب ربنا وربنا بيحبنا".

وفي فطار الجمعة العظيمة طرق بابنا جارنا محمد وهو دكتور بجامعة الأزهر وهو يحمل لنا عصير قمر الدين لنكسر صيامنا كتحية محبة من أسرته لنا .

ومن جيل الي جيل توارثنا تلك المحبة حتى أيام إرهاب الجماعات الإسلامية في الصعيد والقوصية  لم تتوقف تلك العلاقات ، لذلك أنا حتى الآن ممتنة لعائلتي التي علمتني روح المحبة ، كما أنني ممتنة بالأكثر لكل جيراننا وأصدقائنا المسلمين ممن تبادلوا معنا حبا بحب وجعلوا أيام الأعياد فرصة لتأكيد المحبة بيننا ، وكان صدق مشاعرهم تجاهنا مخزونا لشحن طاقتي ودافعا لاستمرار المحبة والطبق الدوار من بيت لبيت سواء كحك أو "طبيخ"، وحتى الآن حتى وأنا بالولايات المتحدة ، أمارس مع جيراني المسلمين نفس العادات ونفس المحبة وكل سنة ومصر بخير.

بينما يقول هاني رمسيس: جزء من حياتنا كمصريين هى العادات والتقاليد التى تسلمناها وتعلمناها من جذور أسرنا فى العلاقات المتبادل مع أصدقائنا وجيراننا وأولها تبادل التهنئة بالعيد من قبل العيد بأيام وربما تبادل بعض المأكولات كالترمس والكحك والبسكوت.. وتبادل الزيارات الأسرية.. وهذا ما يناسب مراسلنا العمرية ولكن الشباب يكون لهم برنامج آخر فترتيبات الاحتفال له طابع آخر من تنسيق الخروجات واللقاءات وأماكن تجمعاتهم دون أدنى حساسية فى علاقات متميزة ومحبة كاملة

من رمضان لعيد الفطر:

تقول النائبة نجلاء باخوم ـ قنا : رمضان فى مصر حاجة تانية: شهد هذا العام تزامن صوم عيد القيامة المجيد مع صوم شهر رمضان المبارك، وذلك فى لوحة رائعة أننا جميعا شعب واحد أمام الله الواحد، لقد شاركت فى تنظيم العديد من موائد الإفطار الجماعى وبمشاركة أكثر من ١٢٠٠ شخص فى ٧ موائد إفطار تجمع جميع المصريين على مائدة واحدة تغمرها المحبة والألفة بين جميع المصريين، وأكثر ما أسعدنى هو مشاركة العديد من المصريين الأقباط فى تحضير موائد الإفطار واستضافة الصائمين والاهتمام بهم فى صورة جميلة تعبر عن وحدة وتكاتف جميع المصريين، ومشاعر المحبة والمودة الصادقة هى ما تجعل أن يكون رمضان فى مصر حاجة تانية، وسعدت أيضا باستقبال مئات المعايدات من الأصدقاء بعيد القيامة المجيد ،وسوف أقوم بزيارة العديد من القيادات الدينية والمجتمعية فى محافظة قنا خلال عيد الفطر المبارك لتقديم التهانى ومشاركة الفرحة بعيد الفطر المبارك.

جمال يوسف خبير تنمية الأقصر يقول: دائما نهنئ بعضنا فى شهر رمضان المبارك بقولنا رمضان كريم، وتتحقق هذه المقولة عندما نجد التضامن والتكافل بين جميع المصريين فى موائد الإفطار فى كل مكان تعبر عن كرم المصريين رغم كل الظروف، وخلال الشهر الكريم شاركت فى تنظيم العديد من الدورات الرمضانية الرياضية والتى تجمع كل المصريين فى جو تسوده روح المودة والمحبة وخاصة بين الشباب، وخلال عيد الفطر المبارك فإننا نقوم بزيارات للقيادات المجتمعية لتقديم التهانى وبمشاركة العديد من المصريين الأقباط لتعزيز مشاعر المحبة والمودة بين جميع المصريين، كما نقوم من خلال الجمعيات الأهلية بتنظيم المسابقات الفنية والترفيهية للاطفال احتفالا بالعيد المبارك.

تكلفة الأعياد:

تستهلك أعياد المصريين شهرين من الزمن كل عام ووفق الإحصائيات الرسمية فإن الأعياد تقطع حوالي 25% من ميزانية الأسرة المصرية لشراء الملابس الجديدة أو "العيدية"  وفي أعياد مثل الفطر أو الميلاد تصنع الأسر الكعك والحلويات.

هاني رمسيس
هاني رمسيس
انجي عاطف
انجي عاطف
امجد سمير
امجد سمير
النائبة نجلاء باخوم
النائبة نجلاء باخوم
جمال يوسف
جمال يوسف