الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوص معينة في صور وقوالب مرحه من صنع المفارقات، ينتج عنها عروضا تُكتب بقصد التسلية في فصول سهلة تنهض على المفارقة والافيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة للجمهور.
وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
اختص المؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة "البوابة" بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة "سيدات المسرح المصري"، التي تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري.
وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن في أداء الأدوار الكوميدية، بعدما قدمنا على مدار الأعوام الماضية عدد من السلاسل حول رائدات المسرح المصري.
تتمتع الفنانة هالة فاخر "8 يونيو 1948 - "، بمهارات خاصة منها القدرة على الإرتجال، وتغيير نبرات صوتها وطريقة أدائها بسرعة كبيرة، فيحسب لها ذكائها ونجاحها في توظيف تلك المهارات سواء بالمسرحيات الكوميدية أو "دوبلاج" بعض المسلسلات الكارتونية للأطفال، خاصة بعدما ارتبطوا بها كثيرا منذ تألقها في شخصية "طمطم" بمسلسل الأطفال الشهير "بوجي وطمطم" الذي استمر بنجاح لعدة سنوات متتالية.
درست في مدرسة "سان كلير" الإنجليزية، وهي ابنة الفنان فاخر فاخر، فبدأت نشاطها الفني مبكرا وهي طفلة حينما اختارها المخرج حسن الإمام عام 1957 للمشاركة بفيلم" لن أبكي أبدا"، هكذا أشار الدكتور عمرو دوارة إلى ذلك، مضيفا أن "الإمام" كان الراعي الأول لخطواتها الفنية، وتكريما لذكرى والدها عضو فرقة "المسرح القومي" تم ضمها إلى عضوية الفرقة، التي قدمت معها عددا من المسرحيات الرصينة فأكدت موهبتها وأثبتت جدارتها وتميزها.
مسرح هالة
ظل المسرح منذ بدايتها المجال المحبب لها ومجال إبداعها الأساسي، وهو الذي قضت في العمل به كممثلة محترفة ما يزيد عن نصف قرن، شاركت في بطولة ما يزيد عن 60 مسرحية، من بينها ما يقرب من 15 عرض بفرق مسارح الدولة.
قدمت مع فرقة "المسرح القومي" عروض: "الطعام لكل فم" عام 1964، و"ثلاث ليالي" 1966، و"الغريب، وحلاوة زمان، والزير سالم" 1967، و"حاملات القرابين" 1968، و"البلياتشو" 1969، و"زكي في الوزارة" 2008؛ ومع فرقة "المسرح الكوميدي" عروض: "الملوك يدخلون القرية" 1970، و"ممنوع دخول الستات" 1980، و"الدكتور زعتر" 1987، و"المرجيحة" 1993، و"الناس بتحب كده" 2009؛ ومع فرقة "مسرح الشباب" عرض: "مليم بمليون دولار" 1990.
أما فرق القطاع الخاص، فقدمت مع فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" عروض: "كل واحد وله عفريت" 1969، و"الراجل اللي جوز مراته" 1970، و"لو أنت قط أنا فار" 1985؛ ومع فرقة "الفنانين المتحدين" مسرحية: "شاهد ما شافش حاجة" 1975؛ ومع فرقة "الفنانين المصريين" عرضين: "لك يوم يازوربا" 1981، و"إمبراطور عماد الدين" 1984؛ ومع فرقة "الريحاني" مسرحية: "الرعب اللذيذ" 1983؛ ومع فرقة "المصرية للكوميديا" مسرحيتا: "أبو زيد" 1988، و"سعدون المجنون" 1992؛ ومع فرقة "الكوميدي شو" عرضين: "دلع الهوانم" 1991، و"على كيفك يا قمر" 1999؛ ومع فرقة "عصام إمام" مسرحيتا: "باللو" 1996، و"شبورة" 1998؛ ومع فرقة "الكوميدي فلاش" عرض "وش السعد" 1984، ومع فرقة "أحمد شادي" مسرحية "سرايا المجانين" 1986؛ ومع فرقة "أوسكار" عرض "ميت مسا" 1989؛ ومع فرقة "سامي عامر" مسرحية "إحنا إللي خطفناها" 1990؛ ومع فرقة "مسرح الفن" عرض "تتجوزيني يا عسل" 1992؛ ومع فرقة "النسور" مسرحية "رقص الديوك" 1994؛ ومع فرقة "استوديو 2000" عرض "وجع الدماغ" 1995؛ ومع فرقة "أحمد الأبياري" مسرحية "ربنا يخلي جمعة" 2007.
هذا بالإضافة إلى بعض المسرحيات المصورة التي من بينها: "الانفجار الجميل" عام 1980، و"وداعا أيها الفلس، وشك حلو، نساء عالمات" 1981، و"الزوجة أول من يعلم، درس حريمي" 1982، و"السيرك، مصنع الشيكولاته" 1984، و"ثمانية على الهوا" 1985، و"سعدون تحت الطبع، كرنفال" 1986، و"الزلزال" 1988، و"ثرثرة فوق النيل" 1990، و"المشاغبون في المستشفى، الواد شطارة" 1992، و"زهرة الحب" 2004، و"أولاد ثريا" 2014، و"مطلوب على وجه السرعة، يا أنا يا أنت، سيدة الفجر، أحلى مقلب في حياتي. وأيضا الأداء الصوتي لمسرحية "سفروت والمزمار" لفرقة القاهرة للعرائس عام 1979، إلى جانب مجموعة مسرحيات "تياترو مصر" للجيل الثاني- الموسم الثاني والرابع عامي 2015، 2018.
تعاونت من خلال مسيرتها المسرحية مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون مختلف الأجيال ومن بينهم الأساتذة: سعد ردش، وجلال الشرقاوي، وحسن عبدالسلام، والسيد راضي، وكمال حسين، وسمير العصفوري، ومحمد عبدالعزيز، ورشاد عثمان، ومحمود الألفي، وشاكر عبداللطيف، وعبدالغني زكي، وفهمي الخولي، ونبيل منيب، والضيف أحمد، وشاكر خضير، وسعيد مدبولي، وجمال منصور، ومحمد أبو داود، ومحسن حلمي، وعصام السيد، وسيد خاطر، ونبيل عبدالعظيم.
في السينما
حرصت على تنوع أدوارها طوال مسيرتها السينمائية، فكانت أولى مشاركاتها في فيلم "لن أبكي أبدا" عام 1957، وآخر مشاركتها حتى الآن بفيلم "في القلب" 2022.
ومن بينها أفلامها: "الخرساء، بين القصرين، مراتي مدير عام، قصر الشوق، عفريت مراتي، أسرار البنات، أغنية على الممر، بدور، بنت اسمها محمود، قمر الزمان، البوليس النسائي، امرأة وخمسة رجال، بلية ودماغه العالية، رشة جريئة، الحاسة السابعة، درس خصوصي، ليلة سقوط بغداد، بالعربي سندريلا، أيظن، حين ميسرة، تيمور وشفيقة، هي فوضى، كباريه، حسن ومرقص، حلم العمر، H دبور، الزمهلاوية، عزبة أدم، الثلاثة يشتغلونها، ساعة ونص، الآنسة مامي، وبعد الطوفان، بوسي كات، يوم مالوش لازمة، كابتن مصر، عنتر ابن ابن ابن شدا، الرجل الأخطر، ساعة رضا..".
دراما
نجحت الدراما التليفزيونية في الاستفادة من موهبتها وخبراتها، فمنحتها فرصة المشاركة فيما يزيد عن 250 مسلسلا وسهرة درامية التي من بينها: "أنا اللي استاهل، محطة فلافيلو، القاهرة والناس، السمان والخريف، صابر ياعم صابر، غدا تتفتح الزهور، رحلة السيد أبو العلا البشري، وشاءت الأقدار، سر الأرض، الوتد، أبناء ولكن، وأنت عامل إيه؟، العطار والسبع بنات، الناس في كفر عسكر، علي يا ويكا، عبودة ماركة مسجلة، اللص والكتاب، أهل كايرو، خرم إبرة، العقرب، السبع وصايا، ابن حلال، ساحرة الجنوب، حالة عشق، أريد رجلا، كلابش (ج1،2،3،4)، لمعي القط، قيد عائلي، هربانة منها، ربع رومي.."
ومن بين المسلسلات الدينية مثل: "المهاجرون، وداعا قرطبة، عصر الفرسان، وجاء الإسلام بالسلام، عمر بن عبد العزيز، العارف بالله، الأزهر الشريف منارة الإسلام، الإسلام حضارة، ساعة ولد الهدى، لا إله إلا الله (ج2)، بالإضافة إلى جانب بعض مسلسلات السيت كوم ومنها: "في بيتنا حريقة، بيت العيلة (ج1،2)، طعمية بالكفيار، راديو ستار.."، وأيضا بعض السهرات التلفزيونية منها: "أبدا يعيش الحب، الزوجة الطائشة، بابا جاي، يوميات امرأة عاملة.."، وكذلك بعض الفوازير منها: "أمثال ما تعجبنيش، والمتزوجون في التاريخ، وكلمة × غنوة، وثلاثي أضواء المسرح، ومسلسليكو".
في الإذاعة
تميزت "هالة" في فن الإلقاء وبمخارج ألفاظها السليمة وصوتها الحساس المتميز، وبمهاراتها في التلوين الصوتي وقدرتها على التعبير عن مختلف المشاعر والمواقف الإنسانية، وبأدائها البديع لمختلف الشخصيات وإتقانها لفن "الدوبلاج"، ولذا فقد نجح مخرجو الإذاعة في توظيف موهبتها ومهاراتها في عدد كبير من التمثيليات والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات العالمية المترجمة "بالبرنامج الثاني - الثقافي حاليا"، التي يصعب حصر جميعها ومنها على سبيل المثال: "الرحلة، الأمل المشرق، الأبيض والأسود، الراقصون على النار، عيلة الست فكيهة، حكيم الزمان، مصباح علاء الدين، مكتب أم عتريس للزواج الحديث، عيلة البرنس".