بالرغم من صغر حجم دولة الكويت مقارنة بالكثير من دول العالم ولكنها تمتلك أكبر مقبرة إطارات في العالم تقع بمنطقة رحية، كما يمكن مشاهدتها بواسطة الأقمار الصناعية وعلى خرائط محرك البحث الشهير جوجل، وظهرت على الخرائط كبقعة سوداء ضخمة، وفي العام الماضي قررت الكويت تحويل تلك المنطقة إلى "كنز" وذلك بعد 17 عامًا من وجود تلك المنطقة.
حيث تضم المنطقة أكثر من 42 مليون إطار مستعمل، وتقع مقبرة الإطارات المستعملة في منطقة أرحية، على بعد نحو 35 كيلومترا من الكويت العاصمة ونحو سبعة كيلومترات فقط من المناطق السكنية، وكانت أعلنت الهيئة العامة للبيئة أنها أتمت عملية نقل جميع الإطارات من منطقة ارحية إلى منطقة السالمي بالقرب من الحدود مع السعودية، خلال ستة أشهر من خلال شركات يقودها مبادرون، حيث بدأت جهود إعادة التدوير، بدون أي تكلفة على الحكومة.
وترغب الكويت في بناء مشروع سكني يضم نحو 25 ألف منزل في المنطقة بعد أن تحررت من مشكلة الإطارات التي كانت أكبر عقبة تواجه المشروع، وفي مصنع لإعادة التدوير تديره شركة ابيسكو العالمية للتجارة العامة في منطقة السالمي، يقوم العمال بفرز الإطارات الخردة وتقطيعها لإنتاج منتجات مختلفة منها ما يستخدم كوقود لمصانع الأسمنت ومنها مواد يتم ضغطها لصناعة بلاط الأرضيات المطاطي الملون والعشب الصناعي ويستخدم بعضها حتى في مناطق لعب الأطفال.
وتقوم الشركة بتصدير منتجات المصنع إلى دول الخليج المجاورة وكذلك إلى السوق الآسيوية، بالإضافة للاستهلاك المحلي، ويمكن للمصنع، الذي بدأ العمل في يناير 2021، إعادة تدوير نحو ثلاثة ملايين إطار سنويا، كطاقة تشغيلية قصوى، والإطارات الخردة مشكلة بيئية كبيرة في جميع أنحاء العالم، بسبب الأعداد الكبيرة لهذه الإطارات والمواد الكيميائية الداخلة في تركيبها والحرائق التي يمكن أن تنجم عن تراكمها.
وبلغ عدد المركبات في الكويت، الغنية بالنفط والعضو بمنظمة أوبك البالغ عدد سكانها نحو 4.5 مليون نسمة، قرابة 2.4 مليون مركبة في 2019، طبقا لآخر أرقام نشرتها الإدارة العامة للإحصاء، ارتفاعا من 1.5 مليون في 2010، ولا يوجد مدى زمني محدد لإعادة تدوير هذه الإطارات، لكن السلطات البيئية التي تسعى لتحويل منطقة السالمي إلى مركز لإعادة التدوير، ترغب في التخلص منها بأسرع وقت ممكن.