تعد لوحة "الفلاسفة الثلاثة" لوحة زيتية للفنان الإيطالي جورجوني، حيث تُظهر اللوحة ثلاثة فلاسفة بأعمار مختلفة، تكليف الفنان بهذا العمل الفني من قِبل الثري تاديو كونتاريني، وهو تاجر من مدينة البندقية لديه اهتمامات في مسائل التنجيم أو السحر والخيمياء، وهي واحدة من لوحات جورجوني الأخيرة، يتم عرضها الآن في متحف تاريخ الفنون في فيينا، تمت إضافة اللمسات الأخيرة على اللوحة بواسطة سيباستيانو ديل بيومبو.
تم الانتهاء من لوحة الفلاسفة الثلاثة عام 1509، وتعد الشخصيات الثلاثة التي تم تصويرها في اللوحة هي رمزية حيث وجود عجوز ملتح يرتدي قماشاً فخماً ربما يبين المكانة العلمية أو الاجتماعية له، على الأرجح فهو يمثل فيلسوفاً يونانياً أو يرمز للفلسفة الإغريقية بجانبه فيلسوف عربي بزي مهندم يدل على الثراء والازدهار ربما يقف منتصباً وكأنه يستمع إلى الفيلسوف المسن، وشاب خلفهم يجلس بملابس متواضعة، يدون المشاهدات من الطبيعة ولم ينهض بعد، في الخلفية قرية تتخللها بعض الجبال، تتميز الجهة الأخيرة بمنطقة زرقاء مجهولة المعنى اليوم، يراقب الشاب كهفاً على يسار "اللوحة".
رفض الباحثون والنقاد على أسس مختلفة منذ نهاية القرن التاسع عشر، وجهة نظر سابقة تفسر هذا العمل الفني بأنه تمثيل لقصة المجوس الثلاثة الذين تجمعوا عند مغارة يسوع.
وتم توثيق هذه اللوحة بواسطة الرسام ديڤيد تنييرز الأصغر في كتالوج لمجموعة المقتنيات الفنية لـ الأرشدوق ليوبولد ويلهلم في 1659 ومرة أخرى في 1673، ولكن اللوحة حظيت بالشهرة في تصوير الرسام تنييرز لمدموعة لوحات الأرشدوق نسخ تنييرز التي قام بها من أجل معارضه تعتبر مرجعاً قيماً كمورد تاريخي .
تعرض اللوحة في متحف تاريخ الفنون Kunsthistorisches في فيينا ، أثناء العمل على هذه الصورة، قام الرسام ديڤيد تنييرز الأصغر بعمل نسخ منفصلة صغيرة من كل صورة كدراسة للوحة الكبيرة النهائية، والتي تصور مجموعة الأرشدوق، وفي هذه النسخة الصغيرة التي بقياس 21.5 × 30.9 سم، وضع رمحاً ثلاثي الشعاب في يد الرجل الأكبر سناً، وذلك لم يكن موجوداً في اللوحة الأصلية ولم يصور في اللوحة النهائية لـ الأرشدوق ليوبولد فيلهلم بمعرضه في بروكسل، ففي اللوحة الأصلية، يحمل الرجل العجوز نصًا، ربما كان هذا بمثابة إشارة إلى سلاح بوسيدون ، إله البحر في الأساطير الكلاسيكية، لكنها مجرد تكهنات ديفيد تنيرز.
يوجد تفسيرات عديدة حول لوحة "الفلاسفة الثلاثة"، وقد تكون اللوحة تجسيد لعملية نقل المعرفة، نقل الكلاسيكيات من فلسفة الإغريق القديمة عبر العرب أو الترجمات العربية، التي بثت روحها مرة أخرى خلال عصر النهضة الإيطالية، يمثل الرجل العجوز فيلسوفًا يونانيًا، مثل أفلاطون أو أرسطو ، الذين نسخت كتاباتهم ونقلت أو تطورت عبر الفلاسفة العرب إلى عصر النهضة الإيطالية، الفيلسوف العربي ربما يمثل الموسوعي ابن سينا أو ابن رشد ، فكلاهما فلاسفة و علماء عرب من العصر الذهبي الإسلامي .
أُعتبر الشاب الجالس على الأرض على أنه علم النهضة الجديد بجذور تمتد للماضي، حيث ينظر إلى ظلام للكهف، فيرمز ذلك إلى الأسرار التي لم يتم اكتشافها بعد، قد يرمز الكهف أيضًا إلى المفهوم الفلسفي لكهف أفلاطون.
أكد باحثون آخرون أن هذه الشخصيات تجسد تمثيلات نموذجية لثلاث مراحل من الإنسانية (الشباب، النضج أو الرشد والشيخوخة) ، أيضاً ثلاث عصور من الحضارة الأوروبية (العصور القديمة، العصر الأوسط، النهضة) ،كذلك الديانات الإبراهيمية الثلاث أو مزيج من هذه المفاهيم العامة.