السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

خلايا داعش تتسلل جنوب ليبيا.. وكاتب ليبي: يخاطب مموليه ويستهدف إشغال الجيش.. ورئيس التجمع الوطني للمصالحة: مناكفات لتأجيج المشهد

دورية للجيش الليبي
دورية للجيش الليبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد قضاء الجيش الليبي الوطني على الوجود المكاني لتنظيم "داعش" الإرهابي، تحاول خلاياه النائمة من حين لآخر تنفيذ أي عملية يستطيع التنظيم من خلالها الترويج لنفسه مجددا، وعقب فشله في تنفيذ العمليتين الأخيرتين، حاول التنظيم الإرهابي التغطية على خسائره بنشر عدد من الصور لعناصره الملثمين والموجودين في مناطق صحراوية إثبات وجوده.  

قبل أيام، حاولت الخلايا النائمة للتنظيم إثارة اضطرابات جديدة في جنوب غرب ليبيا، حيث تعرض الجيش الليبي لهجوم عليه، الاثنين 18 أبريل الجاري، من قبل التنظيم بسيارة مفخخة معدة للتفجير عن بُعد حاولت استهداف معسكرا لكتيبة "طارق بن زياد" في منطقة أم الأرانب بمدينة سبها، بحسب إعلان اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش.

ومساء الاثنين الماضي 25 أبريل، اشتبكت وحدات عسكرية بالجيش الليبي مع مجموعة مسلحة تابعة لداعش حاولت دخول مدينة سبها عبر منطقة غدوة وفرت باتجاه جنوب مرزق.

د. كامل المرعاش

دعم جديد.. وتحالفات مريبة

ونقلا عن موقع "سكاي نيوز" فإن تنظيم داعش الإرهابي نشر عددا من الصور الجديدة لمقاتليه المتواجدين جنوب ليبيا، تحت عنوان "يوميات جنود الخلافة في شهر رمضان بولاية ليبيا"، حيث ظهر مقاتلون من التنظيم في منطقة صحراوية أثناء تجهيز أصناف مختلفة من الطعام وخلال تناول الإفطار، وأداء الصلاة، وتعمّد جميعهم إخفاء الوجوه، كما نشر التنظيم أنواعا مختلفة من الأسلحة التي يمتلكها.

ويرى الكاتب الليبي الدكتور كامل المرعاش، أن خطوة التنظيم نحو نشر الصور يفيد أنه يخاطب الدول والجهات الداعمة له، بما يعني أنه حصل على دعم جديد.

وقال "المرعاش" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إنه من المعروف أن تنظيم داعش وكل التنظيمات العقدية الإرهابية تستخدم وتجيد أيضا الحرب الدعائية سواء بالصوت أو الصورة، ومع انتشار وسائط التواصل الاجتماعي المفتوح، تستفيد داعش من هذا الفضاء الواسع في نشر أفكارها وتجنيد المزيد من الأتباع. وتصرفها الأخير بنشر صور خلاياها النائمة في جنوب غرب ليبيا، وهي رسالة لدول الإقليم والعالم بأنها لم تنته رغم الضربات الموجعة التي تلقتها من الجيش الوطني العربي الليبي خلال الخمس سنوات الماضية.

وأضاف الكاتب الصحفي الليبي، أن نشر داعش لتحركات عناصره في هذا التوقيت، يدل على تلقيه دعم لوجستي كبير من قوي إقليمية ودولية تريد توظيفها في الصراع الإقليمي والدولي في ليبيا. ويجب أن نُذكر بأن هناك مليشيات متطرفة وحتى مصنفة إرهابية لها نفوذ مالي قوي في طرابلس العاصمة، وتتحالف مع حكومة عبد الحميد الدبيبة، المنتهية ولايته، ولها علاقات وثيقة مع تنظيم داعش وتتعاون معه في عمليات الهجرة السرية وتهريب السلاح ما بين الجنوب الليبي ومنطقة ما وراء الصحراء. 

داعش ينشر صورا له في ليبيا

محاولة لإشغال الجيش الليبي

وتشير تقارير ذات صلة إلى أن تحرك الخلايا النائمة لداعش في جنوب البلاد محاولة لاستعادة الاضطرابات وإنهاء حالة الاستقرار من جانب، وإشغال الجيش الوطني من جانب آخر، وفي الوقت نفسه يشيد بعض المراقبين بتطور خطط الجيش وقدرته على صد الهجمات وتتبع ورصد بعض العناصر الخطرة الهاربة.    

ويعتقد "المرعاش"، بحسب حديثه، أن هناك ربط مباشر بين هجمات داعش على مواقع الجيش الوطني العربي الليبي وبين محاولات حكومة الدبيبة لإضعاف الجيش وإخراجه من جنوب غرب البلاد حتى بالتحالف مع تنظيم داعش الإرهابي وتقديم الدعم المالي السخي له لهذه الغاية.

ويشرح الكاتب الليبي أن الصراع والحرب مع تنظيم داعش وخلاياه النائمة ليس مرتبطا بسقف زمني محدد، وخصوصًا أن هذا التنظيم يعمل في شكل مجموعات صغيرة العدد، وفي حالة فرار وتخفي دائم ويساعدها في ذلك اتساع رقعة الجغرافيا الصحراوية ووعورتها. لذلك فهو يشن هجمات مباغته على مواقع الجيش، لكن التنظيم ليس بمقدوره المواجهة الطويلة ولا يستطيع الدخول إلى سبها أو غيرها من مدن الجنوب الغربي الليبي. ولكن هدفه في إشغال الجيش الوطني العربي الليبي وإنهاكه من خلال هذه الهجمات الإرهابية.

الجيش الليبي يتحمل عبء مواجهة الإرهاب وحده

ولفت "المرعاش" إلى خطورة تواجد داعش في الأراضي الليبية مع وجود امتداد له في بعض دول الجوار، فبعض الدول تتسبب في تدفق عناصر التنظيم إلى الداخل الليبي.

ويشير إلى تقصير بعض الدول في مواجهة الإرهاب، معتبرا أن دولا مثل تشاد والنيجر لضعفها لا تستطيع السيطرة على حدودها مع ليبيا، والجنوب الغربي الليبي لا يوجد فيه من يحارب التنظيمات الإرهابية وعصابات التهريب إلا الجيش الوطني العربي الليبي الذي ما زال يعاني من حظر السلاح، ومنع حكومة الدبيبة الرواتب عن أفراده وضباطه، وهذا كله يصب في صالح هذه التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.

ويؤكد الكاتب الليبي أن الجيش الليبي يحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع ، مع تآمر الحكومة عليه، وتواطؤ بعض الدول.

د. إدريس أحمد

مناكفات بين القوى السياسية

وبدوره تساءل الدكتور إدريس أحمد، رئيس التجمع الوطني الليبي للمصالحة، حول ظهور هذه الجماعات المتشددة من وقت لآخر وخاصة مع إقفالات النفط وفي المناطق الخارجة عن سيطرة حكومة الوحدة، موضحًا أنه يعتبر الحديث عن الجماعات في مثل هذا الوقت نوع من الاصطناع. 

وأكد "إدريس" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أنه لا ينفي وجود عناصر متشددة إرهابية يمكن أن تندس في أي مكان في ليبيا، أو تتسرب مع أي فوج من أفواج الهجرة غير الشرعية القادمة من دول الطوق، خصوصا الإفريقية، حيث مازالت الحدود مباحة لدخول بعض العناصر الخطرة.

وقال "إدريس"، إنه يشكك في ظهور الجماعات في مثل هذه الأوقات، وأنه يعدها بعض المناكفات بين القوى السياسية المتصارعة، مع عدم رفضي لوجود عدد من الجماعات الصغيرة جدا المتشددة، المختبئة في بعض المدن، أو المتوارية في الصحراء الليبية مترامية الأطراف. 

وتابع أن مثل هذه الأفعال تقف خلفها استخبارات غربية بقصد تأجيج المشهد الليبي، خاصة وأن بإمكان أي جماعة مسلحة الخروج للصحراء وشن هجمات مختلفة لإثارة الناس .