بعد أكثر من ربع قرن في بلاط صاحبة الجلالة، حفر اسمه خلالها في أذهان القراء والمتابعين واشتهر بالسمعة الطيبة والعبقرية الصحفية فى العديد من الجرائد المصرية والعربية، ترك المهنة التي أفنى فيها شبابه ليبحث عن شغف في مجال آخر يمارس من خلاله هواية التأثير في الآخرين، إنه هشام يحيى، الذي قرر أن يبيع الجبنة ويلقب نفسه «هشام بتاع الجبنة» هذا القرار الذي أدهش أصدقاءه كثيرًا، إلا أنه لم يهتم ومضى في طريقه متسلحا بغايته.
بدأ «هشام» عمله الصحفي في جريدة الأحرار ثم الحقيقة ثم جريدة الوفد اليومي تحت رئاسة عدد من أعلام الصحفيين من بينهم محمود عوض، ثم ترك صحف المعارضة لينتقل إلى التجربة الأهم في حياته، وهي تأسيس جريدة الدستور ثم انتقل للعمل كمدير تحرير في إحدى الصحف اليومية في الإمارات، وبعد عودته من الإمارات عمل في جريدة المقال ثم انتقل للعمل في مجلة أخبار النجوم مع إسلام عفيفي، رئيس تحرير المجلة آنذاك، والذي أعطى له مساحة للإبداع في عمل ملفات متميزة في المجلة لقيت رواجا كبيرا في هذا الوقت، وبعدما ترك «عفيفي» رئاسة التحرير قرر هشام يحيى أن يترك العمل الصحفي. بدأت خطوة العمل في الجبنة الملاوي بالصدفة عندما طلب منه أحد الأصدقاء أن يعزمه على جبنة ملاوي، ومن هنا قرر «هشام» أن يتواصل مع صاحب المصنع ويبدأ مشروعه الجديد في الجبنة، لكنه بعد فترة تلقى مكالمة هاتفية من إحدى صديقاته بمحافظة المنيا لتخبره بأن الجبنة التي يعمل بها ليست جبنة ملاوي، فطلب منها أن تدله على مصنع الجبنة الملاوي في المنيا، خاصة أن هذا النوع من الجبنة يعد تراثا شعبيا لمحافظة المنيا.
يؤكد «هشام» أنه دخل هذا المجال من أجل الربح وضمان مصدر دخل، لكنه وجد ارتباطا قويا بينه وبين زبائنه، فأطلق عليهم «عائلة هشام بتاع الجبنة» هذه العائلة التي تجمعها أخلاقيات وقيم اندثرت في هذه الأيام، فبدأ البحث عن المنتجات المصرية التي تعبر عن المصريين وترتبط بهم ارتباطا وثيقا، فيقول إنه لا منتجات إنه يبيع نوستالجيا وتاريخ، لذلك رفض أن يعيد تعبئة هذه المنتجات وأصر أن يبقيها كما هي.
لم يترك «هشام» رسالته وأهدافه في المجتمع عندما ترك العمل الصحفي، بل وجد طرقا قد تكون أكثر تأثيرا من الصحافة نفسها، فقرر أن يقدم لعائلته «شنطة الصيام» التي تحتوي على منيو صيامي للإخوة الأقباط لكنها منتجات مشتركة بين كل المصريين، فحقق رسالته وهي البحث عن ما يجمع المصريين ولا يفرقهم.
واختتم هشام حديثه قائلا: لدي أهداف ورسائل من هذا العلم بجانب التربح، فأنا أسعى لإعادة أخلاقيات التجار مع زبائنهم وأعيد الارتباط بين البائع والمشتري عن طريق الصدق والأمانة، وأسعى لترويج المنتجات المصرية الأصيلة وتشجيعها فهم أحق من المنتجات المستوردة وأفضل في الجودة، كما أنني أبحث عن المساحات المشتركة والذكريات العالقة في أذهان المصريين، وأشعر بالسعادة والمتعة في هذا العمل.