قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنَّ شهر رمضان والأيام العشر الأخيرة منه من الأزمان التي لها نفحات إلهية مخصوصة؛ فهي أيام العتق من النيران ومضاعفة الأعمال وزيادة الأرزاق والرحمة العامة والمغفرة الشاملة؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتمُّ بها اهتمامًا خاصًّا، ويجتهد في إحيائها زيادة عن المعتاد.
وأضاف الدكتور شوقي، أن النبيَّ "صلى الله عليه وسلم" قد أرشدنا إلى تحري ليلة القدر في هذه الأيام المباركة خاصة في الليالي ذات الأعداد الفردية، وهي ليلة مشهودة يحصل فيها مزيد اتصال بين العباد وربهم سبحانه، وهي ليلة بدء نزول القرآن الكريم على قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي ليلة سلام تنزَّل الملائكة فيها بالبركة والرحمة؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة القدر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هِيَ فِي رَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ؛ فَإِنَّهَا وِتْرٌ: فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ» (مسند الإمام أحمد).
وأوضح "علام"، أن النبي "صلَّى الله عليه وآله وسلم"، قد علم موعد ليلة القدر على وجه التعيين، ثم أُنسيها لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى، ليتحفَّز الناس إلى العبادة والدعاء في كل العشر الأواخر، وألَّا يخصوا ليلةً منها بعينها، والدليل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: "خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى (تخاصم) رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة".
و قال مفتي الجمهورية، عن انشغال بعض الناس ببعض الظواهر المناخية التي ترتبط بصبيحة هذه الليلة، إن العلماء تحدثوا عن بعض الظواهر المناخية التي تحدث صبيحة ليلة القدر وليلتها، ولكن الأهم هو الشعور بالسلام النفسي والطمأنينة واستنارة القلب والإقبال على الله بالعبادة والخشوع والتضرع.
وأوضح المفتي، أنه لقد ذكرت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني".
واختتم "علام"، حواره بالتأكيد على ضرورة طلب الكسب الحلال لارتباطه الوثيق بالدعاء المستجاب؛ خلال ردِّه على أسئلة المشاهدين، مشيرًا إلى أهمية دعوة الصائم وفضلها، وأنه لا مانع من دعاء الصائم لنفسه وللغير، بل لولاة الأمور، جاء ذلك خلال لقاءه اليوم على إحدي القنوات الفضائية.