قال الدكتور محمد العربي، عضو المنظمة العالمية للأزهر، إن الكثيرين من الناس يفهمون كلمة تجديد الخطاب الديني فهما خاطئًا، لافتًا إلى أن التجديد إن لم يأت في القرآن الكريم صراحةً لكنه جاء في إشارات متعددة، وهو يعني إحياء وإصلاح علاقة المسلم بدينه وبالتعامل والتفاعل مع أصوله والاقتداء بهدية لتحقيق المهمة الأساسية التي خلق الإنسان من أجلها وهي العبادة، ولتحقيق العمارة الحضارية.
وأضاف "العربي"، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الأربعاء، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد على تجديد الخطاب الديني في أكثر من مناسبة دينية، مشددًا على أن تجديد الخطاب الديني ليس فيه مساس بثوابت النص القرآني ولكن فيه إعمالا للعقل؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان سيدًا على سائر المخلوقات بالعقل، ولا بد من استخدامه فيما خلق من أجله، فآيات القرآن بنيت على التدبر والعقل والفهم الصحيح.
وتابع عضو المنظمة العالمية للأزهر، أن الحديث عن أن التراث الإسلامي ثوابت لا يجوز المساس به هو حق يراد به باطل، فكل عصر له خطباءه وأعلامه يجتهدون انطلاقًا من ثوابت ومعطيات محددها حددها الشرع الشريف، ولا يجوز استدعاء اجتهاد في قرون سابقة ويعمل به في عصرنا هذا الممتلئ بكثيرًا من المنجزات والتقنيات والانجازات، لافتًا إلى أن الإسلام ميزه الله سبحانه وتعالى عن بقية الشرائع في أنه باقي حتى يوم القيامة، وتجديد الخطاب الديني يتمثل في مقدرة الدين على تقديم أجوبة لكل ما يطرح في كل زمان ومكان وفقًا لمتطلبات العصر.