الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

ماذا فعلت النقابة في الشكاوى المقدمة لها؟.. قلة من الأطباء الجشعين يسيئون للمهنة.. طبيب يهين مريضا لعدم دفعه 3 آلاف جنيه "كشف مستعجل".. وآخر يضرب مريضا بـ "خرطوم"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل تحمي نقابة الأطباء المرضى من أخطاء الأطباء وجشعهم؟

ماذا فعلت في الشكاوى المقدمة إليها بشأن اعتداءات الأطباء على المرضى في العيادات والمراكز والمستشفيات؟

هل تحاسب المخطئ من أعضائها حتى لا يُعمم المواطن العادي الحكم على جميع الأطباء؟

هل وضعت قرارات وقواعد تردع كل من تُسوِّل له نفسه الخروج عن آداب المهنة؟

 

نقيب الأطباء

جميعنا يؤمن ويوقن أن مهنة الطب، رسالة إنسانية في المقام الأول والأخير، وعمل لا يضاهيه عمل عندما يخفف الطبيب آلام المرضى، ويكون سببا في إنهاء معاناته وعودة البسمة لوجهه الذي ارتسمت عليه معالم الحزن واليأس بسبب مرضه.

 وهذا حق لا أحد يُنكره أحد بل نتباهي بالنماذج الإنسانية في مهنة الطب، وتتفاخر بها وسائل الإعلام، فلا يستطيع أحد أن ينسى طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي الذي ودعناه جميعا بقلوب معتصرة في يوليو 2020، ورغم أنه فارق دنيانا إلا أن أحدا لا ينساه وستتناقل ذكراه العطرة من جيل إلى جيل، وسيحكي الجميع كيف أنه انتصر لـ "الغلابة" وفضل أن يكون منهم، وسيحكي الآباء عن هذا العظيم وكيف خفف آلام الآلاف مجانا، وفضل أن يتاجر مع الله بدلا من أن يكنز الذهب والفضة، وكـ"مشالي" يوجد الكثيرون من الأطباء الذين يرفعون شعار الإنسانية أولا، ومنهم من نعرفهم ومن لا نعرفه.

ومن المؤكد أيضا أن مهنة الأطباء بها الصالح والطالح، شأنها شأن أي مهنة أخرى ينتكي لها هذا وذاك، ونحن تحديدا وهنا في "الوابة" قفنا إلى جوار الأطباء الشرفاء الذين بذلوا الغالي والنفيس خلال رحلة علاج وحماية المصريين من فيروس "كورونا"، ودشنا حملة كبيرة اشترك فيها الوزراء والمحافظون والفنانون والصحفيون والإعلاميون والرياضيون والمشاهير تحت عنون " تحية لجيش مصر الأبيض".

 ولكن يأبى البعض أن يستقيم، أو أن يتخذ  الجانب الإيجابي طريقا ودربا لها، فنسمع ونشاهد ونقرأ يوما بعد يوم عن أخطاء طبية أودت بحياة مواطنين، وكتبت لهم شهادة النهاية، أو تصرف أو سلوك مشين لا يجوز أن يقوم به من ينتمي لتلك المهنة السامية الغراء، مثل الاعتداء على المرضى، أو إهانتهم، أو المتاجرة بآلامهم واستغلال مرضهم ماديا من خلال المغالاة في ثمن الكشف أو إجراء عملية، أو الاتفاق مع معامل الأشعة والتحاليل وشركات الأدوية من أجل جني المزيد من المال.

أخلاقيات ينفرها الجميع، ويلفظها كل من ينتمي إلى الإنسانية، ولكن السؤال الأهم الآن، أين نقابة الأطباء من تجاوز بعض الأطباء الأخلاقية؟، أين هي من الاعتداء على المرضى داخل المستشفيات أو العيادات؟، ماذا فعلت في الشكاوى الكثيرة التي ترد إليها في هذا الشأن أو تلك التي تنشر في وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل اتخذت فيها إجراءًا رادعا لصالح المريض باعتباره مواطنا من حقه أن يعامله معاملة آدمية لا أن يقابل بالنهر وأحيانًا السب والملامح التي تزيد مرضه بدلا من أن تخفف عنه ؟، هل تحاسب المخطئ من الأطباء كما نعرف في باقي النقابات من وجود لجنة تأديب وإجراءات أخرى قد تصل لشطب العضو من النقابة؟ هل وضعت قرارات وقواعد تردع كل من تسول له نفسه الخروج عن آداب المهنة، حتى لا يتم التعميم على كافة الأطباء، ويسيء المواطن العادي للجميع؟ وإذا كان كل هذا موجودًا فهل يطبق على أرض الواقع؟ 

أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات، ونحاول هنا نفتح هذا الملف لعلنا نحصل على إجابة.

ولن نطيل في الحديث عن ملف الأخطاء الجسيمة التي طالت المواطن العادي والمشاهير على حد سواء، فكلنا يتذكر ماذا حدث للفنانة ياسمين عبد العزيز التي تعرضت لأزمة صحية نتيجة خطأ طبي أثناء إجرائها عملية إزالة بطانة على الرحم منعت حدوث الحمل بعد زواجها من أحمد العوضي إلا أن الأمر تطور بعد ارتكاب الطبيب خطأ طبيًا أثناء إجراء الجراحة مما تسبب في حدوث تسمم في الدم كاد يودي بحياتها، واضطرت للسفر للخارج لاستكمال علاجها.

 وجميعنا يتذكر أيضا قضية الفنانة سعاد نصر، التي فارقت الحياة نتيجة خطأ طبي هي الأخرى في أثناء إجراء عملية لشفط الدهون عام 2006، وأيضا الفنانة حورية فرغلي، التي عاشت مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معان نتيجة تعرضها لعدد من الأخطاء الطبية بعد إجراء عملية تجميل لأنفها ومنذ تلك العملية أجرت عددا كبيرا من العمليات الصعبة والدقيقة بعد تشوه أنفها بالكامل، وقامت برفع دعوى قضائية على الطبيب المتسبب في الأزمة، وهناك أيضا قضية الإعلامية إيمان الحصري التي عانت على مدى 8 أشهر، بسبب تكرار الأخطاء الطبية، ما أدى لخضوعها لـ 7 عمليات جراحية في أقل من شهر.

لن نتحدث عن كل هذا، بعد أن فتحنا هذا الملف مرارا وتكرارا دون أي تحرك من نقابة الأطباء، ولن نعيد إلى الأذهان قضية الطبيب الذي أمر الممرض بالسجود للكلب، وقضت محكمة جنح مستأنف الاقتصادية، حبس المتهمين في الواقعة، سنة مع إيقاف التنفيذ، وتغريم الطبيب عمرو خيري 100 ألف جنيه، و50 ألفا للمتهمين الآخرين.

حسام البصراطي

لكن سنتحدث مع ما قد يحدث مع مواطن عادي، يتعرض للإهانة أو الاعتداء على يد الطبيب الذي لجأ إليه لتخفيف ألمه، وإمداده بقسط من الراحة منها، ولعل ما حدث مؤخرا من الطبيب حسام البصراطي طبيب الأنف والأذن والحنجرة كان دليلا على ذلك، فعندما ذهب إليه المهندس عبد العاطي إبراهيم، لتوقيع الكشف عليه مستغيثا بالنزيف الدائم من أنفه، طلب الطبيب 3 آلاف جنيه مقابل الكشف "المستعجل"، أو عليه انتظار دوره في الكشف العادي الذي يصل قيمته إلى 600 جنيه، أما أنه ينزف ودماؤه تسيل على الأرض فقد لا يهم ذلك كثيرا!

وعندما رأت زوجته الدكتورة غادة عبدالرحيم مساعد رئيس جامعة القاهرة الإهانة والتطاول، قررت أن تلجأ للقانون حتى لا تتكاثر تلك النماذج، وتقدَّمت بمذكرة عاجلة، للمستشار حمادة الصاوي، النائب العام، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان،والدكتور خيري حسين، نقيب الأطباء؛ اشتكت فيها من تعرُّضها وزوجها لإهانات بالِغة من الطبيب حسام البصراطي إخصائي الأنف والأذن والحنجرة، كما حررت محضرًا بقسم شرطة المعادي حمل رقم 3094 إداري المعادي.

وذكرت في بلاغها، أنها عقب قيامها بمحاولة حجز كشف خاص فى عيادة الطبيب حسام البصراطي، الكائنة ببرج بدر بمنطقة المعادي، وذلك لتوقيع الكشف الطبي على زوجها المهندس عبدالعاطي إبراهيم، والذى يعاني مرضًا مُزمِنًا، ويحتاج إلى رعاية طبية خاصة، أكد لها مساعدو الطبيب أن الزيارة الخاصة المستعجلة للطبيب تتكلف ثلاثة آلاف جنيه- وهو مبلغ كبير جدًّا من طبيب يقدم خدمة طبية سامية تترفّع عن تلك المتاجرة بالمرضى- فما كان من المهندس عبد العاطي وزوجته إلا الاستسلام للكشف بنظام الانتظار بقيمة 600 جنيه، وفي أثناء انتظارهما في عيادة الطبيب، ونظرًا لحالته الصحية الحرِجة، قام أحد المرضى من الزائرين للطبيب بالتنازل عن دوره لصالحهما، حتى يتسنى لهما الكشف.

وما إن دخلا لحجرة الطبيب، حتى هاجمهما بألفاظ غير لائقة بالمرة قائلا لهما، إنهما كانا لا بد أن يدفعا "كشف مستعجل" قدره ثلاثة آلاف جنيه، لا أن يستأذنوا من أحد المرضى، رافضًا الكشف على المريض الذي كان في حالة سيئة للغاية إلا بعد دفع مبلغ ثلاثة آلاف جنيه "كشف مستعجل"، فلما اعترضت الدكتورة غادة قام بسبِّها هي وزوجها، ودفَعهما خارج العيادة بطريقة مهينة للغاية، الأمر الذي تسبب لزوجها في نزيف حادّ، وتم استدعاء الأطباء له، وتركيب محاليل له بالمنزل لخطورة حالته.

صورة من خناقة سابقة في عيادة البصراطي

ويبدو أن تلك الواقعة ليست هي الأولى للدكتور حسام البصراطي، فله وقائع أخرى شبيهة وجدناها بالبحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" و"فيس بوك"، وهو يعتدي على مرضى ويوجه لهم الإهانات منذ ثلاثة أعوام، وكان لها فيديو شهير يهين فيه طبيبا زميلا له لجأ له لعلاج والدته، لكنه رفض وأهانه مما دفع الطبيب للانفعال عليه داخل عيادته، وبطبيعة الحال ومع عدم اتخاذ النقابة أية إجراءات في الوقائع السابقة فمن الممكن أن يكررها مع مرضى آخرين.

ما نشره موقع المسلم

ناهيك عن الحديث عن  أن الطبيب حسام البصراطي، قام بالاعتصام على الحدود المصرية في عام 2008، لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة من أجل أن تسمح له السلطات المصرية بالدخول متبرعا لعلاج مصابي مقاتلي حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، بالمجان مواجها خطر فقدان حياته في سبيل معتقداته السياسية، ووصف وقتها دخوله لعلاج مقاتلي حماس بأنه يوم عيد، والكلام على لسانه لموقع المسلم "أليس عيدا أن يصدق الله وعده، ويعز جنده، وينصر عباده، وأن عباده هؤلاء قد صدقوه لما عرفوا من طريق الهداية، وساروا عليه، فكان نصره لهم نتيجة حتمية لمن يسلك الطريق". 

ويروي الطبيب سعادته بأنه أصر على دفع أموال العلاج لمقاتلي حماس من جيبه الخاص في الوقت الذي طرد مريض من بني وطنه؛ لأنه كل ذنبه أن مواطن رحيم يدرك معنى الإنسانية سمح له بالدخول في دوره، وأضاع على الطبيب المؤمن أموال الكشف المستعجل التي ربما ستذهب في وقت لاحق لعلاج مقاتلين آخرين يحسبهم الطبيب أنهم يقتلون أبناءنا في سبيل الله.

واقعة أخرى، عرضها الإعلامي أحمد موسى في برنامجه "على مسؤوليتي"، في 8 يناير الماضي، حيث عرض فيديو لطبيب يعتدي على مريض بطريقة وحشية، وسرعان ما انتشر الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي وأثار غضبًا كبيرًا بين الجمهور، حيث ظهر فيه الطبيب  وهو يعتدي على المريض باستخدام "خرطوم" بطريقة وحشية داخل أحد المراكز الطبية بالطالبية في الجيزة وظهر في مقطع الفيديو اعتداء الطبيب بالضرب على المريض، وسبه بألفاظ غير لائقة،  وبعد أن تحركت الأجهزة الأمنية وقامت بفحص الفيديو، أكدت التحريات الأولية، أن المكان الذي حدثت فيه الواقعة هو مركز طبي خاص، وأنه تعددت شكاوى المترددين على المركز  من سوء المعاملة، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية الخاصة فيروس كورونا داخل المركز، وكشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تفاصيل مقطع الفيديو وتمكن قسم شرطة الطالبية من تحديد مكان المركز الطبي الذي تمت فيه الواقعة، وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة، دون أي تحرك أو بيان أو تدخل من نقابة الأطباء.

طبيب يعتدي على مريض بالخرطوم

 وكلنا يتذكر "الخناقة" الشهيرة على جسد مريض، عندما اعتدى طبيب على زميله بمشرط في "غرفة العمليات، ووقتها أمر رئيس هيئة النيابة الإدارية، بفتح تحقيق عاجل في تعدي طبيبين على بعضهما بـ"مشارط الجراحة" داخل غرفة عمليات في محافظة البحيرة، وتبين أن مستشفى كفر الدوار العام، شهد مشادة كلامية داخل غرفة العمليات، بين الطبيب "س. ع"، وزميله "م. أ"، بقسم الجراحة، تطورت إلى اعتداءات متبادلة بينهما، وذلك أثناء إجراء عملية استئصال الزائدة لمريض يدعى "محمد "،  وتطورت إلى اعتداء الأول على الثانى بـ"مشرط"، ما أدى إلى إصابته فى وجهه بجرح طوله 10 سم، وهذا أيضا دون تدخل أو ظهور لنقابة الأطباء لتوضح الموقف للمواطنين حتى لا يعمموا الحكم السيئ على جميع الأطباء.