الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

"بطلوع الروح" يفضح جرائم داعش.. وناجية من التنظيم تتحدث عن تعرضها للجلد وإصابة طفلها بصدمة نفسية

بطلوع الروح
بطلوع الروح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حالة من الجنون والسُّعار انتابت المنتمين لجماعات الإسلام السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي تزامنت مع دراما رمضان للعام الحالي، التي أدت رسالة قوية، وعملت على فضح وكشف جرائم هذه الجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيم الدولة الإسلامية داعش الإرهابي. 

عدد كبير من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، المنتمية لهذه الجماعات، انشغلت منذ عرض حلقات مسلسل "الاختيار3" ومسلسل "العائدون"، ثم مسلسل "بطلوع الروح"، بالتشويش على دورها ورسالتها الحقيقية، من خلال الزعم أنها أعمال فنية مجهزة بغرض "الهجوم على الإسلام وتشويهه" كي يتمكنوا من خديعة المسلمين البسطاء للحيلولة دون متابعة مثل هذه الأعمال الفنية التي لاقت نجاحًا جماهيريًا.

ومن المريب فعلا، أن تشكك حملات "السوشيال ميديا" في الوقائع والجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، بالرغم من قيام أعضاء التنظيم بنشر إصدارات مرئية توثق ارتكاب العديد من الجرائم بهدف بث الرعب في نفوس الناس.

تدور أحداث المسلسل، المستوحاة من أحداث حقيقية، حول سيدة مصرية "تؤدى الدور الفنانة منة شلبي" تضطر للذهاب إلى معقل تنظيم داعش مع زوجها الذي جنده التنظيم واستقطبه للذهاب لما سماه بـ"دولة الخلافة".

د. لميس فايد، باحثة ومترجمة

مواطنة سورية وزوجها في الرقة 

وتندهش لميس فايد المترجمة والباحثة في الفلسفة بجامعة هامبورج، من استنكار بعض الأشخاص على الفيسبوك من مشهد جلد امرأة، موضحة أن عملها طوال أربع سنوات في مجال الترجمة للاجئين العرب في ألمانيا من سوريا والعراق، مكنها من مطالعة عدد من الشهادات عن فظائع تنظيم داعش، والذي يصعب تقديمه بصورة كاملة عبر عمل فني واحد على شاشة التلفزيون. 

تسرد "لميس" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إحدى قصص الناجيات من داعش، وهي مواطنة سورية سافرت مع زوجها إلى الرقة معقل التنظيم الإرهابي، ثم تمكنت من الهروب والعودة إلى ألمانيا بعد سقوط داعش، ولم يفتضح أمرها إلا بعد لجؤها للشرطة الألمانية للاحتماء من زوجها الذي يعرضها للضرب والعنف، ثم نقلتها الشرطة إلى بيت الاستضافة المخصص للمرأة المُعنفة.

وأشارت تقارير ذات صلة أن عدد من مواطني الدول الأوربية سافروا إلى سوريا وانخرطوا في أعمال إرهابية مع تنظيم داعش، وفي أبريل من العام 2014، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل مواطن ألماني اسمه دنيس مامادو غاسبيرت، ويعرف بكنية "أبو طلحة الألماني"، بايع التنظيم وانضم لصفوفه، لكنه بعد عدة أشهر لقى مصرعه إثر تفجير منزل كان بداخله، من قبل عناصر تابعة لجبهة النصرة الإرهابية "حاليا تحمل اسم هيئة تحرير الشام".

مشهد من المسلسل

جرائم في حق المرأة والأطفال

ووفقًا للشهادات والكتابات التي تناولت جرائم داعش، فإن التنظيم تفنن في إنزال العقوبات بحق النساء غير الخاضعات له وتتنوع بين القتل والجلد والتحرش والاغتصاب، إلى جانب تدمير طفولة الأطفال الواقعين تحت سيطرتهم، والذين يتم جمعهم وتدريبهم تحت راية "أشبال الخلافة".

وتقول "لميس" إنها حضرت الترجمة للمواطنة السورية في بيت المرأة المعنفة، وسمعت منها أن خلاف نشب بينها وبين الزوج في مدينة الرقة السورية، فادعى عليها كذبًا عند قضاء داعش أنه تسبه بالدين، فأحضرتها محكمة داعش وأنزلت بها عقوبة الجلد 18 جلدة.

وبحسب المترجمة، فإن المواطنة السورية أدت مشهدا تمثيليًا أمام الجميع عن طريقة الجلد داخل التنظيم، حيث تجثو على ركبتها، وقام بالجلد أحد أعضاء التنظيم، ولأنها لم تتحمل العقوبة دفعة واحدة فإن التنظيم أنزلها بها على عدة أيام، ولا تزال آثار الجلد في ظهرها حتى هذه اللحظة، الأمر الذي أبكى جميع مسئولات الرعاية الاجتماعية. 

تحكي الناحية من داعش الإرهابي، نقلا عن المترجمة، أن هروبها من المنزل اضطرها لاصطحاب أصغر أطفالها الذي يعاني من ظروف نفسية خطرة، جراء تعرضه بشكل مباشر لأعمال العنف والقتل في سوريا.

قالت الناجية: في عام 2015 كان عمر الطفل أربع سنوات، وكان المنزل يطل على ساحة الإعدامات التي تنفذها داعش بقطع الرؤوس، ولسوء الحظ كان الطفل يشاهد تفاصيل الإعدام من شرفة المنزل بشكل متكرر، ولما حاولت منعه من مشاهدة مثل هذه الأفعال وأغلقت الشرفة نهائيا، نهرها أعضاء التنظيم بدعوة تربية الأبناء على الرجولة ولازال الطفل يعاني من اضطرابات ما بعض الصدمة إلى الآن، وكثيرا ما كان يتحدث عن "رغبته في ذبح نفسه".

وأكدت "لميس" أن السلطات الأمنية أوقفت الزوج وحولته مع الزوجة إلى جهات التحقيق، كما تقرر فصل الابن عن الأم وتسليمه إحدى دور الرعاية لبدء علاج مكثف.

مشهد من المسلسل

دراما رمضان مهمة.. وفظائع داعش عصية على الفهم

 وقالت المترجمة والباحثة في مجال الفلسفة، إن مثل هذه الشهادات تظل محفورة في ذاكرتي، وأن ما يقدمه المسلسل الرمضاني "بطلوع الروح" أقل بكثير مما يرتكبه التنظيم الإرهابي من فظائع. 

وأضافت "لميس" أنها عملت لسنوات في الترجمة الفورية لجلسات العلاج النفسي للاجئين، وما سمعته مخيف ومرعب للغاية، أكثرها إيلاما حالات الأطفال وما شاهدوه من فظائع، وسألت مرة أحد المعالجين عن شفاء جميع الحالات، وأخبرني أن هناك حالات لا يمكن علاجها، ويستمر تأثير هذه الصدمات مدى الحياة مع الأطفال.