الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رموز مصر القديمة| "أوزيريس".. رئيس محكمة الموتى

رموز مصر القديمة
رموز مصر القديمة "أوزيريس" رئيس محكمة الموتى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تكشف الحضارة المصرية القديمة كل يوم عن سر جديد من أسرارها، ورغم ما يأتينا من جديد تظل المعلومات القديمة عن هبة النيل، راسخة في وجدان المصرين والعرب والعالم أجمع.
حينما كانت مصر دولة ذات حدود واضحة، ومعالم بارزة ونظام حكم قائم، ودستور وشرائع وأعراف ونُظم ري وزراعة وعمارة وتشييد وبناء، كان العالم يعيش تحت وطأة الجهل والحياة البدائية، ومن معالم عظمة مصر وتقدمها إضافة للعلوم السابقة الذكر، أنها عرفت الإله الواحد، وقدّسته بل وتقرّبت له وقدمت له القرابين، واتخذت مقدسًا من نبات أو طير أو حيوان واعتبرته رمزًا للخير الذي فاض به الرب على شعب مصر، بل ورفعت هذا المُقدس وأعلت من شأنه وبنت له المعابد ونقشت رموزه على جدران المعابد وأطلقت عليه لقب الإله.
لم يكن لقب الإله الذي أطلق على هذه المقدسات مقصود به الإله الأكبر خالق الكون، وإنما إله خاص بشأن معين من شئون الحياة، كالزراعة والخصوبة، والنيل، والهواء، كنوع من أنواع العرفان والشكر لهذا المُقدس وفق المعتقد المصري القديم.
خلال الشهر الفضيل تصحبكم "البوابة نيوز" في رحلة للتعرف على أشهر مقدسات مصر القديمة التي كان لها النصيب الأكبر لدى المصريين من التقديس والإجلال والاحترام.

يعد "أوزيريس" أشهر الآلهة المصرية القديمة، وهو رئيس محكمة الموتى عند المصريين القدماء ظهرت عبادته في عصر الأسرة الخامسة عندما ذُكر اسمه في "متون الأهرام" الخاصة بالملك ونيس آخر ملوك الأسرة، وكان يعرف في الديانة المصرية القديمة أنه التاسوع المقدس، وطبقاً للديانة المصرية كان اخاً لإيزيس ونيفتيس وست، وتزوج من إيزيس،وأبوهما هما جب إله الأرض ونوت إلهة السماء.

عُرف "أوزيريس" عند المصريين القدماء أنه إلهًا خالصًا له القدرة على الخلق والإبداع والابتكار وتم تمثيله كرب للعالم الآخر وسيد للموتى ومن ثم الأبدية سيدًا للغرب، وحاكمًا لعالم الموتى، وإمامًا للغربيين الذين كان يتم دفنهم في الغرب عادة، وتم تصوير الإله في هيئة آدمية وكانت له شعر مستعار ولحية يخصان المعبودات.

صُور على شكل مومياء ذات أرجل متصلة ملتصقة ببعضها البعض إشارة إلى طبيعة الإله الجنائزية وإرتباطه بعالم الموتى، وظهر في عصر الدولة الوسطى بالتاج الأبيض فوق رأسه  وارتدى كذلك فوق رأسة تاج وهو رأس الثالوث العام "أوزيريس، إيزيس، حور".

حسب الأسطورة المصرية قُتل أوزيريس على يد أخيه "ست"، حيث قام بعمل احتفالية عرض فيها تابوت رائع، قام الحاضرون بالنوم فيه لكنه لم يكن مناسبا إلا لأوزيريس ومن ثم ألقاه ست في نهر النيل وقطع أوصاله ورمى بها إلى أنحاء متفرقة من وادي النيل، بكت أيزيس وأختها عليه كثيراً وبدأت أيزيس رحلتها بحثا عن أشلاء زوجها وفي كل مكان وجدت فيه جزء من جسده بنى المصريين المعابد مثل معبد أبيدوس الذي يؤرخ لهذه الحادثة وموقع المعبد أقيم في العاصمة الأولى لمصر القديمة أبيدوس، حيث وجدت رأس أوزيريس وفي رسومات المعبد الذي أقامه الملك سيتي الأول أبو رمسيس الثاني الشهير تشرح التصويرات الجدارية ما قامت به إيزيس من تجميع لجسد أوزيريس ومن ثم عملية المجامعة بينهما لتحمل ابنهما الإله حورس الذي يتصدى لأخذ ثأر أبيه من عمه وبسبب انتصاره على الموت وهب أوزيريس الحياة الأبدية والألوهية على العالم الثاني.

رموز مصر القديمة "أوزيريس" رئيس محكمة الموتى عند المصريين القدماء