شارع الخيامية الذي يشهد على سنوات من العظمة والتراث المصري الجميل، الذي لطالما احتضن التجار القادمين من الشام والعراق، يحتضن الآن مئات التجار المصريين الذين لا زالوا متمسكين بالمهن المصرية اليدوية القديمة، في انموذج من الوفاء لتلك الأعمال التي أفنوا حياتهم في التفنن بها.
فمن بين التجار الجالسون هناك يتابعون أعمالهم، يجلس "وجية" صاحب الـ65 عامًا، يمارس عمله في هذا الشارع لأكثر من أربعين عامًا حتى الآن، لا يكل فيها ولا يمل من ممارسة عمله طوال اليوم، ففي الأساس يعمل صانعًا للسجاد ويتفنن في الرسومات اليدوية الشاقة، إلا أن الحداثة التي تطرأت على الحياة اليوم جعلته يسعى وراء لقمة العيش في بيع اللعب الرمضانية والفوانيس وغيرها.
يقول الرجل الستيني أن العمل في مهن السجاد ليس كما كان، الأمر الذي يدفعه لتغير النشاط في بعض الأحيان حتى يستطيع أن يجني قوت يومه ويحقق الحياة الكريمة إلى أسرته: "رمضان بيكون موسم بنبيع فيه كل حاجة فوانيس وعربيات فول التي توضع في المنزل كزينة، وأيضًا عربيات الترمس التي يتم صناعتها من القماش الرمضاني وغيرها من الأشياء التي ترسم البهجة والسرور في المنازل مع دخول شهر رمضان الكريم".
ويقول وجيه أنه يحاول من خلال هذا العمل أن يعيد أمجاد الخيامية من جديد، حيث يسعى لعمل الفوانيس بالقماش الخيامية وأيضًا غيرها غيرها من العربيات الفول والترمس، والاشياء التي توضع في المنزل من أجل أن تشير للشهر الكريم.
وأضاف الرجل الستيني أن يتم عمل صناعة الفوانيس الخشب والساج هنا في الخيامية وأيضًا أشكال آخرى، ولكن رمضان هنا كله خير: "بنشوف الناس الحلوة اللي بتيجي من كل اتجاه، لأن الشارع هنا أساسي بالنسبة رمضان ومعروف لأن الموسم هنا بيبدأ قبل رمضان بشهرين أو 3، مشيرًا أنه يوجد إقبال كبير من المواطنين على شرا مثل هذه الأشياء.
"الناس بتستبارك بالحاجات الرمضانية".. هكذا يصف الرجل الستيني أن تلك الأشكال والألعاب التي تشير إلى شهر رمضان تعتبر من الحاجات الأساسية لدى الشعب المصري يستباركون بها ويفضلون وضعها في المنازل، متابعًا: الأسعار هنا مختلفة عن اي مكان برا.
وعن تداعيات فيروس كورونا التي تسببت في توقف العجلة لوهلة قبل عامين، يقول الرجل الستيني: "لما جت كورونا الدنيا وقفت شوية ولكن السنة دي كويسة في الشغل وفيه اقبال من المواطنين على شراء هذه الأشياء.