قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن مصر استردت كل سيناء في 25 إبريل عام 1982 حتى تحكي الأجيال القادمة أن مصر وقادتها يدركون قدسية التراب الوطني ولا يمكن التفريط في شبر من هذه الأرض، مشيرًا إلى أن مصر عاشت ظروفا صعبة في أعقاب نكسة 1967م، فقد جرى تدمير عدد كبير من المعدات العسكرية، وكان كل الاقتصاد موجها للمعركة وإعادة تسليح وتدريب وتنظيم القوات المسلحة، وكان الشعب يعاني.
وأضاف "الشهاوي" في حواره لبرنامج "صباح الخير يا مصر" على فضائية "مصر الأولى" اليوم الاثنين: "كانت إسرائيل تبعث برسائل لخفض الروح المعنوية، حتى ترسخ الإحباط في نفوس المصريين، لدرجة أنها كانت تقوم بعمل تجارب لإشعال قناة السويس لمنع عبور قواتنا وتُبقي الوضع على ما هو عليه".
وتابع، أن الاحتلال كان يذعن في الضغط النفسي على المصريين عبر استخدام الميكروفونات أثناء إشعال القناة، وتهدد المصريين بأنها ستحرقهم في النار، موضحًا أن الحرب النفسية عامل رئيسي في الانتصار، حيث لم تستفز مصر منها وفكرت في التطوير وكان هناك تخطيط لكل ذلك، واخترعت القوات المسلحة مادة مقاومة للنيران لوقاية أفرولات منها بالإضافة إلى القوارب المطاطية.
وأردف، مستشار كلية القادة والأركان، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي زعمت أن تدمير خط بارليف يحتاج إلى قنبلة نووية، لكن مصر امتلكت الجندي المصري القوي الذي تنبع عقيدته من عبارة خالدة وهي "النصر أو الشهادة"، ما مكنه من اختراق الخط بخراطيم المياه، مؤكدًا أن فترة حرب الاستنزاف كان فرصة لكسر حاجز الخوف بين الجنديين المصري والإسرائيلي، وبدأت القوات المسلحة في عمل الإغارة، أي أن كل لواء يرسل 2 فرد يعبران القناة لأسر الأسرى والحصول على معدات العدو ومعرفة بعض المعلومات هناك، وزاد هذا العدد من الجنود تدريجيا حتى صارت الإغارة بقوة كتيبة وكسرت حاجز الخوف بين الجندي المصري والجندي الإسرائيلي".
وأكد "الشهاوي" أن جيش مصر يبعث إلينا برسالة مهمة جدا مفادها، أن مصر نسيج واحد، والدليل على ذلك، أن من أوائل شهداء حرب أكتوبر، الشهيد عميد شفيق متري سدراك وكان قائدا لألوية المشاة الميكانيكية في الحرب، ويوم الحرب اجتمع مع جنوده لتحفيزهم وشد أزرهم واستشهد بآيات من القرآن الكريمة في سورة الصافات.