الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

غير الحياة.. 32 عامًا على إطلاق تلسكوب هابل

تلسكوب هابل
تلسكوب هابل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم 24 ابريل من عام 1990م، أطلق التلسكوب الفضائي هابل، الذي غير العالم ورصد صورة أوضح للعلماء للفضاء الخارجي.

ومنذ إطلاقه قدم التلسكوب مجموعة رائعة من الصور تابعها الملايين حول العالم من المهتمين بعلوم الفضاء والعالم الخارجي المحيط بكوكب الأرض، كما ساهم في تجميع أكثر من 45 تيرابايت من البيانات التي قدمت نظرة ثاقبة إلى الكون، بدءا من الأجسام القريبة مثل القمر، وصولا إلى المجرات النائية على بعد آلاف السنوات الضوئية من كوكب الأرض، والتقط التلسكوب صورا لا تصدق من السوبرنوفا والسديم بينها.

وعندما تحول جاليليو لأول مرة بمنظاره إلى السماء عام 1610، كانت لديه مشكلة في تمييز حلقات كوكب زحل الواضحة في تلسكوبات اليوم البسيطة، وقد ساعد التقدم في مجال البصريات على تحسين قدرة العلماء في مشاهدة الكواكب والنجوم والمجرات البعيدة، إلا أن الغلاف الجوي للأرض لا يزال يحجب الكثير من الضوء أمام المراقبين على الأرض، ولذلك بدأت تظهر الحاجة لوضع التلسكوبات الكبيرة على الجبال العالية، حتى تسمح بأجواء أصفى وبالتقاط صور أوضح.

وفي عام 1923، طرح عالم ألماني يدعى "هيرمان أوبرث" فكرة نقل التلسكوب إلى الفضاء في مدار حول الأرض، للمساعدة في التغلب على التشوهات الناجمة عن الغلاف الجوي، وعندما أصبح إطلاق الصواريخ فيما بعد أكثر شيوعا، بات تحقيق تلك الفكرة ممكنا، وفي عام 1969 أعطيت الموافقة على إطلاق تلسكوب فضائي كبير، إلا أن تحقيق ذلك استغرق وقتا أطول من التحضير لرحلة القمر، وفي عام 1975، بدأت وكالة الفضاء الأوروبية العمل مع وكالة ناسا الأمريكية على وضع خطة إنشاء تلسكوب هابل، ووافق الكونجرس الأمريكي على تمويل مشروع التلسكوب في عام 1977، وقدم ميلاد المكوكات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام آلية جديدة لنقل مثل هذا التلسكوب إلى الفضاء.

وسمي التلسكوب الفضائي هابل تكريما لإدوين هابل، عالم الفلك الأمريكي الذي حدد أن الكون يمتد خارج حدود مجرة درب التبانة، وتم إطلاق أول تلسكوب فضائي"هابل" في العالم في مثل هذا اليوم بتكلفة بلغت 1.5 مليار دولار، وكانت هناك في البداية مشكلة كبيرة، وهي أن مرآة التلسكوب كانت فيها عيوب، حيث كانت الصور غير واضحة وشبه عديمة الفائدة بسبب انحراف كروي ناجم عن خطأ في التصنيع، واستغرق الأمر 3 سنوات قبل أن تقرر وكالة ناسا إرسال بعثة لإصلاح هذا العيب الكبير في 2 ديسمبر عام 1993، وخلال عملية الإصلاح تم تثبيت اثنين من الكاميرات الجديدة على التلسكوب، وفي شهر ديسمبر عام 1993، وصلت أول الصور الجديدة الرائعة من هابل إلى الأرض، وكانت بالفعل تأخذ الأنفاس.

عمل التلسكوب هابل يشبه، بشكل ما، عمل آلة الزمن، لأن الضوء يحتاج وقتا طويلا للسفر عبر الفضاء، لذلك فالصور التي يعرضها التلسكوب تكشف فقط كيف تبدو هذه الأجسام عندما غادرها الضوء المنبعث منها، وليست الصورة التي تبدو عليها اليوم، لذلك فعندما ننظر في صورة مجرة "المرأة المسلسلة" على بعد 2.5 مليون سنة ضوئية من الأرض، فنحن نراها كما كانت قبل 2.5 مليون سنة، وعندما وجه علماء الفلك هابل إلى بقعة كانت تبدو فارغة في السماء، التقط التلسكوب صورة لأكثر من 3000 مجرة بعيدة جدا، لا يمكن اكتشافها بواسطة التلسكوبات الأخرى، ووجدت بعض المجرات في مرحلة التشكيل الأولى، ووفر بذلك التلسكوب ثروة من المعلومات عن مراحل تشكيل النجوم.

وساعد هابل أيضا علماء الفلك في قياس الوقت الذي مر منذ الانفجار الكبير، عن طريق قياس نوع خاص من النجوم النابضة المعروفة باسم "سيفيد المتغير"، من خلال ذلك استطاعوا تحديد عمر الكون بصورة أكثر دقة، حوالي 13.7 مليار سنة، وعلاوة على المجرات، استطاع التلسكوب هابل أيضا دراسة النجوم الفردية في مختلف مراحل تطورها، من مرحلة سحب الغبار التي تشكل النجوم الوليدة إلى مرحلة الأجرام السماوية الكاملة، كما استطاع عمل مشاهدات خارج مجرة درب التبانة، إلى جيرانها، مجرة "غيوم ماجلان" ومجرة "المرأة المسلسلة - آندروميدا".

وكان التحدي الأكبر هو رؤية كواكب تدور حول شموس ونجوم أخرى، ففي عام 2008 التقط هابل صورا لكوكب Fomalhaut b، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصوير كوكب خارج المجموعة الشمسية مباشرة، وقام هابل بتصوير كواكب المجموعة الشمسية بصور عالية الدقة، مثل المشتري، وزحل، وحتى بلوتو، وفرت هذه الصور معلومات عالية القيمة حول هذه الكواكب، وسمحت لعلماء الأرض برصد التغيرات في الغلاف الجوي لهذه الكواكب والتغيرات على سطحها.

ولعقدين من الزمن، وفر هابل للعلماء فهما أكبر للكواكب والمجرات والكون كله، ومن بين أكثر هذه الاكتشافات والمشروعات البحثية المدهشة "إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للمادة المظلمة الغامضة في الكون، اكتشاف قمري كوكب بلوتو "نيكس" و"هيدرا"، المساعدة في تحديد معدل توسع الكون، اكتشاف أن كل مجرة ​​كبيرة تقريبا ترتكز على ثقب أسود، والمساعدة في تحديد عمر الكون".