تقدم الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، بطلب اقتراح برغبة، لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبناء الثقافي والإنساني.
وقال "الهضيبي"، في الطلب المقدم، إن بناء الإنسان المصري من أهم أولويات القيادة المصرية، فقد عمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على الاهتمام بالمواطن المصري من خلال توفير بيئة مناسبة، بتطوير البنية التحتية، ورفع مستوى الخدمات التي تقدم له، بالتوازي مع ذلك كان اتخاذ خطوات عملية لتنمية مهارات الشباب من خلال تدشين البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، والذي كان بمثابة البذرة التي غرسها الرئيس في مجال التدريب والتطوير.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الثقافة تلعب أيضا دوراً جوهرياً في بناء الإنسان وتطوير المجتمع، خاصة الثقافة ذات الطابع والمضمون الوطني، التي تعزز الشعور بالحرية والديمقراطية والاختلاف، وتعمل على تفكيك الأفكار الرجعية المتجذرة في المجتمع، وذلك من أجل بناء مجتمع صالح وواع وملتزم وقادر على مواجهة التحديات.
وأشار إلى أن مؤتمر اليونسكو للثقافة عام 1982 أصدر تعريفا جامعا لـ "الثقافة" يمكن من خلاله إدراك أهميتها في بناء المجتمعات، وهو "الثقافة هي التي تمنح الإنسان قدرته على التفكير في ذاته ما يجعل منه كائناً يتميز بالإنسانية المتمثلة في القدرة على النقد البناء المعتمد على المعرفة والإدراك المقرون بالالتزام الأخلاقي، ومن خلال الثقافة نهتدي إلى القيم ونمارس الاختيار وهي وسيلة الإنسان للتعبير والبحث عن مدلولات جديدة"، مضيفا بذلك تكون الثقافة الركن المعنوي في أركان بناء وتنمية المجتمعات، تشمل الجوانب غير المادية منها منظومة القيم والأفكار والتقاليد والذوق التي تتبناها الشعوب وتمارسها.
وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن الثقافة ركن أساسي من التنمية الشاملة، فلا يمكن السير في خطط التنمية دون الارتقاء بثقافة الشعوب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعلميا وتربويا وإنسانيا، قائلاً: "الثقافة هو طريقنا إلى العقول لمحو الأفكار المتشددة، واقتلاع الموروثات البالية، خاصة أن مصر تعيش مرحلة تحول كبري في اتجاه التنمية الشاملة، الأمر الذي يجعل للثقافة إسهامات كبيرة في الحفاظ على المكتسبات الوطنية."
وشدد "الهضيبي" على أن الحراك الثقافي في أي مجتمع يجب أن يبدأ من مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، أدواته هي الإدارة والمعلم والمنهج المدرسي وبناءً على ذلك يجب العمل على تطوير العناصر الثلاثة، بتهيئة الإدارة إلى الهدف الجديد الذي تسعى إليه الدولة، وتوفير الامكانات اللازمة لتعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب، كذلك تدريب المعلمون على أساليب التنمية الثقافية والتفاعل مع الأطفال لاستبدال الأفكار القديمة المتأصلة بأخرى أكثر إنسانية، وتطوير المناهج التعليمية لتحمل بعد ثقافي وإنساني.
وأكد دور وزارة الشباب والرياضة في تنمية الشخصية المصرية ثقافيا، من خلال فتح مراكز الشباب في المدن والمراكز والقري أمام الشباب، تنظم من خلالها ندوات وحلقات نقاشية وثقافية تعتمد على تفكيك الأفكار الرجعية والمتشددة، واستبدالها بقيم إنسانية قادرة على تقوية نسيج المجتمع المصري مثل تقبل الآخر، ودعم الأخلاق الحميدة، واحترام الحرية الشخصية.
وطالب وزارة الثقافة بطرح برامج ثقافية موجهة لكل فئات المجتمع، مع التركيز على الشباب باعتبارهم الفئة الأكبر عددًا، مع فتح أبواب قصور الثقافة أمام الشباب لممارسة الفنون المختلفة التي تساعد على الارتقاء بالشخصية المصرية.