الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوص معينة في صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات، ينتج عنها عروضا تُكتب بقصد التسلية في فصول سهلة تنهض على المفارقة والإفيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة للجمهور.
وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
اختص المؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة "البوابة" بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة "سيدات المسرح المصري"، التي تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري.
وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن في أداء الأدوار الكوميدية، بعدما قدمنا على مدار الأعوام الماضية عددا من السلاسل حول رائدات المسرح المصري.
نجحت الفنانة ماجدة الخطيب "2 أكتوبر 1943- 16 أغسطس 2006" بإصرارها في تقديم عدد كبير من الأدوار الشعبية، والارستقراطية، والنماذج الإنسانية المتنوعة والتعبير عن مختلف المشاعر النفسية، خاصة مع حرصها الكبير خلال مسيرتها الفنية على تحقيق ذلك التنوع في أدوارها حتى يمكننا إطلاق عليها صفة المرأة ذات المائة وجه.
بدأت مشاركاتها السينمائية مبكرا في العام 1960 وعمرها لا يتجاوز 17 عامًا، واستطاعت منذ ذلك التاريخ أن تحفر اسمها وسط كوكبة من كبار الفنانين وأن تساهم في أداء أدوار البطولة المطلقة ليس في السينما فحسب، لكن بجميع القنوات الفنية الأخرى كالمسرح، والتليفزيون، والإذاعة.
ويحسب لها منذ بداياتها الفنية عدم اعتمادها على جمالها أو أنوثتها بقدر اعتمادها على موهبتها التلقائية، التي أصقلتها بالخبرات العملية والقراءة والدراسة، هكذا أشار الدكتور عمرو دوارة، موضحا أنها تتلمذت على أيدي عدد كبير من الأساتذة وفي مقدمتهم القديران: "عبد الوارث عسر، وإبراهيم سعفان" لدراسة اللغة العربية الفصحى، وفي السينما احتضن موهبتها المخرج الراحل حسن الإمام، وكذلك المبدع حسين كمال في حين اقتنع بموهبتها ومنحها أكثر من فرصة مسرحية المخرج جلال الشرقاوي.
مسرح ماجدة
كانت بداية انطلاقتها المسرحية في بداية الستينيات من القرن الماضي بمسارح التلفزيون، حيث شاركت بأداء الأدوار الثانية في عدة مسرحيات ناجحة استطاعت أن تلفت الأنظار إلى موهبتها، ومن بين هذه المسرحيات: "الدبور" مع ليلى طاهر، وأبو بكر عزت، عام 1963، "ولا العفاريت الزرق" مع بدر الدين جمجوم، ونجوى فؤاد، في 1965، وبدأت في تحمل المسؤولية بأداء دور البطولة منذ تألقها في أداء دور "شلبية الغازية" برائعة نعمان عاشور، "وابور الطحين" بمسرح الحكيم عام 1965، والعودة إلى المسرح الكوميدي عام 1968 وأداء دور "أمينة" بمسرحية "زهرة الصبار" مع سناء جميل، وعبد الرحمن أبو زهرة، ومن إخراج كمال يس، وتعود مرة أخرى إلى مسرح "الحكيم" في العام التالي 1969 لتؤدى دورا من أهم أدوارها المسرحية وهو دور الملكة "جوكاستا" بمسرحية "أنت اللي قتلت الوحش" للمخرج جلال الشرقاوي، ومسرحية "السعادة الزوجية" بمسرح الـ100 كرسي.
ومع بدايات عام 1971 قدمت مع فرقة "المسرح القومي" رائعة يوسف إدريس "الجنس الثالث"، وتستمر مسيرتها المسرحية بأداء الأدوار المتنوعة بإجادتها تقديم كل من التراجيديا، والكوميديا، فقدمت للمسرح الكوميدي عام 1972 مسرحية "مخالفة يا هانم"، بالإضافة إلى ثلاثة عروض لفرق القطاع الخاص وهى "إنهم يقتلون الحمير" عام 1974، "والجوكر" 1977 لفرقة عمر الخيام، و"الناس اتجننت" 1981 مع الفنان محمد عوض، وشاركت عام 1985 بفرقة "المسرح المتجول" لتقدم دورا مهما يضاف إلى رصيدها المسرحي وهو دور "الجازية"، كما تؤدى دور الزوجة الغيورة بمسرحية "ليلة مجنونة" بالمسرح الكوميدي عام 1987.
واضطرت للسفر والغربة لمدة 6 سنوات بعيدا عن مصر، وتعود إليها بكل الشوق وتقدم عرض "اللعبة الكبيرة" لمسرح "الشباب" عام 1994، وتؤدي دور الصحفية المثالية سلوى بمسرحية "سجن النساء" عام 1995 بالمسرح القومي، وفي نهاية العام نفسه قدمت مسرحية "الجنزير" بمسرح السلام، التي استمر عرضها لمدة طويلة، وقدمت للمسرح "الحديث" أيضا مسرحيتي "مشاحنات" 1998، "في عز الضهر" 2003، وللمسرح "القومي" شاركت في بطولة "ليالي الأزبكية" 2004، أما لمسرح "الشباب" فشاركت في تقديم مسرحية "أكرهك" عام 2006، و"ما أجملنا" لفرقة "مسرح الطليعة" عام 1999.
ومنذ عودتها لم تشارك ماجدة الخطيب في عروض فرق القطاع الخاص إلا في عرض "زكية زكريا والعصابة المفترية" وذلك لظروف خاصة ويتبقى دورا مهما من أدوارها المتميزة للأسف لم يأخذ حقه فنيا لتقديمه لعدة أيام فقط، وهو عرض مونودراما "اغتيال مدرسة" الذي قدمته بنادي المسرح المصري 1983.
في السينما
وفي العام 1960 بدأت عملها بالسينما وهى في السابعة عشرة حينما شاركت في فيلمين: "لحن السعادة"، و"بقايا عذراء"، ومن بين أفلامها: "الجبل، الرجال لا يتزوجون الجميلات، قصر الشوق، معسكر البنات، بيت الطالبات، بنت من البنات، قنديل أم هاشم، نص ساعة جواز، زوجة لخمسة رجال، ثرثرة فوق النيل، الحب تحت المطر، مجانين بالوراثة، احترسي من الرجال يا ماما، إخواته البنات، أفواه وأرانب، حكمت المحكمة، أمهات في المنفى، العوامة70، حدوتة مصرية، المرأة والقانون، يا دنيا يا غرامي، تفاحة، سكوت ح نصور، بين القصرين، مجرم مع مرتبة الشرف، حبيبى دائما، أحلام حقيقية..."، كما شاركت بعضوية مجلس نقابة المهن التمثيلية لعدة سنوات؛ واقتحمت عالم الإنتاج لتقديم أفلام راقية فأنتجت 6 أفلام هي: "زائر الفجر، وفي الصيف لازم نحب، وتوحيدة، و13 كدبة وكدبة، والهروب من الخانكة، وابن تحية عزوز".
دراما
شاركت في تقديم عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية والسهرات التليفزيونية والإذاعية التي يصعب حصرها، ولكن من أهم المسلسلات التليفزيونية التي شاركت في بطولتها: "القاهرة والناس، وأنف وثلاث عيون، وأهالينا، ويا رجال العالم اتحدوا، والنساء قادمون، والعصيان "ج1 و2"، وقاسم أمين، وأم كلثوم، وزيزنيا "ج1 و2"، وريا وسكينة، وامرأة من الصعيد الجواني.."، بالإضافة إلى عدد كبير من السهرات التليفزيونية منها: "وردية ليل، وفتش عن الرجل، وضمير امرأة، والحب فوق السطوح، والانتقام القاتل.."، إلى جانب مسلسلاتها الإذاعية منها: "وابتسمت الدموع، وسور الأزبكية، وأرجوك لا تفهمني بسرعة، وكفر نعم، وأفواه وأرانب..".
كان من المنطقي حصولها خلال تلك المسيرة الفنية الثرية على بعض الجوائز ومظاهر التكريم ومن أهمها: مشاركتها في بطولة 5 أفلام من التي تم اختيارها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية - حسب استفتاء النقاد عام 1996 – وهي: الجبل، وقنديل أم هاشم، وثرثرة فوق النيل، وزائر الفجر، وحدوتة مصرية"، بالإضافة لحصولها على جائزة أفضل ممثلة دور ثان بمهرجان القاهرة السينمائي عن دورها في فيلم "تفاحة"، وجائزة أحسن ممثلة من المهرجان القومي للمسرح المصري 2006، عن دورها في مسرحية "أكرهك"، وجائزة من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2006، عن فيلم روائي قصير بعنوان "الزيارة".