رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، ٢٣ رمضان، سنة ١٤٣٦ هجرية (٢٠١٥ ميلادية)، سفير السينما العربية إلى هوليود والعالم.. الممثل المصري «عمر الشريف».
اسمه الحقيقي «ميشيل ديمتري شلهوب»، مولود في الإسكندرية سنة ١٩٣٢، لأسرة كاثوليكية أصولها سورية-لبنانية. التحق بكلية «فيكتوريا البريطانية» في الإسكندرية، ثم درس الرياضيات والفيزياء بجامعة القاهرة، وبعد تخرجه فيها، عمل مع والده بتجارة الأخشاب، لمدة ٥ سنوات، قبل أن يقرر «ميشيل» الاتجاه للتمثيل.
درس التمثيل في «الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية» بلندن، وفور عودته شارك بعدة عروض على خشبة مسرح كليته، فيكتوريا البريطانية، إلى أن تقابل مع المخرج «يوسف شاهين»، خريج نفس الكلية، وعرض عليه بطولة فيلم «صراع في الوادي» أمام فاتن حمامة، سنة ١٩٥٤، ليتغير اسمه إلى «عمر الشريف».
حقق فيلم «عمر الشريف» الأول نجاحًا كبيرًا، وتزوج من فاتن حمامة في العام التالي، بعد أن أعلن إسلامه، ليُشارك سيدة الشاشة العربية في بطولة ٦ أفلام منها؛ أيامنا الحلوة، صراع في الميناء، ونهر الحب. وأهلته وسامته للعب الأدوار الرومانسية في عدد من الأفلام، فشارك في نحو ٢٠ فيلمًا في الفترة من ١٩٥٤ حتى ١٩٦٢، أبرزها: صراع في النيل، إشاعة حب، بداية ونهاية، في بيتنا رجل.
بدأت رحلة «عمر الشريف» إلى العالمية في مطلع الستينيات، حينما التقى مُنتج الأفلام العالمي «سام سبيجل»، والمخرج العالمي «دافيد لين»، الذي اكتشفه وقدمه في دور «الشريف علي» في الفيلم العالمي «لورانس العرب» سنة ١٩٦٢، ليُرشح عمر الشريف لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل في دور مساعد، ويكون بذلك أول ممثل عربي يُرشح للأوسكار.
كما فاز عن الدور نفسه بجائزة «الجولدن جلوب»، وأيضًا جائزة «الجولدن جلوب للنجم الصاعد» التي تشاركها مع كل من؛ تيرينس ستامب، وكير دولا، وبيتر أوتول. وفي سنة ١٩٦٥، قدم عمر الشريف أبرز أدواره للسينما العالمية في فيلم «دكتور زيفاجو»، ونال عنه جائزة «الجولدن جلوب» للمرة الثالثة، لكن هذه المرة في فئة «أفضل ممثل في دور رئيسي».
ولم يتوقف عطاء الشريف للسينما العالمية مُنذ أواخر الستينيات حتى الألفية الجديدة، حيث شارك في أفلام «تشي جيفارا» سنة ١٩٦٩، و«السيدة أريس تذهب إلى باريس» سنة ١٩٩٢، وفيلم «الوصايا العشر» سنة ٢٠٠٦، وفيلم «مسيو إبراهيم وأزهار القرآن» سنة ٢٠٠٣ الذي حصد عنه جائزة «سيزر» لأفضل ممثل.
وخلال الفترة نفسها، كان بطلًا لعدد من الأفلام العربية أبرزها؛ الأراجوز، والمواطن مصري، وحسن ومرقص، وأخيرًا فيلم «المسافر» سنة ٢٠١٠. وفي سنة ٢٠٠٧، قدم عمر الشريف مسلسله الوحيد للشاشة الصغيرة وهو «حنان وحنين».
انشغال عمر الشريف بالعالمية، أثر على زواجه من فاتن حمامة، التي أنجب منها ابنه الوحيد «طارق»، فانفصلا سنة ١٩٧٦، ولم يتزوج الشريف مجددًا.
وفي مثل هذا اليوم، ٢٣ رمضان، من سنة ١٤٣٦ هجرية (١٠ يوليو ٢٠١٥ ميلادية) رحل عن عالمنا الفنان المصري العالمي، عمر الشريف، تاركًا بصمته في أكثر من ١٠٠ فيلم باللغات؛ العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية.