الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بطريرك الأقباط الكاثوليك : بالقيامة يتحقق الخلاص

الأنبا إبراهيم إسحق
الأنبا إبراهيم إسحق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، قداس عيد القيامة بكاتدرائية السيدة العذراء مريم للأقباط الكاثوليك بمدينة نصر، بمشاركة عدد من الأساقفة الكاثوليك وبحضور ممثل رئاسة الجمهورية ووفد من الأزهر الشريف لتقديم التهنئة بالعيد ، كما شارك بالحضور عدد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

وقال الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، خلال العظة التي ألقاها، مساء اليوم السبت: «ودنا منها يسوع، وأخذ يسير معهما». (لو 24 : 15)

الأخوة والأخوات الأحباء، اخرستوس أنستى- أليسوس انستى بعد مسيرة الصوم الأربعينى وأسبوع الفصح المقدس، نحتفل هذا المساء بعيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، هذا الحدث الأهم فى الإيمان المسيحي، فالمسيح القائم هي قلب الأيمان المسيحي والحياة الروحية، وهى محور الترتيب الطقسي فكل يوم أحد هو عيد قيامة أسبوعي وكل قداس إلهى هو استمرار وتحقيق لها.

بالقيامة يتحقق الخلاص الذي شاء الرب أن يتممه بتجسده وصلبه، إنها برهان خلاصنا. لذلك فهي الركيزة الأساسية للبشارة المسيحية، وقد كان الرسل قبل كل شىء شهودًا المسيح القائم.

وأضاف بطريرك الأقباط الكاثوليك : «يأتى احتفالنا هذا وسط أحداث عالمية من الحروب والأوبئة وتدهور الاقتصاد، وأحداث كنسية، وهي خبرة السينودسية التى تعيشها الكنيسة الكاثوليكية، تحضيرًا لسينودس الأساقفة سنة 2023، أى السير معًا كشركة و مشاركة ورسالة، وأيضًا وسط ظروف عائلية وشخصية».

وواصل عظته: «ما أشبه حياتنا بحياة تلميذى عمواس اللذين التقى بهما يسوع القائم و أخذ يسير معهما، أحداث مؤلمة وأخرى مفرحة فيها نختبر المسيح حيًا، أتامل معكم انطلاقًا من لقاء المسيح القائم بتلميذى عمواس الوارد في انجيل القديس لوقا».

يتحدث التلميذان بشأن ما حدث ليسوع من الآلام والموت، وكم خاب رجاؤهما في إمكانية تدخل الله. «كنا نرجو..»  (لو 24 : 21)

الشركة: «ودنا منهما يسوع». يسوع يقترب منهما ويسمع ما في قلبيهما، وكيف فهما الأحداث المتعلقة به. فموقف الرب هو من يصغي الينا حتى حين نظن أنه لا يردّ وسط الآلام، وفى وقت إحساسنا وشعورنا بغيابه يكون هو بجوارنا، يمشى معنا و يقترب منا، يسوع الحي يسير معنا ويرافقنا، ويصير هو طريقنا أنا هو الطريق». (يو 14 : 6)

مشاركة: «أخذ يسير معهما». يسوع يلتقى بنا على طريقنا ويعيش معنا خبرة السير معًا، يتبنى خبرتنا ويشاركنا حياتنا ويبدأ يدخلنا فى مسيرة الفصح من خلال كلمته الحية التى تلهب قلوبنا كما عبر التلميذان بقولهما «أما كان قلبنا يحترق في صدرنا، حين حدثنا فى الطريق وشرح لنا الكتب المقدسة» وتجدد فينا الرجاء وتحقق فينا القيامة وخبرة كيف أن المسيح حىّ فىّ كما يقول لنا بولس الرسول غلاطيه. (2 : 20)

وتابع بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر: «لم يغيّر يسوع الأحداث ولا الظروف بل حوّل التلمذين: من عيون مقفلة عمياء إلى عيون مستنيرة من الجهل الى المعرفة بالأختبار، من الشك إلى الإيمان، من اليأس والأحباط الى الرجاء والانطلاقة. فمهما كانت الأحداث والظروف فهى لا تمنع خبرتنا بأن الرب حي، وإنما هى فرصة كي نعلن أنه حي ونحن به نحيا ونتحرك ونوجد، والتجربة كبيرة أن نفكر فى القيامة وكأنها مجرد حقيقة لا هوتية نظرية بعيدة عنا».

إن نص تلميذي عمواس هو احتفال ليترجي، فيه يستقبلنا يسوع بما نحن عليه ويجدد قلوبنا بكلمته ويعرفنا بنفسه بأن يكسر الخبز معنا. فكل مرة نتقاسم كلمة الله معًا، يكشف المسيح لنا بروحه عن نفسه، ويطهّر قلوبنا ويجددها. كل عائلة تجتمع حول كلمة الله يعمل فيها الروح القدس لتعيش خبرة لقاء بالمسيح الحي. لا يزال المسيح يقترب منا ويصغى إلينا، ويعلن لنا أنه حي ويعدّ قلوبنا من خلال خبرة معايشة الكلمة وكسر الخبز التى نعيشها فى كل قداس.

كم من مرة تقدم فيها إلي التناول دون استعداد، ودون أن نعيش خبرة حقيقية مع المسيح القائم، فالسينودس هو شركة ومشاركة من أجل رسالة.

رسالة كيف نكون على مثال تلميذي عمواس، نعيش خبرة لقاء بالمسيح الحي؟ فننطلق للبشارة بها. فكم من أحداث عديدة لم نضعها بعد على نور كلمة الله ونور المسيح الحي دعوة إلي كل شخص مرً بخبرة مؤلمة اختبر فيها صمت الله، إلى أن يقرأها على نورالمسيح القائم، الذي يقاسمه هذه الخبرة، والمسيح يحررنا من الخطيئة بموته المحي وبقيامته يفتح لنا المدخل الي حياة جديدة. (ت م ك ك 654)

هكذا فكما أدخل يسوع تلميذي عمواس يدخلنا نحن أيضًا فى شركة جديدة معه، بها ننتصروننضم إلى شهود القيامة والرجاء ونحمل إلى أخوتنا وعائلاتنا وجماعاتنا ومجتمعنا رسالة فرح ورجاء بلقاء الرب القائم.

لنرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس وسائر إخوتنا البطاركة والأساقفة وكل المحتفلين بعيد القيامة، داعين أن يبسط القائم من بين الأموات سلامة على عالمنا المثقل بالحروب والمعاناة، ويعمق الرجاء فى قلوب البشر جميعًا.

لنصلى من أجل العائلات المكافحة الأمينة، والعائلات المجروحة قلوبهم والمتألمين بكل نوع.

نصلى معًا من أجل وطننا الغالي مصر خاصة في هذه الأيام المباركة التي نعيش فيها معًا عيد القيامة المجيد وشهر رمضان المبارك حتى تكون فرصة لاسترداد مزيد من السلام والرجاء والعمل من أجل بناء ونشر ثقافة الحياة.

نصلي من أجل رئيس الجمهورية وكل المعاونين له فى خدمة الوطن وقيادته، لكى يؤيد الرب مسعاهم ويكلل جهودهم بالنجاح والتوفيق لبناء مستقبل أفضل لكل المصريين.

ختامًا نصلى أيها المسيح القائم: «أقمنا معك لحياة جديدة، أقم عقولنا إلى نور الإيمان العامل بالمحبة، وإرادتنا الى طريق الخير والرجاء وقلوبنا الى الشركة والمشاركة، حتى نصير رسلًا وشهود للقيامة والحياة والرجاء ويكون هذا العيد لخلاص نفوسنا وتقديسها، بشفاعة أمنا مريم العذراء الشاهدة الأمينة للقيامة. أمين».

6646A340-6253-4693-9424-FAFBAAF45EC8
6646A340-6253-4693-9424-FAFBAAF45EC8